• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

السلام أساس للحياة المستقرة الهانئة

عمار كاظم

السلام أساس للحياة المستقرة الهانئة

إنّ ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبّة والسلام. وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمّق الإسلام جذورها في نفوسنا، وأصبحت جزءاً من كياننا، وهو غاية الإسلام في الأرض.. إنّ الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السَّكينة والطمأنينة ولا غرابة في أنّ كلمة الإسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع وقد جعل الله السلام تحيّة المسلم، بحيث لا ينبغي أن يتكلّم الإنسان المسلم مع آخر قبل أن يبدأ بكلمة السلام، حيث قال رسول السلام والإسلام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): «السلام قبل الكلام»، وسبب ذلك أنّ السلام أمان ولا كلام إلّا بعد الأمان، فالإسلام بمعناه العام يعني السلام، والسلام اسم من أسماء الله تبارك وتعالى، قال عزّوجلّ: (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ) (الحشر/ 23).

إنّ في تعاليم الإسلام وعقائده تدريباً عملياً لكلِّ مسلم على أن يتعامل بالإنسانية مع كلّ الناس.. فالإسلام يدعو إلى ترويض النفس بأن تحوّل تلك التعاليم الإسلامية إلى تعاملات حيّة على أرض الواقع، وأن لا تبقى مجرّد قوانين وشعارات، ومن تلك المبادئ التي دعا إليها الإسلام السلام، والسلام حقيقة عبارة عن نوع من العبادات يتقرّب بها العباد إلى الله تعالى.

فكما توضّح إنّ الإسلام هو السلام، فإنّ من نتائج السلام انتشار الأمان والطمأنينة فيما بين الناس على اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم، واستئصال كلّ أشكال الاضطراب والخوف من نفوسهم، ومن دعوات الإسلام التعاون على فعل الخير والدعوة إليه، مبيّناً أنّ كلَّ أساليب الاعتداء مرفوض جملةً وتفصيلاً، مشدّداً العقوبة على مَن يتعدّى ويتجاوز حدوده، معتبراً أنّ هذا الاعتداء هو اعتداء على البشرية جمعاء.

في الختام، إنّ المجتمعات بصورة عامّة تعيش في حالة تخبط وعدم استقرار، وكلّ ذلك يعود إلى غياب العامل الأساس لاستقرار واطمئنان المجتمعات ألا وهو السلام، فللسلام أهميّة لا يمكن تجاهلها، وبدونه لا يمكن أن تنعم أي دولة بالأمان، فعلاقة الدول مع بعضها البعض مبنية على الاحترام المتبادل، وهو ما يُعبّر عنه بالسلام، فإذا فُقِد السلام نشأت الحروب والصراعات فيما بينها، وما المبادئ التي أمر بها الإسلام إلّا لتحقيق العدالة الإلهيّة في معاملات الناس بعضهم مع بعض، وتنظيم تعامل الدول بعضها مع بعض، ومن خلال الاطلاع على الآيات المتعلقة بالسلام وتفسيرها، نجد أنّ المفسرين قد أعطوا مفهوم السلام أهميّة خاصّة، لما له من أثر في النفوس.. فحسن المعاملة، ورحابة الصدور وخاصّة مع الأعداء تحوّلهم من عدو قاتل إلى صديق كريم، وهذه هي حقيقة أوامر الإسلام، بأن نحكّم المبادئ الإسلامية في التعاملات مع كلّ بني البشر دون استثناء.

ارسال التعليق

Top