• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإصلاح في القرآن

أسرة البلاغ

الإصلاح في القرآن

ليس الخير كلّه في الإسلام بأن يكون المسلم مستقيماً في حياته، مجتنباً الأضرار بالنّاس لا يهمه إلّا صلاح نفسه، بل الخير أن يسعى المرء أيضاً إلى الإصلاح بين النّاس.

فالإصلاح بين النّاس من أهداف الإسلام، لأنّ العداوة بين شخصين ستتطور حتماً إلى العداوة بين أصدقاء كلّ من المتعاديين، وكثيراً ما تنقسم الأُمّة إلى جماعات لا همّ لها إلا النكاية والاضرار ببعضها وقد يتطور الأمر إلى المشاجرة وربما إلى سفك الدماء.

فالإصلاح بين النّاس صفة من أرفع الصفات الإنسانية التي لا تصدر إلا من قلوب نبيلة أحبّت الغير، وهل مثل الإصلاح بين النّاس يؤتي الخير والنفع للمجتمع، ويجعل النّاس وحدة مترابطة، لهذا أمر الله بالإصلاح بين المؤمنين الذين تجمع بينهم الأخوة الدينية بقوله:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات/ 10).

ودعا إلى الإصلاح بين طوائف المؤمنين:

(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات/ 9).

ودعا إلى الإصلاح بين الزوجين: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) (النساء/ 35).

ويبيّن الله ثواب الإصلاح بين النّاس بقوله: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء/ 114).

والمعنى: أنّ كثيراً من التناجي بين النّاس لا خير فيه، لما يحصل فيه من الإثم كالغيبة والنميمة أو مما يحاك به من المؤامرات ضد أفراد معينين يسبقون غيرهم في السلطة والنفوذ بقصد الاستعلاء عليهم. ثمّ حدد القرآن السبيل الذي يجب أن يسلكه النّاس في تناجيهم وهو تأمين حاجات الطبقة الفقيرة، والأمر بالخير والإحسان والإصلاح بين الناس ومن يفعل هذه الأعمال الكريمة لوجه الله وطلباً لمرضاته فإنّ الله سيؤتيه الثواب العظيم والأجر الجزيل.

ارسال التعليق

Top