• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اختيار الأصدقاء في مرحلة المراهقة

معروف زريق

اختيار الأصدقاء في مرحلة المراهقة

◄يختار المراهق من يريد من أصدقائه بنفسه ويرفض أي تدخل من والديه في ذلك الموضوع، بعكس الطفل الذي لا يمانع مطلقاً في أن يختار له الوالدان بعض الأصدقاء أو أن يشار عليه بقطع علاقته بهم.

ومعنى ذلك أن موقف الطفل من والديه بالنسبة إلى اختيار الأصدقاء هو موقف سلبي بعكس المراهق، فإنّه يقوم بدور إيجابي عند اختيارهم.

وإلى جانب هذا يختار المراهق صديقاً خاصاً يلازمه دائماً ويجد في صداقته سنداً وجدانياً ويعاونه على النجاح في تجاربه في المجال الاجتماعي.

وقد يحدث في بعض الأحيان أن يكون هذا الصديق أكبر منه سناً ويشترط في أمثال هؤلاء الأصدقاء ألّا يكون لهم عليه أيّة سلطة مباشرة وقد تكون علاقة المراهق بهم قائمة على الود والاحترام ومن ثمّ يجد جوّاً طليقاً يتحدث فيه عن متاعبه ورغباته دون تكلف، وهذه الظاهرة أوضح عند البنات منها عند البنين، فالبنت تلازم صديقتها أينما ذهبت، أما الفتيان من المراهقين فلا يتصرفون هذا التصرف إلا في النادر.

ولما كان الفتى المراهق يصر على اختيار أصدقائه دون توجيه الكبار فإنّ الحظ غالباً ما يخطئه، إذ يثبت له بعد الخبرة والتعامل معهم أنّ الكثيرين منهم غير جدير بصداقته، وهنا يدب النزاع بينهم وبينه فتنفصم عرى الصداقة ويتبع ذلك دائماً شعور بخيبة الأمل، وعندما تتكرر هذه الخبرات السيئة المصحوبة بالفشل يبدأ المراهق بالتدقيق في اختيار أصدقائه الذين يجب أن تتوفر فيهم شروط خاصة.

أما في الفترة الأخيرة من المراهقة، فتتميز صداقات المراهقين بالثبات والاستقرار وتبقى بعض هذه الصداقات طيلة العمر، ومرجع ذلك إلى النضج الذي توصّل إليه المراهق في نهاية مرحلة المراهقة.

ويهمنا أن نبحث الآن في الصفات البارزة التي يهم المراهق أن ينتقي صديقه على أساسها:

بالنسبة للمراهقين: من سن (11-13): الصفات التي يُعجَب بها المراهقون أكثر من غيرها هي: (الشجاعة والسيطرة والخشونة والابتعاد عن التصنع في الملبس والمهارة في الألعاب الرياضية المنظمة).

وهنالك صفات تلي هذه الصفات في نظر المراهق في ذلك السن وهي:

(حسن المنظر والروح المرحة والنجاح في نشاط ما).

والأصدقاء الذين لا يستلفتون نظر المراهق في هذه السن هم المتأخرون في المهارات الجسمية والنمو الجسمي والذين لا يبدون ميلاً للألعاب الرياضية..

وهؤلاء يُنظَر إليهم نظرة عدم اهتمام وتقدير.

من سن (13-15): لا يزال للمهارة البدنية والقوة الجسمية في نظرهم كلّ احترام وتقدير، ولكنهم يتطلبون إلى جانب هذه الصفات حسن الهندام والسرعة في عقد صداقات، أما النظرة للعدوان ومشاكسة المدرسين فلم تعد تكفي للتقدير والإعجاب.

من سن (15-18): يهتمون بالمهارات الاجتماعية وحسن المنظر والقدرة على التعامل والاشتراك مع الكبار كالمدرسين، وتتزايد أنواع النشاط المختلَط بين الجنسين وتحتل جانباً كبيراً من فراغ المراهقين وتفكيرهم، ومن الصفات البارزة التي يُعجَب بها المراهق في هذه السن أن يتمتّع بجاذبية خاصة بالنسبة للجنس الآخر.

وهنالك بعض الصفات التي تلي هذه الصفات في الأهمية وتحتل الدرجة الثانية في نظر المراهق، وهي تقديره للمهارة في الألعاب الرياضية وتقدير التفوق في الدراسة.

بالنسبة للمراهقات: في سن (12) نجدهنّ يعجبن بالفتاة الجميلة الأنيقة السمحة في معاملتها والتي تتشابه عموماً مع السيدة الكاملة في المجتمع، والتي تهتم بدرجة متوسطة بالألعاب الرياضية.

وفي المرتبة الثانية تُعجَب المراهقة بالفتاة الخشنة المتفوقة في الألعاب، ولكنهنّ مع إعجابهنّ هذا لا يحاولن تقليدها.

من سن (12-15): يُعجَبن بالمظهر الرجالي والنزعة للسيطرة والعدوان والنجاح في الألعاب الخشنة، كذلك هناك بعض الإعجاب بالفتاة المتحمسة التي تبدي نشاطاً خاصاً في تنظيم الجماعات وتنظيم الألعاب والتي تنجح في المجموعات المختلفة.

من سن (15-18): لا تعود الأهمية للنجاح في المجموعات المختلطة كمجموعات، وإنما يصبح المهم بالنسبة للمراهقات هو التمييز والتدقيق في اختيار الصداقات وخاصة من الجنس الآخر، وللفتاة الأنيقة الجذابة المرتفعة المعتزة بنفسها أهمية كبرى في هذه السن.►

 

المصدر: كتاب خفايا المراهقة

ارسال التعليق

Top