• ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

مسؤولية الإنسان اتجاه صحّته

عمار كاظم

مسؤولية الإنسان اتجاه صحّته

اعتنى الله تعالى بصحّة الإنسان، وبيّن أنّ العقل السليم في الجسم السليم ومدح طالوت في القرآن الكريم بأن أعطاه قوّة في العلم، وقوّة في الجسم، قال سبحانه: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 247).

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحي ويُميت وهو على كلِّ شيءٍ قدير.. وهب الإنسان نِعَماً كثيرة وميَّزه وكرَّمه على كثير من مخلوقاته؛ فقال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء/ 70). وإنّ سيِّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بالاهتمام بالصحّة وبيّن أنّها من أعظم نِعَم الله تعالى على الإنسان، حيث قَال: «نِعمتانِ مَغبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ الصحّةُ والفراغُ».

إنّ الإسلام منهجُ حياة متكامل لجميع شؤون الإنسان: الاجتماعية، والأخلاقية، والاقتصادية، والعلمية، والفكرية، وغيرها. ولقد خلق الله تعالى الإنسان مكوَّن من جسد وروح، فبالجسد يتحرّك الإنسان ويحس، وبالروح يُدرك ويعي، ويحبّ ويكره، ولكلِّ من الجسد والروح مقوماته ورغائبه، فمقومات الجسد ورغائبه هي الطعام والشراب وغيرهما من الشهوات المادّية واللذائذ الحسية، وقد تعرّض الإسلام لهذه المقومات والرغائب بالتهذيب للمحافظة على صحّة الأجسام.. فالصحّة في نظر الإسلام ضرورة إنسانية، وحاجة أساسية وليست ترفاً، أو أمراً كمالياً، ولحياة الإنسان حُرمتها، ولا يجوز التفريط بها، أو إهدارها، إلّا في المواطن التي حدّدتها الشريعة، قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (المائدة/ 32).

كما إنّ عناية الإسلام بصحّة الإنسان وتأكيده ضرورة الحفاظ عليها يظهر في العديد من الآيات القرآنية، ومن ذلك قوله تعالى: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة/ 195)، وقوله أيضاً عزّوجلّ: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النِّساء/ 29)، هذا بالإضافة إلى العديد من الأحاديث النبويّة التي تشدّد على أهميّة الحفاظ على الصحّة العامّة للإنسان، وتدعو إلى التداوي من الأمراض والعلل، ومن ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما جعل الله من داء إلّا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله». إنّ اتباع قواعد الإسلام فيما يتعلق بالنواحي الصحّية والطبية تضمن للإنسان الصحّة التامة، كذلك الاهتمام بالصحّة الشخصية لقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «فإنّ لبدنك عليك حقّاً وإنّ لعينك عليك حقّاً».

ارسال التعليق

Top