ولدي شاب يبلغ من العمر 20 عاماً متفوق في حياته العلمية والعملية، نشأ في بيئة جيدة الخلق والأصل، موهوب ومتفوق في دراسته وفي عمله.
لاحظ جميع المقربين منه بأنه يعاني من التكبر والغرور المفرط فهو لا يتوقع نفسه بأنه انسان كالآخرين يخطئ في حياته ويتوقع الحق دائماً معه وهو يصر دائماً على كلامه ولا يعترف بأخطائه لأنه يتوقع بأن الآخرين دونه في كل المجالات.
بأفكاره هذه لا يحترم الآخرين وبالأخص من هم أكبر منه سناً.
ما الحل وكيف يمكنني تقويمه ومساعدته؟
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك بأن ولدك لديه مشكلة تربوية، ولكنها على أي حال ليست بمستعصية ويمكن حلها بالتدريج ولابد هنا أن تعرفي أن هذه المشكلة عادة لها جذور في التربية المنزلية، خصوصاً في الصغر، فإذا ما دلل الولد ولُبيت جميع رغباته، وامتدح وقوبل بالمشاعر العاطفية الودية دائماً من دون اعتدال ومن دون محاسبة لأخطائه، فإنه قد يتركز عنده الاعتقاد بأنه أفضل من الغير وأن على الآخرين دائماً أن يحترمونه.
وقد يأتي هذا السلوك أيضاً إذا تأثر الشاب بنموذج قريب عليه، فالحالات النفسية تسري بسرعة لا تقل عن سريان كثير من الأمراض الجسدية.
على أي حال فإننا لا نفضّل أن تعالج المشكلة بالمواجهة خصوصاً في مثل هذا العمر وتلك المرحلة، وإنما يكون حلها بتمتين علاقة الأبوين به كرفقة وصداقة وفي نفس الوقت يبدأ بالمعالجة غير المباشرة، ونقترح من خطواتها ما يلي:
1 ـ تحدّث الأب عن تجارب شخصية فيها نجاح وإخفاق بالشكل الذي يجعل الولد يتعامل مع الحياة بواقعية، وأن يتلقى من والديه درساً عملياً بالتواضع كما إن سيرة العلماء والعظماء وقراءة مذكراتهم مفيدة أيضاً.
2 ـ عدم تلبية بعض طلباته غير الواقعية مع اعطائه في نفس الوقت العذر المقبول باحترام، وتنبيهه تدريجياً في جو من المودة والثقة بأخطائه التي يقع فيها، وبشكل شخصي ليس أمام الآخرين.
3 ـ الاحترام وصفة متبادلة، فيجب أن يتعلم احترام الآخرين من خلال التعامل المحترم بين الأفراد داخل العائلة وتجنب أي نوع من الاهانة سواء بين الأبوين أو الأولاد.
إن التنبيه على الأخطاء والمحاسبة وحتى المعاقبة إذا لاحت (معنوياً أو مادياً بحجب المال أو شراء الحاجيات) إن هذا شيء مطلوب في محله والاهانة التي يجب تجنبها بأي حال من الأحوال.
4 ـ قد ينتج الكبر أحياناً عن شعور بالحقارة نتيجة تعرض الشخص للإهانة، أو لشعوره بضعفه وضعف عائلته، أو لأن الأم تهان ولا تحترم والولد يشعر بأن أمه هي اصله وهو فرعها فيجب تصحيح هذه الأوضاع وكلما ساد العائلة جو من الثقة والاحترام كلما كان سلوك الأفراد طبيعياً وسوياً.
5 ـ من المفيد أن يتعرف الولد إلى شخص أو أكثر ممن هم موفقون في نظره وممن هم معتدلون في سلوكهم فإن القدوة في مثل هذه الأعمار تؤثر كثيراً.
نتمنى لكم التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ارسال التعليق