• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

السلام كقيمة أساسية لتحقيق السعادة

عمار كاظم

السلام كقيمة أساسية لتحقيق السعادة

بما أنّ الإنسان همه أن يعيش سعيداً، فإنّ رسالة السلام والإسلام كفيلة بتحقيق هذه السعادة، وقد جسّد سيِّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) مفهوم الحياة السعيدة، وأفهمه للبشرية، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن أصبح آمناً في سربه، مُعافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنّما حيزت له الدُّنيا بحذافيرها». لقد أسّس سيِّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) قيم السعادة والسلام النفسي للناس كافة، فكلّ إنسان في حاجة إلى هذه الأُصول الثلاثة وهي: (الصحّة، والأمان، والغذاء)، فيُخبر (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه مَن حاز هذه القيم كأنّما حاز الدُّنيا كلّها، لأنّه مهما مَلك من الدُّنيا لا يستغني عن هذه الثلاثة؛ ولكن إذا فقد واحداً منها فقد السعادة وراحة البال اللتين تعكسان حياته تجاه الآخرين، وتنعكس عليهما معاملاتهم التي تتسم بالسلام والأمان، الذي يُسمّى التعايش السلمي بين الشعوب.

يمكن القول بأنّ المجتمعات التي يسود فيها السلام والأمن خالية من الجرائم، وإذا كان السلام يسود المجتمع الإسلامي فذلك أيضاً من فضل الله تعالى الذي حرَّم الجرائم التي أبشعها قتل الإنسان الذي خلقه. ومعروف أنّ الإنسان إذا قتل إنساناً آخر متعمداً فجزاؤه في هذه الدُّنيا أمام القانون والقضاء وفي الآخرة له عذاب أليم: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النِّساء/ 93). كما أنّ الإسلام يعتبر قتل الإنسان جريمة ضد البشرية كلّها: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة/ 32). وهذا خير دليل على نبذ الإسلام لكلّ أشكال العنف وصُوَره. قال الإمام الصادق (عليه السلام): «مَن كف يده عن الناس فإنّما يكف عنهم يداً واحدة ويكفون عنه أيادي كثيرة». فالعنف يبدأ بيد واحدة فتتكاثر إلى أيادي كثيرة وهذا ما نلاحظه اليوم في المجتمعات التي ينتشر فيها العنف حيث يبدأ صغيراً ويصبح كبيراً لا يمكن مقاومته حين ذاك. وفي المجال الاجتماعي لا يقبل الإسلام الاعتداء على الآخرين وينهى عن العدوان: (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (المائدة/ 87). ويقترح حل المشاكل بالعدل والانصاف وبالتراحم حتى في الحروب وعدم الاعتداء. من هنا يدعو سبحانه وتعالى: (وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (يونس/ 25).

ارسال التعليق

Top