• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الابتسامة.. تُبلور الانطباع الأول

الابتسامة.. تُبلور الانطباع الأول

يؤكد معظم أخصائيي التجميل أن عيوب الأسنان هي أكثر ما يؤثر في الشكل العام للوجه. في رأيهم، لا يفي إجراء جراحة تجميل متقنة بالغرض، طالما لم يشمل الأسنان واللثة. وفي هذا الموضوع لقاء مع د. عليّ قنبر خبير تجميل الأسنان البحريني في "مركز سمايل"، في المنامة.

لتبيين أهمية الأسنان في الشكل العام، يحلو للدكتور عليّ قنبر، من "مركز سمايل" البحريني، سرد قصة أحد مُراجعيه، وهو رجل أربعيني استشاره لسد فجوات بين أسنانه العلوية. يقول الأخير: "حالما رآني بعض أصحابي، بعد أسبوع من تركيب التيجان، اعتقدوا أنني غيرت طريقة تصفيف شعري، وأكّد آخرون أنني قمت بعملية بأشعة الليزر من أجل إزالة تجاعيد وجهي، بينما اعتقد البعض أنني غيرت شيئاً ما في أنفي. في الواقع لم أقم بشيء آخر غير سدّ الفجوات بين أسناني العليا". وفي ما يلي نص الحوار مع د. قنبر:

 

الانطباع الأوّل:

* لماذا تتخذ هيئة الأسنان واللثة تلك الأهمية، بحيث يركّز الآخرون عليها أكثر مما حولها؟

- لأنّ الناس، حين يلتقون شخصاً، سواء للمرة الأولى أم في حال كان أحد معارفهم، ينظرون أوّل ما ينظرون، وبشكل غريزي وعفوي، إلى الأسنان واللثة، وما ينبع منهما من ابتسامة. ذلك أنّ الابتسامة هي التي تبلور انطباعهم الأوّل. والابتسامة تلعب دوراً رئيسياً، ليس فقط في تشكيل الانطباع الذي يكوّنه الناس عن الشخص، إنما أيضاً في كيفية تقويمه لنفسه بنفسه، وتحديد مدى ثقته بنفسه. إنّها مسألة نفسية بجدارة. في هذا الشأن، يجدر التذكير باستطلاعات رأي أجريت، في بلدان كثيرة، بيّنت أنّ الابتسامة، بغض النظر عن أي ملامح شكلية أخرى، كالعيون والشعر وتقاطيع الوجه، هي ما يُعدّه الرجال والنساء الجانب الأهم لدى الآخرين، قد يكون الأكثر جاذبية، أو على العكس الأكثر تنفيراً.

* إذن، هل يمكن القول إنّه عَدا عن الجانب الصحي في حَدّ ذاته، على أهميته، يتخذ تقويم الأسنان جانباً اجتماعياً أيضاً؟

- بالضبط، وهذه حقيقة ألمسها يومياً، من خلال شهادات مراجعين ومراجعات كثر. فابتسامة جذابة يمكن أن تفتح أبواباً مُوصَدة، وتُزيل الحواجز أمام حياة مفعمة بالحيوية والتوفيق المهني والاجتماعي. وعدم رضا الشخص عن ابتسامته، فضلاً عن انطباع الآخرين عنه، من شأنه بناء حاجز نفسي، يعوق التقدم والمضي قدماً، واغتنام فرص الحياة.

* ما هو، في رأيك، أول عيب في الأسنان ينبغي البدء به، بسبب ضيق الوقت أو عدم كفاية الموارد المالية على سبيل المثال؟

- الفجوات بين الأسنان الأمامية، لا سيّما العلوية، هي العيب الأوّل الذي يجب تلافيه. لا يدرك كثيرون مدى تأثير الفراغات بين الأسنان الأمامية في الهيئة والملامح العامة. وسبق أن سردت قصة المراجع الأربعيني (الواردة أعلاه). لكنه مجرد مثال. فالظاهرة تحصل مراراً وتكراراً لسبب بسيط، هو أنّ الآخرين ينظرون إلى الوجه كله، من خلال نظرتهم اللاواعية إلى الفراغات بين الأسنان.

* كم من الوقت يستغرق سد الفجوات؟ وهل يعدّ من العمليات بالغة الكلفة؟

- يعتمد ذلك على طبيعة الفجوات. لكن، في أغلب الأحيان، تكفي جلسة واحدة، أو ربما جلستان اثنتان. إذ يعزف كثيرون عن المبادرة إلى سد الفجوات لأنّهم، يوماً ما، سمعوا أن ذلك يستغرق سنوات، ويستنزف موارد كثيرة.. إلخ. في الواقع، تتيح تقنيات التقويم الحديثة إجراء سد الفجوات بسرعة، وبكلفة معقولة. فهناك تقنيات بسيطة، لكن فاعلة، تستخدم الحشوات أو الأوجه الخزفية، أو تيجان السيراميك. أما لمن يعاني عدم تناسق حجم الأسنان، فيُعد الـ"فينير" الحل الأمثل. وتنصبُّ التقنية على وضع طبقات خزفية رقيقة، تركب على أوجه الأسنان الأمامية. هكذا، تضفي على الأسنان حجماً وتسدّ الفجوات الصغيرة الموجودة بينها.

 

تطور التقنيات:

* ما هي فائدة الحشوات؟ ومن أي مواد تتألف؟

- الهدف منها تصحيح كسور الأسنان صغيرة الحجم، وعلاج أي نخر يصيب أسطح الأسنان الأمامية والخلفية. ويمكن إتمام هذا العلاج من دون تخدير، خلال جلسة علاجية واحدة. وتشمل مواد الحشو الـ"بورسلين"، والـ"كومبوزت"، والـ"أمالغام". وهذه تُستخدم لعلاج أسطح الأسنان من أجل فاعلية عالية. كما قد ينجم عن فقدان مينا السن حساسية في مستوى الأسنان. وهذه أيضاً، يمكن معالجتها بالحشوات. أحياناً، يتطلب الأمر إجراءات إضافية، قد تشمل التِّيجان والجسور، أو سحب العصب وربما حتى زراعة أسنان، بحسب عُمق التسوس أو حجم الكسر في السن. والكسر قد ينجم عن صدمة عنيفة. في هذه الحال، تتعرض الأوعية الدموية والأعصاب للتلف، ما يؤدّي إلى موت العصب. إلى ذلك، قد تؤثر أمراض اللثة في عصب السن. وهي حالة تستلزم علاج الجذر واللثة معاً. لكن، ينبغي القول إنّ علاجات الجذور باتت هيّنة بفضل تطور تقنيات طب الأسنان.

* هل ينفع علاج جذور الأسنان من الناحية الجمالية؟

- بالتأكيد. فصحيح أنّه علاج وظيفي أوّلاً، لكنه يؤثر في الشكل العام بصورة غير مباشرة. وجذر السن عبارة عن نسيج يضم أعصاباً وأوردة وشرايين وأوعية لمفاوية، وهو محاط بالعاج. وهو يُصاب عند تسوس السن، في مراحله الأخيرة، أو ربما كسر السن، حيث تطال البكتيريا العصب. والبكتيريا موجودة بشكل طبيعي، بمئات الأنواع، في تجويف الفم واللعاب. لكن، حين تصل إلى عصب سن ما، يجب علاج الأخير. وذلك ما يُدعى "علاج جذر السن".

* ما هو الأفضل جَماليّاً: الحشوات أم الأوجه الخزفية؟

- بطبيعة الحال، تمثل الأوجه الخزفية خياراً أفضل، إن أخذناه من المنظور الجمالي. وهو خيار جيد لمن يولي أهمية أكبر للجمالية من التكاليف. إلى ذلك، تؤمّن الأوجه الخزفية تماسكاً أكبر، بعكس الحشوات، المعرضة للتشققات. في الأحوال كلها، تظل الأسطح الخزفية أقل كلفة من التيجان.

* ما هي العيوب الأخرى الشائعة؟

- قلتُ إنّ الفجوات هي أكثر ما يؤثر في الشكل العام للوجه. لكن، من خلال ملاحظاتي كأخصائي تقويم أسنان، تتمثل العيوب الأكثر انتشاراً في ميَلان الأسنان، وعدم تراصها، وتزاحمها، وبروز بعضها بشكل عشوائي، أو غير جمالي. وهنا أيضاً، ثمة تقنيات فاعلة، وليست بالكلفة التي قد يظنها البعض. وما فتئت المختبرات، والصناعات الطبية، تستنبط وسائل تقويم تتطور بسرعة كبيرة، بهدف إصلاح تلك العيوب.

 

التقويم:

* ما هو تعريفك لـ"تقويم الأسنان"؟ ومتى يصبح ضرورياً؟

- تقويم الأسنان تخصُّص في طب الأسنان، يُعنَى بالشكل الجمالي والأداء والوظيفي للأسنان والفكين. وثمّة حالات طبّية تجعل من الضروري اللجوء إلى تقويم الأسنان. وهي تتمثل في الآتي:

1- المظهر. لكونه من العوامل الاجتماعية المهمة، مثلما شرحناه.

2- الأكل بطريقة سليمة. فانتظام الأسنان، وتنضدها بشكل صحيح، يؤثران في عملية الأكل، وبالتالي لهما أثر أكيد في الصحة العامة.

3- الحفاظ على الأسنان. إذ يُسهم تقويم الأسنان في إبقائها في وضع سليم ومنتظم.

4- التنفس بطريقة صحيحة. يلجأ بعض الأُمّهات إلى استخدام أدوات إلهاء لأطفالهنّ (كالمصاصة، والـ"لهّايَة") لمدة طويلة. وقد تؤدي تلك العادة إلى تضييق سقف الحلق، الذي يشكل "أرضيّة" المجرَى التنفسي الأنفي. هكذا، يُرْغَم الطفل على التنفس من الفم للتمكن من استنشاق كمية هواء كافية. بيد أنّ التنفس من الفم ينطوي على محاذير، منها إصابة المجاري التنفسية بشكل متكرر. لذا، يُسهم تقويم الأسنان في استعادة تنفس سليم، من الأنف.

5- النطق بطريقة صحيحة. الشخص الذي يعاني اعوجاجاً في الأسنان، أو عدم انتظامها، قد يواجه صعوبة في نطق بعض الأصوات اللغوية. ومن خلال الدراسات، لوحظ أن 18 من الحروف الأبجدية تحتاج إلى الأسنان لكي تنطق بطريقة صحيحة وواضحة. وتتجلّى تلك الحاجة عند الطاعنين في السن، ممّن يفتقرون إلى أسنان، حيث نلمس صعوبتهم في نطق تلك الأحرف. كما قد يؤدي عدم انتظام الأسنان إلى وضع غير سليم للسان، وإعاقة حركته. هنا أيضاً، يواجه الشخص المَعْنِي، صُعوبة في نطق بعض الأصوات.

ارسال التعليق

Top