لم يقصد الإسلام – وهو يحث على أهمية تربية الطفل – المفاهيم الشائعة المشوهة للتربية، كجهد تقليدي ينمو الطفل بسببه جسدياً، وربما عقلياً، ويظل بناءه الروحي والديني متصدعاً، ولكنه قصد التربية بمفهومها الشامل كعملية نفسية وجسدية وأخلاقية، وخص حفظ القرآن الكريم بجانب كبير من الاهتمام باعتباره وسيلة للتربية الأخلاقية والروحية، ومدخلاً لتعليم سلوكيات الالتزام والنظام، وتحدثت الأحاديث الشريفة باستفاضة عن فضل حفظ القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وكثير من الأُسر المسلمة تدرك أهمية تحفيظ القرآن الكريم لصغارها، ولكنها لا تعرف الوسيلة، وتواجهها مشكلات كثيرة في ربط أطفالها بالقرآن وتحبيبهم له.
وبامكان الأسرة أن تبدأ تحفيظ الطفل قبل سن المدرسة، على أن لا يضغط الابوان عليه في ذلك، ولكن من الأفضل تلقين الطفل الآيات ويرددها في صورة جماعية أو فردية دون أن يفرض عليه الحفظ في هذه المرحلة، ومع ذلك بمقدور الطفل أن يحفظ بهذه الطريقة جزء عم وتبارك، وهذه الطريقة تُعود اذنه على الاداء القرآني، ويتعود لسانه النطق الصحيح.
ويعتقد بعض التربويين المسلمين، أن تعلم القرآن الكريم يمكن أن يبدأ دون سن الثالثة من العمر، والصحيح أنّ القضية ترجع إلى الأب والأُم، ففي أي وقت وجدا من طفلها، إقبالاً واستجابة وقدرة على الحفظ والتعلم، كان ذلك السن هو أنسب الأوقات لبدء التعلم والاستظهار.
بينما يرتأي بعض الحفاظ انّ الأسلوب الأمثل للتحفيظ هو التلقين من المحفظ مباشرة، لأنّ القرآن له أداؤه الخاص في حفظ القرآن الكريم والأداء القرآني الصحيح لا يتم إلا بالتلقي المباشر، حتى يسمع المعلم نطق الطفل فيقوم هذا النطق، بخلاف جهاز التسجيل الذي يفيد في مرحلة تالية بعد التلقي المباشر من المحفظ.
وبمقدور كل أسرة وضع برنامج زمني لأطفالها حتى ينموا حفظ القرآن الكريم، وعموما أنّ القدرة على الحفظ تتأثر بالعوامل التي تحيط بالطفل سلباً أو إيجاباً، ويمكن تنمية قدرات الطفل على الحفظ عن طريق:
أ- البدء بقصار السور، كما هو متعارف عليه، مع التشجيع على حفظها ليكون ذلك مدعاة للاستمرار، وحثا للصغير على الحفظ والاستظهار على ألا يغفل الأب عن المكافأة والثناء عليه من وقت لآخر، فإن لهذا الثناء والمكافآت التشجيعية، دوراً مهماً في رفع معنويات الطفل وإعطائه الثقة في نفسه.
ب- التركيز على جودة الحفظ لا على كثرته.
ج- حفظ آيات محدودة من القرآن كل يوم أو كل وقت.
د- للتكرار بصوت مرتفع أثر نافع، حيث تشترك أكثر من حاسة في الحفظ.
ه- لاذاعة القرآن الكريم والاشرطة المسجلة بصفة عامة، دور مهم في تنمية مواهب الطفل حفظا وأداء.
و- قد يفاجأ بعض الآباء بنبوغ بعض أطفالهم في الحفظ والاستظهار، وهنا ينبغي على الوالدين استثمار هذا النبوغ.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق