• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

السيرة العطرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

عمار كاظم

السيرة العطرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

كان رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يعيش الروح الأبوية الرحيمة حتى مع الكافرين حتى مع من آذاه فهو يتطلع إليهم بروح المتألم لهم والمحزون عليهم حيث انحرافهم عن الخطِّ الرسالي يسبّب لهم الشقاء والعذاب الأُخروي، إنّه القلب الكبير.. قلب الرسالة الإسلامية السمحاء.. إنّها الروح الرسالية التي من خلالها يعيش الحبّ والود لكلِّ الناس (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107) الروح التي تحس بالألم الكبير لضلال الناس والتي تؤدي في النهاية إلى العمل الجاد لهدايتهم وبذل الغالي والرخيص وبكلِّ الإمكانيات الممكنة لإنارة سُبُل الطريق لهدايتهم.

ولو اطلّعنا إلى سيرته العطرة (صلى الله عليه وآله وسلم) الحافلة بالرحمة والعطف والمودة، هذا القلب الكبير الذي عاش آلام الأُمّة والتي ينبغي على الإنسانية جمعاء التأسي به والاقتداء بسيرته العطرة، فمن خلاله تعيش الرحمة مع والديك ببرك وإحسانك لهما، ولتكون الكلمة العذبة والرقيقه مع والديك رحمة وشكرهم والثناء والتقدير والاعتزاز لهم بما قدماه، والدُّعاء لهم بالخير وطول العمر والعافية رحمة. والرحمة بالمسنين.. بالشيخ الكبير والمرأة العجوز شُكر لله تعالى أن أعطاني نِعمة الفتوة والقوّة، كما إنّ توقير الكبير والعطف على الصغير من مظاهر الرحمة الإلهيّة التي أوصانا بها إسلامنا العزيز، كما حثّنا على التعامل بالرِّفق والحسنى مع المرأة وأوصانا نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم): «رِفقاً بالقواريرِ»، وإنّ الصفح والتسامح والتصافي بين الإخوان سرّ من أسرار الرحمة، ومداراة الإخوان ورعاية مشاعرهم رحمة. ومن أجمل صور الرحمة صلة الإخوان والتباذل والتقارب والتهادي ورحمة الله وسعت كلّ شيء، من هذا المنطلق علينا التأسي بنبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرأفة والرحمة بجميع المخلوقات فرحمتك للفقير وللجاهل وللضعيف شُكر على نِعَم الله وهدايته للطريق المستقيم.

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عظيماً في فكره ووَعيه، قمة في عبادته وتعلقه بربّه الأعلى رائداً في أساليب تعامله مع أُسرته والناس جميعاً، مثالياً في حسم الموقف والصِّدق في المواطن ومواجهة المحن فما من فضيلة إلّا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سابق إليها وما من مكرمة إلّا وهو متقلّد لها. ومهما قيل من ثناء على أخلاقه السامية فإنّ ثناء الله تعالى عليه في كتابه العزيز يظلّ أدق تعبير وأصدق وصف لمواصفات شخصيته العظيمة دون سواه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4). يعجز كلّ قلم وكلّ تصوّر وبيان عن تحديد عظمته (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو شهادة من الله تبارك وتعالى على عظمة أخلاق الرسول وسمو سجاياه وعلو شأنه في مضمار التعامل مع ربّه ونفسه ومجتمعه، لذلك جاء التعليم الإلهيّ اللزوم بوجوب سلوك سبيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لدن أُمّته بامتدادها التاريخي في القول والعمل والأنشطة كافة (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب/ 21).

ارسال التعليق

Top