• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الارتقاء نحو الأفضل

عمار كاظم

الارتقاء نحو الأفضل

◄التنمية في الإسلام:

(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) (القصص/ 77).

التنمية من الأمور الهامّة التي تهتمّ بها المجتمعات بمختلف أطيافها وتعتني بها على مختلف الأصعدة من التنمية الاجتماعية إلى السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية وما إلى ذلك، فالتنمية والتي يحثّنا الإسلام على العمل بها وتطويرها دائماً نحو الأفضل وهي بمفهومها الإسلامي الاستثمار وتطوير قدرات الأُمّة وإمكاناتها المادية والإنسانية للوصول بأوضاع الأُمّة إلى مستوى التفوّق والقدرة على قيادة البشرية.

مبادؤنا وقيمنا الإسلامية تجعل من التنمية محوراً هاماً في حياة الإنسانية، حيث تحثّنا على السير في طريق التكامل والتنمية المستمرّة بحركة دائبة وسعي متكاملٍ نحو القيم الرفيعة من الخُلق والخير والتفاني والإخلاص والمسؤولية. فدعوة القرآن الكريم إلى التنمية وجعل الإنسان أو الذات البشرية من أساسيات التنمية (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد/ 11)، فبمقدار التغيير نحو التكامل في المجال التنموي نجد التطوّر في التنمية بمختلف أبعادها المادية والسلوكية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها، فالإنسان بعقله المدبّر الذي أودعه الله تعالى فيه وأمره باستخدامه ودعوته إلى التفكّر وطلب العلم والمعرفة وبذل الجهد وبيان القيمة العظيمة للعلم والعلماء (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة/ 11)، والسعي للتنمية والعمل والتطوير نحو الأفضل يكون منطلقاً للتنمية وزيادة الإنتاج وتوظيف الطاقات نحو التكامل على مختلف الأصعدة وفي كافة المجالات.

 

العمل عبادة:

فالسلوك الإنساني والالتزام الأخلاقي ومفهوم الحلال والحرام في التشريع الإسلامي يضع المسلم في طريق السير التكاملي والتنمية المستمرّة وتجعل منه حركة دائبة في السعي المتنامي، يتجلّى ذلك في اهتمام الرسالة الإسلامية بالعمل وبذل الجهد والاهتمام بالتنمية وتوظيف الطاقات وتطوير عناصر الطبيعة وتحريك الطاقات والدعوة إلى العمل والإنتاج (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) (الملك/ 15).

ففي السُنّة النبوية الشريفة يقول رسولنا الكريم (ص): "الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله" وعنه (ص): "مَن غرس غرساً فأكل منه إنسان أو طير أو سبع أو دابة فهو له صدقة".

وهذا الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) خليفة المسلمين يمارس العمل بيده فيساهم في تنمية الإنتاج ويوظّف ذلك في تنمية القيم الإنسانية.

فقد رُوي عن الإمام جعفر الصادق (ع): "إياك والكسل والضجر فإنّهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة".

هذه مبادئنا الإسلامية ينبغي أن نلتزم بها لتكون أسساً للتنمية وتطويراً للحياة انطلاقاً من قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزّمر/ 9). ►

 

المصدر: كتاب مفاهيم خيرٍ وصلاحٍ

ارسال التعليق

Top