• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الصلاة عمود الدين

الصلاة عمود الدين
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه/ 14). الصلاة من الأمور التي تجعل لحياتنا معنى سامياً، وبدونها تغدو حياتنا تافهة ولا قيمة لها. فهي مقياس فعال لحيوية دين الإنسان وفاعليته (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لا صلاة له، وبها يقبل العمل أو يرد). (الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها، وان ردت رد ما سواها)، فالصلاة إحدى الوسائل بل أعظم الوسائل الموصلة إلى الله، ومن أهم ما يتزود به الإنسان في الطريق إليه سبحانه، لأنها ذكر الله الذي يشكّل وسيلة الاتصال بجل شأنه، بما يحول دون الضياع،ويمنح الإنسان المعنويات العالية، ويعطيه الطمأنينة والنشاط، ولا يجعله ينزلق منخدعاً بالمظاهر في زحمة الحياة، وهمومها، وخداعها، وتزيينها. فالصلاة أشبه بجرس انذار ينبه الإنسان في ليله ونهاره ليلتفت إلى نفسه. إنّ الزمن يمضي، واننا نقترب من الأجل المحتوم الذي لابدّ اننا نلاقيه، وان وسيلة اتصالنا بخالقنا هي هذه الصلاة التي تربطنا به، وتزيل همومنا وارزاءنا النفسية حين نقف بين يدي رب العزة طالبين منه العفو الصفح والغفران. انها وسيلة تمد الإنسان بالقوة والمقاومة في مواجهة أعباء الحياة بروحانيات تساعده على تحمل المكابدات والمسؤوليات، وتجاوز الصعاب، لذا فإن رعاية الصلاة حق رعايتها تؤدي إلى الفلاح الذي يعني تحقيق الأهداف والنجاح في الوصول إلى المقصود.   - صلاة المفلحين: هناك صلاة المفلحين الذين يداومون على الصلاة في أوقاتها المفروضة. وهناك الذين يحافظون على الصلاة فلا يضيعون ما اثمرت لهم من فوائد معنوية، وهذه درجة أعلى من الأولى.   - صلاة الساهين: وهنا من هو يؤدي الصلاة ولكن له الويل والعذاب الأليم: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (الماعون/ 4)، هؤلاء هم الساهون عن الصلاة، المتغافلون عنها، الذين لا يعيرونها أيّة أهمية، ليس لهم منها الا الركوع والسجود، إذا سجد أحدهم نقر، وإذا ركع ربض. هؤلاء هم الذين أسماهم القرآن لساهين عن الصلاة، وتوعدهم بالويل والعذاب، فهم يصلون لكن أحدهم لا يحسن من هذه الصلاة الا الفعاليات الحركية كالتمارين الرياضية، فهو يقوم ويقعد، ولا يدري ماذا يجب أن يكون عليه المصلي في حالة الصلاة بما أنها وسيلة اللقاء مع الله الذي بيده مقاليد كل شيء، انّه مستخف بهذا اللقاء، ولو كان في محضر غيره لاهتم بهذا الحضور، ولأعدّ نفسه لذلك. انّه اذن هو الاستخفاف بحضرة الرب العظيم، وهو بعد ذلك الجهل بمقام الصلاة وفائدتها.   المصدر: مجلة الرياحين/ العدد 34 لسنة 1430هـ

ارسال التعليق

Top