• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أغار على زوجي من حب أخواته

أسرة البلاغ

أغار على زوجي من حب أخواته

◄مشكلتي هي الغيرة على زوجي من حب أخواته.. لأنهن عازبات وأنهن يجزلن عليه بالمال لزيادة حبه لهم، في حين إنني أتمسك بحقي الشرعي من زوجي للإنفاق علي وعلى أسرته.. ودائماً يقارن بي وبأخواته اللتان تعطيانه الغالي والنفيس لزيادة حبه لهم والتمسك بهم ودائماً يقول لي انهن يحبانه أكثر مني ويعطيانه المال ولا يكلفانه بالمشقة والتعب في حين أنا أتمسك بوقوف زوجي أمام مسؤولياته الأسرية. فماذا أفعل؟

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد.. يتصرف كثير من الرجال الذين نشأوا في أسرة تكثر فيها البنات بالشكل الذي ذكرتيه، لأن الولد في مثل هذه العوائل يحظى بمقدار كبير من الاهتمام والرعاية، قد تصل إلى حد الدلال وتلبية معظم طلباته، وبالتالي يكبر الولد ولا زالوا يعاملونه كطفل مدلل، وأحياناً يأنس الولد بهذه المعاملة ويعتادها لأنها توفر له حظاً من الراحة والفائدة، وينسى أنه بات رجلاً وعليه أن يتحمل مسؤولياته أمام نفسه والآخرين.
على أي حال، إنّ عليك تقبل هذا الوضع، والذي سيتغير مستقبلاً بنفسه، وتمسكي بزوجك حفاظاً على عائلتك، إذ إن هذا الهدف مهم وكبير ويستحق منك التضحية ونكران الذات، وعاملي زوجك بلطف حتى لا يحسّ بالفارق الكبير، ومن ثم اعملي على معالجة الوضع تدريجياً، والزمن بصالحك لأنه الرجل سيكبر وتزداد تجربته ومعرفته وسيشعر يوماً بأن توقعاته من الآخرين ليست في محلّها وبأن الزوجة شريكة حياة وهي التي يذوب جسدها ونفسها من أجل إسعاد العائلة، وأنها تستحق من الرجل كل الشكر والثناء.
بقي أمران:
الأول: أن الرجل أحياناً يتدلل ويذكر الأخريات لتحريك عامل الغيرة عند المرأة ليكسب منها المزيد من الودّ والعطاء، فلا تأخذي كلامه دوماً على محمل الجد، وقابلي حديثه بابتسامة وكلمة حبّ، يشعر معها بالزهو ويشبع بها غروره، وستجدينه يتغير ويقابلك بالحسنى، وتجنبي معاملته بقسوة أو محاسبته بشدة وإنما الجأي إلى تحفيز وتركيز الجانب الذكوري في شخصيته، بإشعاره بأنه ربّ الأسرة وأبو الأولاد وأنه زوجك وأميرك.
زيدي من احترامه حتى يزيد من احترامك واذكريه أمام الآخرين وبحضوره باعتزاز حتى يشعر بشخصيته ويحسّ بمسؤولياته.
الثاني: اعطِ الحق لأخواته بأن يتمسكن به للوضع الذي ذكرتيه، فهو فارسهم ورجل أسرتهم وضعي نفسك مكانهن وستجدين أن من حقهن أن يتمسكن بأخوهن، ثم إن الزواج لا يعني أن تبدأ علاقة وتنتهي علاقات الرجل بأسرته، فلا تتحسسي كثيراً من ذلك، بل اعتبري الأمر مكسباً له ولكِ، وأشعريهن بذلك ـ ولو بالظاهر ـ بأنك تشكرينهن على محبتهن ولطفهن، وذكريه بأنه رجل العائلة، وأن الكل يعتزون به، وبالتالي فأنت تريحين نفسك من جهة، وتحيدي الأجواء من حولك وتغيري اتجاه الريح لصالحك من جهة أخرى.
ودعِ الغيرة جانباً لأن علاقة زوجك بك ليست كعلاقته بهن، وتستطيعين أنت أن توفري له جواً عائلياً ما لا يجده عندهن.
على أي حال، عيشي حياتك بهدوء، واطمئني بأن الأيام بصالحك، وتمسكي بأسرتك، واعلمي بأن عمل الزوجة لأسرتها من أفضل الطاعات عند الله، وأن الله تعالى يشملك بلطفه ومحبته، فلا تنسي ذكره على أي حال، قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(الرعد/28).►
وتقبلي منا خالص تحياتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ارسال التعليق

Top