• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في وصيته لشيعته وأصحابه

عمار كاظم

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في وصيته لشيعته وأصحابه

قال الإمام (عليه السلام) لشيعته وهو يوصيهم ـ بل هو الخط الأصيل للإسلام، وهذه الوصية مرويّة أيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) مع بعض التغيير في الألفاظ: «وأوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله ـ في معرفته وطاعته وفي عبادته ـ وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صلّوا في عشائرهم ـ يعني هؤلاء الذين يجاورونكم ممّن تختلفون معهم في المذهب ـ واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسّن خلقه مع الناس، قيل هذا شيعي، فيسرّني ذلك ـ لأنه سائر على الحق والاستقامة في خط الإسلام ـ اتقوا الله وكونوا زيناً ـ نتزين به ـ ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودة ـ اجعلوا الناس يحبوننا، فلا تتحدثوا مع الناس بالحقد والبغضاء والسباب وما إلى ذلك ـ وادفعوا عنا كلّ قبيح، فإنه ما قيل فينا من حَسَنٍ فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب».

هذه وصيته، فهل نعمل بوصيته؟ إنها تمثل الخط الإسلامي في عالم العبادة وفي عالم السلوك الاجتماعي الذي يجعل الإنسان في مجتمعه خيراً لكلّ مجتمعه، سواء مع الناس الذين يلتقي معهم في الخطّ، أو مع الذين يختلف معهم. وهكذا أن يكون الإنسان زيناً لمن ينتمي إليهم ولا يكون شيناً على من ينتمي إليهم، وذلك هو نهج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): {وإنّك لعلى خلقٍ عظيم} [القلم:4]. {فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك} [آل عمران:159]. «أكثروا ذكر الله ـ حتى يعيش الإيمان الحيّ المتحرّك في عقولكم وفي قلوبكم، لأنكم إذا ذكرتم الله ذكرتم أنفسكم في مسؤولياتكم، وإذا نسيتم الله نسيتم أنفسكم {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} [الحشر:19] ـ وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي، فإنّ الصلاة على رسول الله عشر حسنات. احفظوا ـ والخطاب لنا ـ ما وصّيتكم به، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام»، وعليك السلام أيها الإمام البرّ التقي.

ارسال التعليق

Top