• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

وقاية الشباب من الوقوع في دائرة الإنحراف

وقاية الشباب من الوقوع في دائرة الإنحراف
يقول عزّ وجلّ: (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (النور/ 3). (وهناك الكثير من الأحاديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام ينهى فيها عن الزنى.. وكل ذلك الغرض منه حفظ المرأة وحفظ النسل وصيانة المجتمع وحفظه.. ولعل الدين الإسلامي الحنيف أمر بذلك لكي يحفظ أمة الإسلام ويكرمها ويحفظ للأسرة كيانها ويجنب الفرد شر الأمراض الخطيرة.. والتي للأسف الشديد متفشية في المجتمعات الغربية غير الإسلامية ولقد وضع الدين الحنيف سبل الوقاية للشباب). يقول جلّ جلاله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق/ 2-3)، ويقول عزّ من قائل: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة/ 45-46). وقوله سبحانه وتعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل/ 97). وهكذا فإنّ على الذي تهيجه المثيرات الجنسية ولا يملك سبيلاً للصبر على أوامر الله تجاهها أن يعود إلى إيمانه باليوم الآخر بما فيه من حساب وجزاء التقوية والتجديد.. وكلما ازداد المرء يقينا باليوم الآخر ازداد قلبه شعوراً به ورهبة منه فازداد بسبب ذلك قوة على الصبر والصمود. انّ الإسلام نادى بضرورة أن يحافظ الشاب المؤمن المسلم على مجتمعه وأن يصون نفسه صيانة لمجتمعه ومنعاً لانزلاقه في الموبقات.. ماذا تفعل مهيجات الجنس ومثيرات الانحراف إذا كان الفرد يستمع إلى نداء ربه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا) (الإسراء/ 32). وجاء الإسلام لكي يوضح للبشرية الأسس في العفة والشرف.. لصيانة المجتمع وصيانة الإنسان ولكي يقي الإنسان من الأمراض التناسلية الخطيرة التي تمر.. وتدمره مجتمعه. إنّ المرض الذي اكتشف قبل عشرين عاماً والمسمى أيدز يؤدي إلى انهيار مناعة الجسم ومقاومته للأمراض.. ويصبح المصابون بهذا المرض عرضة لأمراض سرطانية نادرة ونزلات صدرية والتهابات أخرى تؤدى إلى الوفاة وغالبية المصابين بهذا المرض هم من الذكور الشاذين جنسياً ومن متعاطي المخدرات بالحقن والمصابين بأمراض النزف الدموي والنساء اللواتي يتعاطين الجنس مع رجال مصابين بهذا المرض. ويعتبر هذا المرض الآن مما لا علاج له على الاطلاق. إذن هذا المرض الناتج عن تعاطي الجنس أو بالمعنى الأصح الذي ينتقل عن طريق الزنا وعن طريق الأشخاص الشاذين جنسياً يضاف إلى قائمة الأمراض التناسلية الأخرى كالهربس والزهري والسيلان.. وغيرها.. أمراض خطيرة.. تنتقل عن طريق الجماع الجنسي مع المصابين بهذه الأمراض.. انها أمراض من السهل الاصابة بها.. ومن الصعب علاجها.. إنّ القرآن الكريم جاء لكي يضع الأسس وينير الطريق للعلاقات الجنسية ففي سورة النور يقول عزّ من قائل: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور/ 30-31). وإنّ هذه الآيات جمعت في مضمونها أسس العلاقات والقوانين الأسرية في مجال العلاقات الانسانية.. انها قوانين أزلية جاء بها القرآن الكريم لكي يرفع بها من شأن المؤمنين ولكي تكون نبراساً لحياتهم.. ويقول عزّ وجل: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) (المعارج/ 29-31). إنّ القرآن الكريم جاء لكي يضع أسس الوقاية ولعل المجتمع المسلم هو المجتمع الوحيد الذي لا تنتشر فيه الأمراض التناسلية الخطيرة، إن مرض الزهري والذي يعد من أكثر الأمراض فتكاً بالإنسان فهو يصيب الشخص نفسه ثمّ بعده يصيب الأسرة.. من ثمّ عن طريق الوراثة فيموت عدد كبير من أطفال الشخص المريض في مراحل مختلفة من أعمارهم فمنهم من يموت جنيناً ومنهم من يموت وعمره بضعة أسابيع أو يتوفون بعد سن متقدمة. وهناك مرض السيلان وهذا المرض ينتج أيضاً من العلاقات الجنسية وهو منتشر في ربوع العالم.. وهو مرض يؤدي إلى الإصابة بالعقم ان لم يتم علاجه.. وهناك العديد من الأمراض الأخرى الخطيرة.. .. إنّ الإسلام جاء لكي يقي كل فرد مسلم وينير له الطريق.. إننا يجب أن نثقف أولادنا وان نعلمهم وان نقودهم إلى الطريق الصحيح إنّ الحقيقة تتمثل في الإسلام وهو الذي يحرس كيان المجتمع ويعالج مشكلاته ويحقق مصالحه. إنّ الجنون الذي سيطر على رؤوس الشبان في أمريكا وأنحاء واسعة من أوروبا حتى راح يدفع أمواجاً منهم إلى الانتحار ويدفع بأمواج أخرى إلى العزلة وممارسة البهيمية المطلقة.. انما هو جنون الفراغ والابتعاد عن الدين.. إذ كان الدين في حياتهم لا يعدو شعارات تقبع في المعابد والكنائس.. أما المجتمع والسلوك ومعايير النظر والبحث فأمر بعيد كل البعد عن الدين وأحكامه وأخلاقه ان حضارة الأمم ليست الاعصارة ثقافتها وثقافة الأُمّة ليست الا ثمرات فكرية لما قد تعارفت عليه من قيم وعقائد وعادات. إنّ سبيل الاشتهاء يسير يسلكه العقلاء وغيرهم لأن دوافعه الغريزية، وليس الإنسان أغنى بها من البهائم. ولو كان لشهوة الغريزة ان تصلح فاسد لظهر الصلاح في عالم البهائم. إنّ العلاج الحقيقي لمشكلات الشباب وعلاج المشاكل الجنسية كلها ينبغي أن يأخذ في إطار ما ينص عليه ديننا الحنيف وصدق الله عزّ وجلّ: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران/ 14).

ارسال التعليق

Top