• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

«سفر الزوج مع الأصدقاء» أكثر متعة ولكن

تحقيق: ريما كيروز

«سفر الزوج مع الأصدقاء» أكثر متعة ولكن
                             رغبةُ في التحرُّر من ضغوط الزوجة والأولاد يعشق الرجل السفر مع أصدقائه، ويجد في ذلك متعة كبيرة، تبدأ أوّلاً بتَنشّق الحرِّية وتكتمل بالتخلّي عن المسؤوليات. هكذا هو الرجل، يحب أن يسافر خفيفاً، بلا حقائب عائلية وهَمّ الزوجة والأولاد، يحلم بتذوق طعم العُزوبية التي لم يَنْسَها يوماً. فهل صحيح أنّ السفر مع الأصدقاء أكثر متعة؟ وهل من رجل يجرؤ على أن يُصرّح بذلك، ويبوح بأنّه يستمتع بالسفر مع الأصدقاء أكثر من السفر مع العائلة؟ يحمل حقيبته الخفيفة، يُقبّل زوجته وأولاده ويخرج مسرعاً إلى مغامرة السفر من دونهم. يصفق الباب خلفه مودعاً أهل الدار، وبهذا الوداع يتخلى عن حمْل كبير سوف يعتق نفسه منه لأيام.. ويمضي. يمضي إلى حيث نقطة التقاء الأصدقاء، وداخله يستعد لنسيان ما تركه وراءه من هموم وضغوط ومتطلبات. يتطلع إلى سفر كلّه مُغامرة، فيه راحة وحرية وجنون. لأسباب كثيرة في نفسه، يجد الرجل متعة لا تُضاهَى في السفر مع الأصدقاء، فما هي هذه الأسباب؟ وما الذي يدفعه إلى الإقْدَام على هذه الخطوة؟ هذا ما نُسلّط عليه الضوء في هذا التحقيق.   فسحة راحة: يغلق محمد بركة (إداري متزوج منذ 10 أعوام ولديه 3 أولاد) حقيبته، يحملها عن السرير ويضعها أرضاً، وفي هذه اللحظة يسمع زوجته تُعلّق قائلةً: "أعتقد أنك سوف تحتاج إلى ملابس أكثر، افتحها من جديد لأضيف إليها". فيُجيبها: "لست في حاجة إلى أكثر ممّا وضعته، لن أشارك في عرض أزياء حيث أذهب". "لكنك لم تأخذ شيئاً، لماذا لا تصغي إليّ؟"، تعود زوجته وتقول له، وتضيف: "لن يكون لديك الوقت لتغسل ملابسك لتعود وترتديها.."، قبل أن تُكمل جملتها يقاطعها قائلاً: "سوف أدبّر نفسي لا تخافي، ودعيني أسافر خفيفاً، أقلّهُ في المرة التي أسافر فيها مع أصدقائي". تُدير الزوجة ظهرها وتخرج غاضبة، في حين يستسلم محمد لأفكاره: "سأعيش لأيام بعيداً عن الأوامر، وبعيداً عن صراخ الأولاد وأصواتهم التي لا تهدأ، سوف أشتاق إليهم كثيراً، لكنني في حاجة إلى فسحة راحة صغيرة منهم. في حاجة إلى هدنة من الحرب الشَّعْوَاء التي تبدأ صباح كل يوم بين الصغار ولا تنتهي إلا مع إغفاءتهم ليلاً. لن أفكر إلا في الاستمتاع، سأسير في الطُّرقات أكتشفها وكأنني تائه، سوف..". يَرنّ هاتفه المحمول، يُجيب: "نعم يا عامر هل أكّدت حجز الفندق؟ لا.. أكترث، يمكنك أن تحجز في آخر أقلّ فخامة، لا يهمّني الأمر كثيراً، المهم أن نسافر ونستمتع حتى ولو اضطررنا إلى أنّ ننام في حديقة عامة أو على قارعة الطريق، لا يهمني.. أترك لك الخيار..".   بلا قَيْد: بحماسة شديدة يتحدث جميل أحمد (مهندس كمبيوتر، متزوج منذ 7 أعوام ولديه ولدان)، عن متعة السفر مع الأصدقاء، ويبوح: "أسافر مع أصدقائي مَرّة كل عام لفترة أسبوع كامل، أترك كل شيء ورائي، وأنغمس في لذّة الحرية بلا قَيْد". "في بداية الزواج، كانت زوجتي تَثُور لمجرّد طرح فكرة سفري مع أصدقائي"، يعلّق جميل متابعاً، ويضيف: "هي اليوم صارت ترضخ للأمر وتُبارك سفري بطيبة قلب، لأنّها تعرف كم يعني الموضوع لي". يشرد جميل مُغمضاً عينيه على ذكريات مغامراته، يضيف قائلاً: "من دون العائلة هناك متعة لا يمكن وصفها، لا بكاء أطفال ولا قلق عليهم، لا تأخير بسبب انتظار زوجتي لتنتهي من تَبْرُّجها، ولا حاجة إليَّ لأُساير رغباتها في فعل كذا وكذا، والذهاب إلى الأماكن التي تحبها هي أو التي تناسبها هي والأولاد. من دونهم أستطيع أن أنظر إلى الفتيات على مزاجي، لا مَن يَنهرني ولا مَن يعترض". ويتابع: "أفعل الكثير من دونهم، مستثمراً الوقت والراحة النفسية والحرِّية". ويضيف: "معهم أكون مُقيَّداً، ويكون السفر واجباً ومَشَقّة وتَعَباً".   على سَجّيته: يرفض أحمد الصائغ (تنفيذي أوّل)، أن يفكر لحظة في أنّه حين يتزوج سوف يتخلى عن متعة السفر مع الأصدقاء. يقول: "أستمتع اليوم بالسفر مع الأصدقاء لكوني غير متزوج، ولا أعتقد أنني سوف أتخلى عن هذه المتعة حين أرتبط، مع الحرص على عدم التقصير تجاه العائلة". ورَدّاً على سؤال حول ما يجعله يتمسك بالسفر مع الأصدقاء، يعترف أحمد بصراحة قائلاً: "بعيداً عن زوجته، يكون الرجل على سَجيّته، فمثلاً ماذا لو رغبتُ في الغناء والرقص في الشارع، لن تتقبّل زوجتي مثل هذه التصرفات، وقد يكون عيباً عليّ فعل ذلك أمام أولادي". يصمت أحمد للحظة ويُخبر: "لقد غنّيت ورقصت في الشارع في روما وبرلين ولندن. كنت على سجيّتي تماماً، وقد أمتعني الأمر بشدة. للأسف، أمام العائلة عليَّ أن أكون بشخصية أخرى، رصينة وهادئة ومسؤولة، عَمَلاً بالمقولة: "لكل مقَام مَقال".   قلق مستمر: "السفر مع الأصدقاء، أمْتَع بنسبة مليون في المئة"، بهذه الجملة يبدأ أنيس عياد (مشرف إداري، متزوج منذ 6 أعوام ولديه ولدان) كلامه، لافتاً إلى أنّ "هناك أموراً مشتركة يُمكنني القيام بها مع الأصدقاء، ولا يمكنني أن أقوم بها مع عائلتي". ويقول: "الأنشطة العائلية محدودة، بينما الأنشطة مع الأصدقاء مُتعدّدة وكثيرة. ويُصادف أنّ ما أحب أن أمارسه من أنشطة، لا تُحبّه زوجتي، أضف إلى ذلك أن مسؤولية العائلية عبء عليَّ في السفر". يستجمع أنيس أفكاره قبل أن يُضيف: "أنا مسؤول عن عائلة، يعني عن كل فرد فيها، أي وجع رأس وقلق وهَمّ وضغط نفسي مستمر، أرتبط بهم في الذهاب والإياب وكل التحركات، في حين أنني لا أعاني المسؤولية هذه مع الأصدقاء، لأن كلاً منّا مسؤول عن نفسه. مع هؤلاء، لا يهم أين نذهب وماذا نأكل ومَن نرى أو ما نرى، لا يهمنا لو نمنا على الرصيف، أو ربما على رمل شاطئ البحر كل الليل، وهو أمر لا يُمكن فعله مع العائلة بالطبع".   مُغامَرة: بدوره، يؤكد ؛يهاب العاني (مهندس، متزوج منذ 9 أعوام ولديه ولدان) "أنّ السفر مع الأصدقاء أمتع من السفر مع العائلة". وإذ يوضح الأسباب التي تدفعه إلى هذا الاستنتاج، يقول: "مع الأصدقاء المسؤولية أقل والحرية أكبر، فلست مضطراً إلى اتخاذ القرارات، إذا جعتُ أكتفي بساندويتش صغير في الطريق، أكتشف أماكن لا يمكن للعائلة أن تراها معي، أمشي كسائح في الطرقات وهي مغامرة، يستحيل القيام بها مع الصغار". ينظر إيهاب إلى عائلته الواقفة إلى جواره، ويُكمل قائلاً: "متطلبات الصغار كثيرة أو بالأحرى لا تنتهي، وخلال التجوال في الأسواق، تصعب عليَّ السيطرة عليهم، فأنا لا أكاد ألتقط أحدهم حتى يفلت الآخر، أجد واحداً فيضيع الآخر وهَلُمَّ جَرّا". ويتذكر: "قبل الزواج سافرت مع الأصدقاء إلى تايلاند وماليزيا، وأذكر أننا كنا نضع الساندويتشات في حقيبة الظهر ونمشي بلا هدف، كان الأمر ممتعاً ومشوقاً". ويضيف: "في الحقيقة، إنّ الموضوع يختلف مع العائلة، حقائب كثيرة وصراخ وبكاء، ثمّ إضاعة الوقت في التسوق، وتدخُّل زوجتي في الصغيرة والكبيرة، كلها أمور تفسد متعة السفر. وتصوّروافي وقت لا يتعدّى الخمس دقائق، أن يطلب كل واحد منهم شيئاً، أحدهم يريد أن يأكل، وآخر أن يشرب أو يدخل الحمّام أو.. أو..".   للراحة: على غرار زميله إيهاب، يكشف أيمن جمعة (مهندس، متزوج منذ 17 عاماً ولديه 3 أولاد) "أنّ السفر مع الأصدقاء أكثر متعة، لأنّه لا يُقيّدني بالمسؤولية، كما أكون أكثر حرية على جميع الصُّعد، في التنقل، في اختيار الأمكنة، والمطاعم ونوعية الطعام، وهي أمور تفصيلية صغيرة لا يمكنني إسقاطها حين أكون بصحبة العائلة". "حتى السهر يختلف، في مضمونه وهدفه"، يقول أيمن، الذي يكمل مفسراً: "مع الأصدقاء أسهر في أمكنة لا يمكن للعائلة أن تسهر فيها، كما نطيل السهر حتى ساعات متأخرة، وهو ما يتعذّر على الأولاد فعله". ويضيف: "أنا أستمتع بالسهر أكثر من أي شيء آخر حين أسافر مع الأصدقاء". ويختم: "إنّ طبيعة عملي وضغوط مهنتي، تُحتّم عليَّ أخذ إجازة من العائلة لأرتاح من كل المسؤوليات المُلقاة على عاتقي. فأنا أحتاج إلى فعل ذلك من حين إلى آخر، والحمد لله، أنّ زوجتي تَعي حاجتي هذه ولا تعترض على سفري مع الأصدقاء. وفي الواقع، أنا أقصد مع أصدقائي بلداناً تمتاز بطبيعة خلّابة لنستمتع بسحرها، بعيداً عن الضوضاء والزحمة".   حرّية أكبر: على الرغم من أنّ ماجد الأطروشي (مدقق حسابات، متزوج منذ 3 أعوام)، كان يسير مسرعاً حتى لا يتأخر عن اجتماعه، إلا أنّه توقف ليُجيب عن سؤالنا جازماً بأنّ السفر مع الأصدقاء أكثر متعة من السفر مع العائلة بالتأكيد، خصوصاً إذا كان الأصدقاء هم رفاق الدراسة". ولأنّ الوقت لم يسمح لماجد بالتحدث إلينا مُطوَّلاً عن الأسباب التي تدفعه إلى اختيار السفر مع الأصدقاء، اكتفى بالقول: "أشعر بحرية أكبر مع الأصدقاء، بينما أكون مقيّداً مع الأسرة ورازحاً تحت حمل المسؤولية، وأعتقد أنّ المسؤولية هي السبب الرئيسي، والمؤثر الأكبر في متعة السفر الحقيقية".   سيّد القرار: في المقابل، وفي رأي متمايز عن الآخرين، يقول أيمن عبدالحميد (إداري، متزوج منذ 6 أعوام ولديه ولد وبنت): "بصراحة، اختبرت السفر مع الأصدقاء وكانت النتيجة أنني لم أستمتع لأنني كنت مُقيّداً بهم. وهذا طبيعي لأننا نسافر معاً، وعلينا مُسايَرة رغبات بعضنا حتى لو كانت تتعارض مع رغباتنا". وبشكل صريح، يُتابع أيمن قائلاً: "أفضّل السفر مع العائلة، لأنني معها أكون سيّد القرار، أقود عائلتي حيثما أشاء وبالشكل الذي أرغب فيه". يتوقف أيمن قليلاً عن الكلام، ثمّ يُعلّق: "صحيح أنني أنزعج من طلبات الأولاد الكثير، إلا أنني على الرغم من التوتر الذي يُحدثونه لي خلال السفر، مازلتُ أفضّل السفر معهم، وأستمتع معهم بالفعل".   أمر مُشترَك: على الضفة الأخرى، وإذا كان الرجل قد تَجَرّأ وصرح بأنّه يستمتع أكثر عندما يسافر مع الأصدقاء، فهل تتجرّأ المرأة وتعترف بالأسباب التي تدفعه إلى التصريح هذا؟ لا تنكر ريم العاني (ربة أسرة، متزوجة منذ 9 أعوام ولديها ولدان) حقيقةً "أنّ الرجل يَتُوق إلى حرّيته من عائلته، وهو يجدها في السفر مع الأصدقاء، بحيث يشكل الأمر مناسبه له ليتملّص من مسؤولياته الكثيرة، ويبتعد عن أي إزعاج قد تُسبّبه له الزوجة أو الأولاد". وتضيف: "علينا ألا ننسى أيضاً أنّ السفر من دون العائلة، يكون أقل مَشَقّة وأخَف وأسهل على الرجل في كل الأمور، ذلك أنّه يُسمح له بالتنقل على راحته، ويتيح له فرصة قصد أماكن غير مُحَبَّذة للعائلة". وتتابع: "صحيح أنني أخشى من سفر الرجال لوحدهم، خوفاً من المغريات التي قد تُتاح لهم، إلا أنني أسمح لزوجي بالسفر مع أصدقائه ولا يُزعجني الأمر بتاتاً. وأحياناً أسافر معه من دون الأولاد، لأخفّف عنه قليلاً". وتقول: "أعتقد أنّه يشعر بحرّية مطلقة مع أصدقائه، فنحن نكاد لا نتفق على أمر مشترك واحد، فمثلاً أنا أحب الأماكن التراثية القديمة، وهو لا يُبدي شَغَفاً بها. هو يَهوَى تذوّق المأكولات التقليدية للبلدان التي يقصدها، وقد أكون عائقاً له في هذا المجال، لذا، في عدم سفره معنا يُطلق العنان لنفسه، ويَخِفّ حِمْلنا عنه".   نكهة: "بعض الرجال يسافرون مع الأصدقاء ليتخلصوا من زوجاتهم، ويعيشوا حريتهم بالطول والعرض". بهذه العبارة تُعلّق أمينة ترجمان (مهندسة ميكانيكية، متزوجة منذ 17 عاماً ولديها ولدان) على الموضوع، وتقول: "لست ضد أن يسافر زوجي مع أصدقائه، لأنّ الرجل يحتاج من فترة إلى فترة إلى إجازة من زوجته وعائلته، ليذهب وحده ويستمتع كيفما يشاء". وتتابع قائلة: "السفر من دون العائلة له نكهة خاصة عند الرجل، يستمتع به بعيداً عن المسؤولية وعن هموم حياته اليومية التي يعيشها على مدار العام، وأعتقد أن هذا حَقّ له. ففي السفر مع الأصدقاء يكون مسؤولاً عن نفسه فقط، لا أولاد يُتابعهم ويشغل باله بهم، ولا امرأة تسأله عن تحركاته وخطواته". وإذ نسأل أمينة عن أهمية ثقة الزوجة بهذا الموضوع، فتجيب: "إذا كانت المرأة تثق بزوجها، فلتترك له الحرِّية، وهو يُحكّم عقله ويُقرّر أن يُخلص لها أو يخونها". وتختم: "بحسب قناعتي، فإنّ الرجل الخائن لن ينتظر السفر لكي يخون زوجته، يستطيع أن يخونها في أي وقت".   الكلمة الأخيرة: في رأي نسائي آخر، تُصرّح وفاء جمعة (ربة منزل، متزوجة منذ عامين ولديها ابنة وحيدة) قائلةً: "إنّ الرجل يُفضّل السفر مع الأصدقاء لتَخّلو له الساحة، ويفعل ما يشتهيه بعيداً عن رقابة الزوجة". تبتسم وفاء، وتُكمل: "في الابتعاد عن العائلة، يبتعد عن وجع الرأس والهَمّ والغَمّ، ويُريح نفسه من طلبات الأولاد التي لا تتوقف". وفي ما يتعلق بزوجها، تقول: "زوجي سوف يرتاح من مسألة تأخّري، فأنا أحتاج إلى وقت مُضاعَف، لتجهيز الصغيرة وتحضير أغراضها كاملة قبل الخروج من البيت، وهذا يُزعج زوجي قليلاً". "أنا بالتأكيد أمازحكم، لأن زوجي يتفهّم الأمر هذا"، تستطرد وفاء مُعقّبة، وتضيف: "هذا لا يمنع أن يكون مثل غيره من الرجال، يُحبّذ السفر مع أصدقائه على السفر معنا، ليرتاح من التسوق وحمل الحقائب الكثيرة والثقيلة، ومناقشة الأماكن التي أوَدّ الذهاب إليها". وتختم وفاء ممازحة: "الكلمة الأخيرة في اختيار الأماكن، تعود إليَّ..".   حَقّ التحُّرر: يعلق الدكتور محمد النحاس (طبيب نفسي) على الموضوع، لافتاً إلى "أنّ الرجل يرى أن من حقّه أن يتحرر وينطلق. لذا، يَنظُر إلى الزوجة على أنها بمثابة قَيْد لحرّيته، وينزعج من كونها تفهم تحرّره الزائد على أنّه مُراهَقة. لذلك، نجده يتجنّب السفر معها، وإذا فعل يكون هناك نوع من الرُّوتين، والالتزام به وبالأولاد. بالتالي، يشعُر بأنّه غير قادر على تحرير طاقاته الكاملة".. مُشيراً إلى أنّه "إذا كانت الزوجة لجوجاً، فسوف يسافر معها الزوج على مضض، أما إذا كانت واعية وحكيمة، وتحاول أن تُعده وتُجدّد في علاقتهما، فسوف يُرحّب بالسفر معها ويجد في ذلك متعة كبيرة". ويضيف: "لكن، يجب أن ننتبه إلى أنّه حين ينظر الرجل إلى السفر مع أصدقائه على أنّه متعة خالصة، فهو يستعيد في نفسه الشعور بالانطلاق والعُزوبية مَرّة ثانية، ويتحرّر من الإحساس بأن هناك سلطة تُوجّه سلوكه، من دون أن ننسى أنّه أخَفّ حملاً من دون العائلة، وأقل مسؤولية، وأكثر انطلاقاً وتحرراً في تحركاته وتصرفاته وأهدافه، وهذا الواقع يخلق لديه لذّة مُثيرة وغريبة". واستناداً إلى ما ذكره. يلفت د. نحاس، إلى أنّ "من المهم جدّاً أن يكون هناك نوع من التوافُق بين الزوجين، ليبتعدَا عن التظاهُر والادّعاء، لأنّ التوافق يؤدي إلى خروج المشاعر بمصداقيّة ويفجّر السعادة، أي إلى الصحة النفسية. بينما يؤدي التظاهر والادعاء إلى اضطرابها، لأنّ الشخص الذي يرفض أن يفعل الأمر ويجد نفسه مضطراً إلى فعله، ينفر من هذا الأمر حين يتكرر في حياته. ويترك في داخله رواسب نفسية سلبية". ويؤكد د. نحاس "أن من الأمور الأساسية في كل علاقة زوجية، المبادرة بين الزوجين إلى إحداث التوافق والقبول والرضا بين كل طرف والآخر". ويتابع قائلاً: "يتحتّم على الزوج أن يُراعي الزوجة وأن يكون موجوداً في أي مشروع يجمعهما من أجلها ولها، وليس معها. يُشاركها في كل شيء حتى في الأذواق. فهي بطبعها أكثر ارتباطاً به وبالبيت والأولاد، وتجد متعتها في الأشياء التي تقوم بها ويرضى هو عنها". ويختم: "من هنا، فليحرص الزوج على عدم إدخال زوجته في مرحلة تجعلها تشعر بأنّها باتت من ممتلكاته. وفي المقابل، على المرأة الحكيمة أن تُجدّد العلاقة مع زوجها، من خلال التجديد في مشاعرهما، تماماً وكأنّها تسقي وردة أو تعتني بها، لتنتعش وتتفتّح وتكبر ويفوح عطرها جميلاً ومُنعشاً".

ارسال التعليق

Top