• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الرسالة أغلى من النفس

عمار كاظم

الرسالة أغلى من النفس

جاءت الرسالة السماوية كلها بلا استثناء لخدمة الإنسان، والحفاظ عليه، وصيانته من ذاته داخليا، ومن الإعتداء عليه خارجيا، فإذا تعرضت الرسالة الحامية والحارسة والمدافعة عن الإنسان إلى الخطر، كان حقا على الرساليين (أصحاب الرسالة) أن ينهضوا للدفاع عنها كما يدافع الجند عن حدود الوطن، دفاعا عن قيمهم وأنفسهم وأمواهم وأهليهم وعزتهم وكرامتهم، لأنه ليس للإنسان شيء من ذلك بدون مظلة العقيدة وسياج الدين. وقد وعى الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره هذه الحقيقة حق وعيها حينما صمموا على مواجهة الموت على الرغم من قلة العدد وخذلان الناصر، عارفين أن التضحية من أجل الدين هي تضحية بالغالي (النفس) من أجل النفيس (الدين)! ولقد ورد على لسان الإمام الحسين عليه السلام مستشهدا منشدا لبعض الأبيات المعبرة عن هذا المعنى: لئن كانت الدنيا تعد نفيسة فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن كانت الأبدان للموت أنشئت فقتل امرئ بالسيف أفضل إن التضحية من أجل الدين أو الرسالة هي تضحية ليست موتا من أجل الموت أو الحصول على درجة الشهادة، وهي عظيمة، وإنما هي تضحية لما يستحق التضحية لأن الإنسان إذا إنتهكت حرمات دينه، لم يبق من إنسانيته ما يستحق العيش، ولذلك كان المضحون غالبا إيثاريين يؤثرون حياة الناس بكرامة على موتهم بشهامة، يقول الإمام الحسين عليه السلام فيما ورد عنه: «لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما». إن تضحية بسيطة اليوم بالمال، وبالوقت، وبالجهد ستنمي في النفس الإستعداد للتضحية الكبيرة غدا، وإن تضحية الأمة الاختيارية ببعض أبنائها اليوم، في مواجهة الظلم ومقاومة الطغيان، يقيها غدا التضحية الإجبارية بعشرات بل بمئات من أبنائها... وهذا أحد أهم مرتكزات الوعي الحسيني.

ارسال التعليق

Top