• ٥ تشرين أول/أكتوبر ٢٠٢٤ | ١ ربيع الثاني ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العمل= قوة ونشاط

العمل= قوة ونشاط
◄حينما يعمل الإنسان ويتحرك، يبدو له وكأنّه صرف من جهده وطاقته، واستهلك من قوته وراحته، وفي الحقيقة فإنّه في الوقت ذاته الذي أعطى فيه يكون قد أخذ أكثر مما أعطى. ذلك أنّ العمل والحركة مصدر قوة للنفس والجسم.

فعضلات الإنسان، وأجهزة جسمه، لا تتوفر على القوة بالخمول والاسترخاء، بل إنّ ذلك يصيب الجسم بالترهل، ويعرضه لمختلف الأمراض، وملحوظ في هذا العصر، كيف أنّ مجموعة من الأمراض المنتشرة، كالسمنة والكولسترول والسكر والروماتيزم وغيرها، مما يطلق عليه أمراض العصر، تنشأ من قلة حركة الإنسان وضعف نشاطه.

ومن الناحية النفسية: فإنّ العمل يملأ الفراغ النفسي، الذي يسبب الكآبة والضجر، ويرفع معنويات الإنسان، عبر شعوره بأنّ له دوراً وإنتاجاً، كما يجعله أكثر تفاعلاً مع الطبيعة والحياة والمحيط الاجتماعي.

يقول الإمام عليّ بن أبي طالب (ع): "مَن يعمل يزدد قوة مَن يقصر في العمل يزدد فترة".

وعن التأثير النفسي للعمل يقول (ع): "مَن قصّر في العمل أبتلي بالهم".

وباعتبار ما ينتجه العمل من مكاسب للإنسان فإنّ تراكمها يعني المزيد من القوة في واقع الإنسان. وقد كان فلاسفة العصور الوسطى يقولون: إنّ للعمل مهمة مزدوجة لأنّه لابدّ للعامل من أن يحقق شيئاً من جهة، كما انّه لابدّ له من أن يصنع ذاته حين يعمل من جهة أخرى.

وحين تحدث موينير (Mounier) زعيم النزعة الشخصانية في فرنسا، عن أبعاد الفعل الأربعة، فإنّه كان يعني أنّ الفعل يعدل من الواقع الخارجي ويصنع ذواتنا، ويقربنا من النّاس، ويثري عالم القيم. ►

 

المصدر: كتاب العمل والفاعلية طريق التقدم

ارسال التعليق

Top