أحبّ الأشياء إلى النفس وأقربها إلى الفؤاد هي الأوطان؛ فالوطن لمعظم الناس هو مسقط الرأس ومرتع الطفولة والصبا والشباب ودفء الكهولة واجتماع الأخلاء والأحباب، وقد قال الشاعر أبو تمَّام قديماً: وكم من منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأوّل منزل.. فالوطن هو رمز الهُويّة والانتماء والعزة والفخر والكرامة. الوطن هو الحنين الفطريّ إلى هذا المكان دون غيره حتى لو عاش المرء غريباً أو مهاجراً أو لاجئاً أو منفيّاً عن وطنه طوال عمره وهذا ما افتقده شعب فلسطين منذ تسليم هذه الأرض للغرباء. كما تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من نوفمبر. وقد اختير هذا اليوم لما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني. ففي ذلك اليوم من عام 1947م، اتخذت الجمعية العامة قرار، الذي أصبح يعرف باسم قرار التقسيم. وقد نص القرار على أن تُنشأ في فلسطين "دولة يهودية" و "دولة عربية"، مع اعتبار القدس كياناً متميزاً يخضع لنظام دولي خاص. ومن بين الدولتين المقرر إنشاؤهما بموجب هذا القرار، لم تظهر إلى الوجود إلّا دولة واحدة هي إسرائيل. والشعب الفلسطيني، الذي يبلغ تعداده ما يزيد على ثمانية ملايين، يعيش أساساً في الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967م، بما في ذلك القدس الشرقية؛ وفي إسرائيل؛ وفي بلدان عربية مجاورة؛ وفي مخيمات اللاجئين بالمنطقة. فتحرير أرض فلسطين واجب لأنّ الله سبحانه وتعالى وضع فى هذه الأرض مقومات كثيره جعلت هذه الأرض أرض مقدسة عند كلّ المسلمين ولا ينكر ذلك كبير ولا صغير ولا رجل ولا امرأه ولا قريب ولا بعيد ولا عربي ولا غير عربي، كلّ أطياف المسلمين تؤمن بأنّ هذه الأرض أرض مقدسة. إنّ هذه الأرض هي أول قبلة للمسلمين، وهي ثالث الحرمين، بها المسجد الأقصى التي لا تشد الرحال إلّا إليه وإلى البيت الحرام وإلى مسجد النبيّ محمّد (ص) في المدينة المنورة، هذه الأرض أرض مباركة بنص القرآن الكريم في أكثر من موضع، مباركة بالقرآن ومباركة بالسُّنة ومباركة بالجهاد في سبيل الله عزّوجلّ ومباركة بالغزوات الكثيرة والمعارك الهائلة التي تمت على أرض هذا البلد الطيب المبارك. فلسطين جزء من جسد الأُمة الإسلامية، ولذلك يتحمّل كلّ المسلمين مسؤولية الدفاع عن هذه القضية المصيرية، والصهيونية العالمية تستهدف من احتلال فلسطين السيطرة على مقدرات العالم الإسلامي وإذلاله، لذلك فإنّ تحرير فلسطين هو التخلص من مخطط إرهابي كبير، فيجب تأسيس مشروع نهضوي جديدة لمواجهة الخطر الكبير. إنّ قضية فلسطين تحتل موقعاً متقدماً في مبادئ كلّ إنسان غيور.. وتبشرنا بأملٍ واعد ما زلنا نعيش لنحياه يوماً.. وكلّنا ثقة بأنّ الأمل سيصير ذات يوم حقيقة لا تعرف التبديل. وبعزيمة أهلنا وكلّ المحبين لخير الإنسان، سيطرد الصهاينة الذين ما زالوا يشردون أطفالنا ويطمعون في التوسع لتمتد مخالبهم إلى كلّ الأصقاع. الكيان الذي فُرض على أرض فلسطين خطر ليس وليد المصادفة أو المناسبة الخاصة، بل هو إدراك ناتج عن فهم حقيقة الصراع الذي كانت تعيشه الأُمة. وإنّ وظيفة ذلك الكيان هي التغلغل الخبيث في مناطقنا وبلادنا من خلال الأنظمة الرجعية والعملية المرتبطة بعجلة الاستعمار لمراقبة حركة الشعوب وسيرها حتى لا تقوم بالانتفاضات والثورات لامتلاك زمام أمورها. أرض فلسطين.. أرض غالية أنّها قلب الأمة العربية النابض على هذه الأرض التي يفوح منها عبق التاريخ وأصالته مكانتها كبيرة بين دول العالم أجمع وخاصةً بين الدول العربية فلها مكانة تاريخية ودينية وسياحية كبيرة تفتقر لها الكثير من الدول الكبرى. نعم، فلسطين أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، وقبلة المسلمين الأولى حيث مرت على أقدم مدينة فيها وهي أريحا، إحدى وعشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد. وفي فلسطين تتكلم الشواهد التاريخية عن تاريخ هذه الأرض الطويل والمتشابك منذ ما قبل التاريخ.. ففلسطين تبقى وما تزال هي الماضي والحاضر والمستقبل.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق