• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التعامل الاجتماعي في المجتمع المسلم

عمار كاظم

التعامل الاجتماعي في المجتمع المسلم

◄المجتمع الإسلامي:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات/ 13).

المظاهر الاجتماعية التي يعبّر بها الناس عن أفراحهم وأحزانهم، والتي تحثّ عليها الشريعة الإسلامية والتي تشكّل مجالاً نفسيّاً وروحيّاً وعاطفيّاً يتفاعل فيه الناس جميعاً ضمن هذه المناسبات فتشيع المحبّة والمودّة والاحترام، وباللّقاء تزول الحواجز النفسيّة وحالات الجفوة بين المؤمنين.

لذلك يحثّنا ديننا الإسلامي الحنيف على هذه المظاهر الاجتماعية، سواء الدعوة إلى المناسبات وإقامة الولائم وتحويل المناسبات الفردية إلى مناسبات اجتماعية أو التزاور بين الناس بين الجار وجاره وصلة الأرحام، فمّما لا شكّ فيه أنّ مثل هذه الزيارات واللّقاءات تكوّن جوّاً من الحبّ والاحترام والتفاعل مصداقاً للحديث القدسيّ: "وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتجالسين فيّ والمتباذلين فيّ".

 

الإنسان كائنٌ اجتماعي:

لقد وضع الإسلام العزيز قيماً ومبادئَ لتنظيم العلاقات الاجتماعية وترسيخ روح المحبّة والتعاون ووضع الأسس العامّة لذلك، وحثّنا على الالتزام بها فالعمل الاجتماعي والإنتاج الجماعي يكسب العادات والأخلاق والأفكار والمهارات وتبادل المشاعر مع الآخرين ممّا يؤدّي إلى تبادل الأخذ والعطاء والعمل المثمر، ممّا يكون له الأثر الكبير والناتج الواضح في بناء وتكوين سلوكية الفرد وأفكاره ووعيه الاجتماعي، وعليه بناء المجتمع على أساس المودّة والرحمة والتعاون على البرِّ والتقوى، فالإنسان لم يخلق ليعيش فرداً بل خُلِق ليعيش ضمن المجتمع البشري كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).

هذا الخطاب الإلهي يريد أن يبني مجتمعاً سليماً، مجتمعاً إنسانيّاً، مجتمعاً يعيش الناس فيه في ظلّ الأمن والتعاون والمحبّة والسلام من خلال الالتزام بالمبادئ الإلهية والتي رسمها لنا رسول الإنسانية محمّد (ص) قولاً وفعلاً جسّدها في سلوكه وحياته وتجسّدت في أهل بيته (ع)، فالسَّير على نهج هذه المبادئ وحدها القادرة على بناء الشخصية الإنسانية السويّة وصياغة الحياة الاجتماعية التي توازن بين مصلحة الفرد والجماعة.►

 

المصدر: كتاب مفاهيمُ خيرٍ وصلاح

ارسال التعليق

Top