◄تعد الثقافة واقع إمتداد وتمدد تاريخي موضوعي وذاتي في الإنتاج المادي والفكري في الحياة...
إنها صيرورة علاقة تاريخية بين المادة والفكر.. بين المادة الثقافية والفكر الثقافي.. وفي التاريخ ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.. يتجدد الجدل في تأويل بدء الصيرورة.. للفكر أم للمادة.. فكر الثقافة.. أم مادة الثقافة؟! ثقافة بلا مادة.. أم مادة بلا ثقافة؟!
لا ثقافة بلا مادة ولا فكر بلا ثقافة.. ويأخذ الجدل بشكل عام بين المادة والفكر.. كما هو بين مادة الثقافة وفكر الثقافة..
إنّ السؤال التاريخي ذاته في المسألة الفلسفية يمكن إدارته أولوية الخلق للمادة.. أم للفكر.. أولوية مادة الثقافة أو أولوية فكر الثقافة؟!
الفكر الثقافي يخلق المادة الثقافية.. أم المادة الثقافية تخلق الفكر الثقافي؟! المادة الثقافية تحدد الفكر الثقافي.. أم الفكر الثقافي يحدد المادة الثقافية؟!
مادية التراث الثقافي تحدد الأفكار الثقافية.. أم الأفكار الثقافية تحدد التراث الثقافي؟!
تُراثنا الثقافي المادي.. يحدد أفكارنا أم أفكارنا الثقافية تحدد تراثنا الثقافي المادي والفكري؟!
والجدل ركيزة إستمرار تجدد ثقافة الحياة.. أم الحياة ركيزة استمرار تجدد ثقافة الجدل؟!الحياة ركيزة إستمرار تجديد ثقافة الجدل والعكس صحيح أيضاً..
وبالرغم من أن أولوية الصيرورة للمادة وليس للفكر.. وأنّ المادة أبدية الديمومة خلال الفكر المستحدث من المادة.. فالأصل مادة ثقافية.. وليس فكراً ثقافياً إلا أنّ هذا الفكر الثقافي يتخلّق بطبيعة تخلّق المادة الثقافية في النقض والتناقض نقض ثقافة قديم الحياة بثقافة جديد الحياة في جدل المادية التاريخية الثقافية.. وجدل الفكر التاريخي الثقافي!!
الثقافة المادية تتجدد في الثقافة الفكرية.. والثقافة الفكرية تتجدد في الثقافة المادية في ثنائية الجدل بين المادة والفكر..
طابع المثقف نقدي.. وطابع الثقافة المادية والفكرية على السواء نقدي... والنقد بطبيعته التغييريّة يتأمل الثابت... متحفزاً إلى تحريكه وتغييره!!
إنّ الثقافة في نصوص حاضرها وماضيها ومستقبلها.. وجميعها خاضعة لتحريك وتغيير ثقافة الأفكار...
إنّ كل نص ثقافة... وإن كل ثقافة نص... والمثقف نص ثقافي ضمن جدل الثقافة المادية والفكرية!!
الثقافة رهن عصرها في حاضر تنويرها وضياء مستقبلها.. وهي بضرورة معاصرتها الحياتية تتجدد ثقافة معاصرة على أنقاض ماضوية تراثها الثقافي!!
والثقافة في محيط عالميتها الإنسانية الثقافية... وبطبيعتها النقدية تعيش اختراق جمود محليتها الثقافية إلى عالمية أمميتها الثقافية الإنسانية!!►
المصدر: كتاب (في الثقافة والنقد)مقالات ذات صلة
ارسال التعليق