• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أسباب عدوانية الطفل وطرق علاجها

أسباب عدوانية الطفل وطرق علاجها

كثيراً ما يعاقب الآباء والمربون الأطفال على عبثهم وتخريبهم لما حولهم أو لإتلافهم بعض محتويات المنزل بالماء ولبلل ملابسهم به أو للعبهم بالنار إلى غير ذلك من أعمال الأطفال وواقع الأمر أنّ الأطفال يلجأون إلى هذا السلوك لإشباع حاجات النمو العقلي التي تدفعهم إلى فحص وتحسس ما حولهم مما يجعل الطفل يشعر بالدهشة لعقابه على الأعمال التي يستمد منها اللذة وتربطه بالعالم الخارجي الذي يحيط به فيؤدي العقاب إلى حذر الطفل عند ممارسته دوافع ونزعات حب الاستطلاع ولا يمنعه عن سلوك التجريب والفحص ولكنّه يمارس حب الاستطلاع في شيء من الحذر والخوف مما يؤدي به إلى الرعونة والتستر فيتلف ما يفحصه أو يكسره بأسرع مما قد يحدث لو أنّه فحصه أو عبث به وهو ليس خائفاً كما أنّه يلجأ إلى الكذب إذا سُئل عما عبث به وذلك لخوفه نتيجة عقاب الوالدين أو المعلم.

إنّ حب الاستطلاع والبحث والتجريب نسميهم أحياناً تخريباً وعدوانية ولكنّها في الحقيقة محاولة للتعرف على ما حولهم من حياة، يظهر ذلك واضحاً في عبثهم بالماء وعبثهم بالأشياء الثمينة خاصة ما فيه فك وتركيب كالأجهزة الكهربائية.

ولكن إذا ما كبر الطفل وكانت تصرفاته من حيث الإتلاف تزيد عن تصرفات أقرانه بشكل مبالغ فيه فإنّه يكون عدوانيّاً ومخرباً فعلاً.

 

·      مظاهر العدوانية:

1- رمي الأشياء من الشباك.

2- السرقة.

3- الضرب.

4- الفتنة والإيقاع بين اثنين.

5- الكذب على أحد بما لم يفعله انتقاماً منه.

6- تمزيق الملابس والكتب.

7- قص شعر المعتدي عليه.

8- الكتابة على جدران المنزل والمكتب.

9- فك الألعاب والأجهزة.

10- كسر الأشياء الثمينة.

وغير ذلك الكثير من المظاهر التي تنبىء عن عدوانية الأبناء لسبب أو لأكثر مما ذكرناه سابقاً.

 

·      أسباب العدوانية:

1- النمو الجسمي والنشاط الزائد مع حياة مغلقة مملة ليس بها نشاط يستنفد النشاط الزائد.

2- اضطراب الغدة الدرقية بحيث يزيد إفرازها فيصبح الطفل متوتراً دائم الحركة لا يمكنه أن يستقر في مكان ولابدّ أن يجد ما تعبث به يداه.

3- الاضطراب أو المرض النفسي أو الشعور بالنص فيلجأ الطفل إلى الانتقام أو كسر ما يقع تحت يديه وذلك بأسلوب لا شعوري فيشعره باللذة والنشوة لانتقامه ممن حوله.

4- الشعور بالذنب أو عدم التوفيق في الدراسة خاصة إذا عيّره أحد بذلك فيلجأ إلى تمزيق كتبه أو إتلاف ملابسه المدرسية والاعتداء بالضرب أو السرقة تجاه المتفوق دراسياً.

5- القسوة الزائدة من الوالدين أو أحدهما مما ينتج عنها الرغبة في الانتقام خاصة عندما يحدث ذلك من زوج الأُم أو زوجة الأب بعد وقوع الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.

6- محاولة الابن الأكبر فرض سيطرته على الأصغر واستيلائه على ممتلكاته فيؤدي بالصغير إلى العدوانية.

7- محاولة الولد فرض سيطرته على البنت واستيلائه على ممتلكاتها وبعض الآباء يشجعون على ذلك فيؤدي بالبنت إلى العدوانية.

8- كبت الأطفال وعدم إشباع رغباتهم وكذلك حرمانهم من اكتساب خبرات وتجارب جديدة باللعب والفك والتركيب وغيرها فيؤدي بهم ذلك إلى العدوانية لتفريغ ما لديهم من كبت.

9- الحرمان من عطف الأبوين ودفء حنانهما ويظهر ذلك واضحاً مع الأُم العاملة والأب المشغول طوال اليوم فيترك الأبناء للدادة أو المربية أو الخادمة فتكون العدوانية أو التخريب.

10- التسلط وحرمان الأطفال من حرّيتهم يؤدي إلى أن يشبوا عدوانيين على مَن حولهم.

 

·      علاج العدوانية:

1- عرض الطفل على طبيب متخصص لعلاجه من الاضطرابات – إذا وجدت – خاصة اضطرابات الغدد الدرقية.

2- إعطاء الطفل فرصة للتعرف على ما حوله تحت إشراف الآباء والمعلمين، بحيث لا يضر الطفل نفسه أو بما يحرصون على حمايته منه ومن ذلك اللعب بالماء وعدم منعه من ذلك بسبب ما ينتج عنه من بلله لملابسه فإنّ هذا المنع لا يشبع في الطفل تعطشه للخبرة والاستطلاع والرغبة في البحث والتجربة وكذلك تقديم ورق وجرائد أو قطعة من القماش مع مقص ليتعلم الطفل كيف يقص بحيث تشبع رغبته فلا يجرب وحده فيما نحرص على عدم إتلافه وبحيث لا يضر بنفسه فيجرح أصابعه، كما يجب أن تقفل الأدراج التي لا نريده أن يعبث بها وكذلك إبعاد الأشياء الثمينة بعيداً عنه مع إمداده دائماً بألعاب الفك والتركيب كالمكعبات والميكانو والصلصال وغيرها مما سبق الحديث عنه.

3- عدم مقارنة الطفل بغيره وعدم تعييره بذنب ارتكبه أو خطأ وقع فيه أو تأخره الدراسي أو غير ذلك.

4- إتاحة فرص اللعب للطفل في ملعب أو ناد أو جزء مخصص في البيت وإمداد الطفل بما يحتاج إليه من ألعاب.

5- اختلاط الطفل مع أقران في مثل سنه يفيد كثيراً في العلاج أو تفادي العدوانية.

6- تغريغ الأبوين وقتاً للخروج بالطل في المتنزهات والحدائق العامة والمزارع ليرى الطيور والحيوانات والزروع لينشرح صدره ولا يضيق، ويزداد حباً لأبويه وإحساساً بعاطفتهم.

7- إشعار الطفل بذاته وتقديره وإكسابه الثقة في نفسه.

8- إشعار الطفل بالمسؤولية تجاه إخوته الصغار أو أخته الكبيرة كانت أو الصغيرة وتحبيبه فيهم وإعطاؤه أشياء ليهديها لهم بدل أن يأخذ منهم وتعويده مشاركتهم في لعبهم مع توجيهه بعدم تسلطه عليهم وتحبيب الأبناء في بعضهم دائماً.

9- السماح للطفل بأن يسأل ولا يكبت وأن يجاب عن أسئلته بموضوعية تناسب سنه وعقله وإشباع رغباته دائماً.

10- لا يلام الطفل أو يعاقب أمام أحد خاصة إخوته وأصدقاءه.

11- الإكثار من الحديث عن الحب والتعاون وفضل الأخوة وعدم الاعتداء وسرد القصص التي تحث على ذلك من تاريخ الصحابة والصالحين في كافة العصور، وكذلك قصص الحيوان.

 

الكاتب: محمّد سعيد مرسي

المصدر: كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام

ارسال التعليق

Top