• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

5 أحاديث ضرورية بين الخطيبين

محمّد داوود

5 أحاديث ضرورية بين الخطيبين

 ◄الزواج ليس نزهة أو فترة عابرة في حياة الإنسان؛ بل إنّه التزام أبدي وتعايش بين اثنين تحت سقف واحد، وللزوجين مسؤوليات كبيرة وثقيلة على طرفي العلاقة الزوجية، كلّ حسب دوره، ومن أجل هذا توجد فترة الخطوبة التي يتم من خلالها تعرف الرجل والمرأة إلى بعضهما بعضاً بشكل أفضل، بالطبع هناك قضايا كثيرة تشغل بال اثنين سيرتبطان ببعضهما ضمن علاقة، فيها الالتحام الجسدي والروحي، وكذلك العاطفي، وينصح خبراء علم الاجتماع بأن يحاول المخطوبون التطرق لجميع المواضيع التي تهم حياتهم؛ لأنّ ذلك يبعد العديد من المشاكل في المستقبل.

في دراسة برازيلية لخبراء مختصين بالشؤون الاجتماعية والأسرية والمرأة، جاء بأنّ هناك من يحاول تجنب التطرق لمواضيع على جانب من الأهمية بالنسبة لمن سيتزوج في المستقبل، من أجل ترك الأمور تسير بالصورة التي هي عليها؛ فكثير من المخطوبين إنما يفعلون ذلك بسبب مواقف متحفظة، أو بسبب الحياء، وبخاصة من جانب المرأة.

إنّ إغفال مواضيع وأمور هامة تؤثر على الزواج، ليس منصوحاً به؛ لأنّه عاجلاً أم آجلاً، تستفحل المشاكل بعد دخول الرجل والمرأة عش الزوجية، ولذلك فإنّه من المهم أن يضع من يخططون للزواج مستقبلاً، التحفظ والحياء جانباً؛ للتطرق لمواضيع هامة ومصيرية في علاقة الزواج المستقبلية.

 

المبادرة!

أكّدت الدراسة أنّه ثبت أنّ الرجال لا يتخذون المبادرة؛ من أجل الحديث عن مواضيع تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للزواج، وهم يفعلون ذلك معتقدين أنّ الأمور تأخذ مجراها بشكل طبيعي بعد الزواج، ولكن ذلك ليس صحيحاً، لكن المرأة بشكل عام، وكما تشير الإحصائيات والدراسات العالمية، هي التي تفكر في المستقبل بشكل يفوق الرجل؛ لأنّها تهتم أكثر بالتفاصيل، وترى أنّ بعضها يمكن أن يكون له تأثير كبير على العلاقة بين الزوجين، رغم أنّ الرجال يعتقدون أنّ المرأة تفكر في تفاصيل كثيرة لا ضرورة لها. والمرأة هي التي ينبغي عليها أن تفتح أحاديث تتعلق بمستقبل الزواج والمشاكل التي ربما يتم مواجهتها لاحقاً إن لم يتم الاتفاق على الحلول المناسبة لها، عندما تظهر بعد دخول عش الزوجية.

 

إنهاء الخطوبة أسهل:

إذا كان من الصعب جدّاً الاتفاق على أمور مصيرية تتعلق بمستقبل العلاقة الزوجية؛ فإنّه من الأفضل إنهاء الخطوبة، وقالت الدراسة إنّ هذا لا يعني أنّ المرأة أو الرجل لن يحزنا على فك الخطوبة، ولكن بالرغم من ذلك فإنّ انتهاء الخطوبة، ربما يكون أفضل وسيلة لتجنب الوقوع في فخ يصعب الخروج منه بعد الزواج وهو الطلاق.

 

5 أحاديث هامّة جدّاً:

حسب الدراسة: فإنّ هناك خمسة أحاديث رئيسة ينبغي على كلّ رجل وامرأة يريدان الزواج، أن يتطرقا لها قبل عقد القران، كما أنّ الحلول للمشاكل المتعلقة بهذه الأحاديث، يجب أن تكون مقنعة للجانبين، وعندما يقال بأنّ الحلول يجب أن تكون مقنعة للرجل والمرأة؛ فإنّ ذلك لا يعني التطرف في الموقف؛ بل يمكن الوصول إلى حل وسط يتم الاتفاق عليه في كلِّ مشكلة تطرح على بساط الحديث، ما هي الأحاديث الخمسة الهامة؟

1-  الحديث عن الأولاد:

الرجل والمرأة يجب أن يتحدثا عن الأولاد الذين يريدان إنجابهم وعددهم، أو فيما إذا لم يملكا الرغبة في إنجاب الأولاد، هذا الموضوع يعتبر على جانب كبير من الأهمية؛ لأنّ ما يحدث في بعض الأحيان، هو أنّ المخطوبين لا يتطرقون إلى هذا الموضوع، وينكشف بعد الزواج بأنّ أحد الطرفين لا يريد أولاداً، بينما يريد الطرف الآخر، ويدخلان بسبب ذلك في دوامة من الخلافات التي ربما يصعب حلها إذا لم يتم التوصل إلى حل؛ حيث ينصح علماء الاجتماع بأن يناقش الزوجان موضوع الأولاد قبل الزواج، كما يجب أن يتم احترام الاتفاق الذي يتم التوصل إليه بعد الزواج.

2-  الحديث عن الناحية المالية والسيرة المهنية:

إنّ الخلافات حول الناحية المادية، تعتبر الأكثر خطورة على الإطلاق؛ ففي كثير من المواقف يرفض الرجل أن تعمل زوجته بعد الزواج، من أجل الاهتمام بشؤون المنزل والطبخ وغيرها من الخدمات المنزلية؛ فتترك المرأة وظيفتها، ومن ثمّ يظهر بعد الزواج، وبخاصة بعد قدوم الأولاد أيضاً، بأنّ ما يكسبه الزوج وحده غير كاف، ولا يسد النفقات المطلوبة، هنا تظهر خلافات جادة وخطيرة، بعضها يؤدي إلى الطلاق.

كما يجب الحديث عن المستقبل المهني قبل الزواج؛ فإن كان أحد الطرفين مازال يدرس؛ فمن الضروري التفاهم حول ذلك، وخاصة إكمال المرأة دراستها، وطبيعة المهنة التي ستقوم بها بعد الزواج، يجب التفاهم حول الطموحات المستقبلية فيما يتعلق بتطوير الناحية المهنية؛ من أجل تحسين الأحوال المالية. والأغلب أنّ المرأة هي التي تقع ضحية القرارات التي يتم اتخاذها فيما يتعلق بتطوير المسيرة المهنية؛ فإن لم يتم الحديث عن ذلك قبل الزواج؛ فإنّ الرجل قد يطلب من زوجته أن تتوقف في مرحلة ما من تطوير نفسها مهنياً؛ لأنّه لا يريد أن تكون الزوجة مثار حديث الآخرين، أو الاختلاط بالآخرين بسبب التطور المهني.

3-  الحديث عن الإخلاص والثقة:

ينبغي على الخطيبين، أن يضعا أسساً قوية للإخلاص والثقة المتبادلة قبل الزواج؛ لكي يتم تفادي حدوث سوء تفاهمات تؤدي إلى عواقب سيئة لا ضرورة لها، كما يجب أن يكون هذا شعار العلاقة الزوجية بينهما بعد الدخول في عش الزوجية.

4-  طريقة التعامل مع الشجارات بينهما:

لا يوجد أزواج لا يتشاجرون؛ لأنّ الشجارات الزوجية هي من نتاج التعايش والتأقلم، ومن الضروري جدّاً أن يتفق الرجل والمرأة على طريقة لوقف الشجارات قبل أن تأخذ أبعاداً خطيرة، ويجب عليهما أن يرسما خطوطاً حمراء وحدوداً للشجارات، ينبغي التوقف عندها.

وترى الدراسة أنّ الإنسان يتفوه بكثير من الكلمات، وربما الشتائم وتبادل الاتهامات، ولكن يجب عدم ترك الشجارات تصل لمرحلة المس بالكرامة.

5-  احترام الاختلافات في الشخصية:

من المستحيل أن يكون هناك تطابق تام بين الشخصيات، ولابدّ أن تكون هناك خلافات؛ لأنّ البيئة والأسرة التي عاش فيها الجانبان ليست نفسها، ولكلٍ خصائصها وميزاتها وسلبياتها، ولذلك فإنّه من المهم جدّاً فتح حديث هام حول هذا الموضوع قبل الزواج؛ لكيلا يحاول أحد الطرفين إجبار الآخر على اتباع طريقته أو طريقتها، من حيث الصفات الشخصية. ►

ارسال التعليق

Top