جيران يسارعون للخيرات
الجيران الطيبون الذين يبادرون إلى فعل الخيرات، ويتحلون بالنجدة والخصال الحميدة يعيشون سعداء.
الجيران الطيبون الذين يبادرون إلى فعل الخيرات، ويتحلون بالنجدة والخصال الحميدة يعيشون سعداء.
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).
في شهر رمضان وفي غيره من الشّهور، في كلّ حركة الإنسان في الحياة؛ في حياته الاجتماعيَّة، في بيته، وفي كلّ المواقع، يريد الله للإنسان المسلم أن يعيش في مجتمعه روحيَّة الإنسان الذي يكون كلّ همّه أن يدخل الفرح إلى قلوب المؤمنين...
إنّ نظام الاعتقاد في الإسلام هو الأساس لنظام القيم، فإذا كانت العقيدة في الإسلام تقرِّر أنّ الله سبحانه قد خلق الإنسان ليكون خليفةً في الأرض، فإنّ نظام القيم هو مجموعة المبادئ والمعايير التي تستهدف ضبط السلوك البشري وتوجيهه؛ لتحقيق الاستخلاف البشري في الأرض.
یقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء/ 90). يريد الله عزّوجلّ منّا أن نخلص له، وأن نحبّه في طاعتنا له، وأن نحبّه في أن نفجِّر كلّ طاقاتنا في نفع الناس، سواء كانت في المال أو العلم أو ما إلى ذلك، ليكون الإنسان خيراً وبركةً للناس. إنّ أحبّكم إلى الله جلّ ثناؤه أكثركم ذِكراً لله وأكرمكم عند الله وأتقاكم له.
الدُّعاء حاجة فطرية عند الإنسان، فرداً وجماعة، هو جزءٌ من الحياة، ومن دورتها، فنحن ندعو الله عزّوجلّ في الليل أو النهار، وفي أيِّ ساعةٍ نريد، ولا نحتاج إلى مقدِّماتٍ أو تمهيدٍ.
في خضم حياة تزداد تعقيداً وتنجح فيها الملهيات والشاشات بتشتيت الحواس تحتاج للركون إلى زاوية هادئة تجالس فيها ذاتك...
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
تصنيف الإمام الصادق (ع) المسلمين إلى منازل وأسهم ودرجات، يعطينا فكرة واضحة عن أنّ الإسلام أشبه بـ(الصفّ المدرسيّ) يتباينُ تلامذته وطلّابه في المستويات؛ ولكنّهم (طُلّابُ) صفٍّ واحد، و(تلامذةُ) مُعلِّمٍ واحد، و(مُتعلِّمون) على ضوء منهج واحد؛ ولكنّهم عند الكشف عن مستوياتهم التحصيلية وامتحاناتهم الاختبارية، يتفاوتون..
إنّ موضوع التعايش السلمي من الموضوعات المُهمة التي تشغل اليوم المُجتمعات الإنسانيّة والتي يكثر تناولُها في وسائل الإعلام والاتّصال كما أصبح موضوعاً حاراً للمُناقشة في الندوات والمُؤتمرات حيث ازدادت أهميته في العصر الذي نعيش فيه، فعلى رغم تطور الإنسان علمياً ومدنيًا ينحطّ المجتمع البشري من داخله ثقافياً وخلقياً، وكذلك تهبط المودة الإنسانية والقيم الخلقية.
لقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً للتغيير والإصلاح وإعادة البناء، ويشمل هذا المنهج الوسائل والأساليب الآتية:
1- اللسان - في دلالته اللغوية الواسعة - ليس البَضعة، أو العضلة اللحمية المستطيلة التي تدورُ في الفم وحسب، وإن كان يُمثِّل آلة النطق الشهيرة.
الإسلام يحثُّ على الزُّهد تحقيقاً للأهداف التالية: 1- الإيثار: فمهمّة الدين تتمثّل في حلّ المشكلة الاجتماعية الناتجة عن تعارض المصلحة الفردية مع المصلحة الاجتماعية، والاسلام يُربِّي أبناءه تربية ينحل معها هذا التعارض، بل ويصبح الفرد المسلم يجد لذّته في التضحية بلذائذه من أجل مصلحة الآخرين، ويحرم نفسه من الملبس والمأكل والمشرب كي يتمتع بها الآخرون، ويحرم نفسه من النوم والراحة كي يسعد الآخرون.
في أجواء عيد الفطر المبارك، علينا أن نكون كما أرادنا الله، مصدر فرحٍ وسعادةٍ وسرورٍ لأهلنا وأرحامنا ومجتمعنا، حتى ننال الفرح والسرور عند الله تعالى، فنكون بذلك من الفائزين.
من دعاء الإمام زين العابدين (ع) إذا دخل شهر رمضان: «ووفِّقْنَا لأن نصِلَ أرحامِنا بالبِرِّ والصِّلَة».