د. ميثم السلمان
◄الحياة البشرية لا تمضي جزافاً، بل هنالك سنن وقوانين تتحكم بها، فحينما توجد الأسباب تتبعها النتائج، وهذه السنن قد تكون أحياناً خارجة عن إرادة الإنسان وإختياره، بمعنى أنّه لا يملك الحول ولا القوة فيتغييرها وتبديلها مهما بذل من جهد وطاقة، فقد تطبق عليه الظروف ليبقى مستضعفاً، أو لا توافق رغباته رغبات الآخرين، وفي جميع ذلك فإنّ الإرتباط بالله تعالى والرضا بقضائه كفيل بتهوين الآلام النفسية وإبعاد المؤمن عن هاوية الإضرابات.
قال أمير المؤمنين (ع): "نعم الطارد للهمّ الرضا بالقضاء".
قال (ع) أيضاً: "الرضا بقضاء الله يهوّن عظيم الرزايا".
وقال (ع): "مَن رضي بالقضاء طابت عيشته".
ينبغي أن يدرك الإنسان إنّ إختيار الله خير من إختياره، والله أرأف بالعباد من رأفتهم بأنفسهم وقضاء الله هو خير للإنسان بجميع حالاته، قال الإمام محمد الباقر (ع): "في كل قضاء الله خير للمؤمن".
وقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): "ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه".
- فوائد الرضا بالقضاء الإلهي:
1- التسليم لقضاء الله يمنع الإنسان من ردود الأفعال المذمومة.
مثل (أ): إذا عاش الفقر والحرمان فلا يحسد ولا يحقد ولا يعتدي على أموال الآخرين.
مثل (ب): إذا عاش الإهمال والحرمان فلا ينتقم لذاته.
مثل (ج): وإذا عاش الإضطراب في مشروعه التجاري فلا يلقي باللائمة على غيره بل هو في جميع هذه الحالات بميل إلى السعي والكدح لحل أزمته.
2- التسليم لقضاء الله يمنع الشعور بالإحباط لأنّ الراضي بقدر الله يعلم بأنّ الله أدرى بصالحه من ما هو يعلم.
3- والتسليم بالقضاء يمنعه من الإستسلام للقلق والإضطراب النفسي على عواقب الخسارة.
4- التسليم لقضاء الله يحفزه على أداء التكليف مهما تكن النتيجة والمحصلة فهو راضٍ ومسلم لله ما دامت حركته بعين الله وهذا ما نستوحيه من زينب (ع) إذ بعد كل ما مرّ بها من أهوال وصعاب ومآس ومصائب قالت: "لم نرَ إلا جميلا... هون ما نزل بي انّه بعين الله".
وينبغي الإشارة إلى انّ الرضا بقضاء الله لا يعني التقاعس عن الحركة والجمود في الموقف وترك المبادرة بل هو الشعور الباطني بالرضا بما يقسمه الله لعباده.►
المصدر: كتاب التحفيز الإيماني
ارسال التعليق