من أبرز مميزات الحياة الروحية التعاون على الخير للنهوض بالحياة الاجتماعية إلى المستوى الرفيع الذي يؤدي إلى رفاهية المجموع والتخفيف من آلام الغير.
وقد أدركت المدنية الحديثة ميزة التعاون فانتشرت فيها الجمعيات التعاونية حتى لا تكاد تخلو منها مدينة، وهي تعطينا الدليل القاطع على فوائد التعاون وضرورته لإسعاد الفرد والمجتمع.
ولقد كان لمبدأ التعاون حظه من العناية في القرآن الكريم فدعا إليه بهذه الآية التي تشتمل على أروع المعاني الروحية:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة/ 2).
أمر القرآن بالتعاون على البر والتقوى. والبر في اللغة يأتي بمعنى: العطية والطاعة والصلاح والصدق. فالبر كما تبين لنا كلمة جامعة لكثير من الفضائل، والتقوى هي مخافة الله والعمل بطاعته. فالتعاون على البر والتقوى يتناول المؤازرة في كلّ عمل ينتج عنه الخير سواء أكان من وسائل السعادة في الآخرة أو كان من وسائل سعادة الدنيا كالتعاون على بناء المدارس والمستشفيات وغير ذلك من أعمال الخير.
ثمّ يأتي الشطر الثاني من الآية وهو النهي عن الإثم والعدوان. فالإثم في اللغة: هو عمل ما لا يحل، وهذا يشمل كلّ الرذائل، والعدوان هو الظلم الصراح، ويدخل في الإثم والعدوان كلّ عمل يعود على النفس أو المجتمع بالفساد.
فالمتمعن في الآية القرآنية يرى أنّها لم تكتف بالدعوة إلى التعاون وتخصيصه بالبر والتقوى بل انتقلت إلى التحذير من التعاون على معصية الله والإضرار بالغير.
فالتعاون لا يدعو إليه الإسلام إلّا إذا كانت غايته إسعاد النفس والغير والذي إذا اتجهت إليه الجماعات حصلت على ما تطمح إليه من إزدهار وسلام.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق