• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العنف الذي يولِّد الخوف عند الأطفال

منى خير

العنف الذي يولِّد الخوف عند الأطفال

◄العنف ضد الأطفال من أبرز المشكلات العالمية التي لا يخلو منها مجتمع، سواء كان متقدماً أو رجعياً، وهذه المشكلة لا تزال تنمو وتتفاقم بشكل مطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً بسبب الخصوصية التي تتمتع بها هذه المشكلة.

 

-       أشكال العنف ضد الأطفال:

عند الحديث عن العنف الذي يمارس ضد الأطفال، فإننا نتحدث عن أشكال متعددة من العنف منها:

 

1- العنف المنزلي:

هو العنف الجسدي أو النفسي الذي يمارس سواء من الأب أو الأُم أو الإخوة، حيث لا يوجد قانون يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي. أثبتت الوقائع أن مثل هذه الممارسات تتم بين الأسر المثقفة والمتعلمة أو غير المتعلمة دون استثناء، ما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة، وكذلك الحال بالنسبة للعنف النفسي كالسب والتوبيخ الحاد، أو الحبس في أماكن مغلقة كالحمام لساعات طويلة، وغير ذلك من أساليب التعذيب النفسي.

وكذلك من بين أشكال العنف المنزلي تحديد مستقبل الأطفال باختيار الدراسة أو العمل الذي قد لا يتناسب مع ميولهم وقدراتهم، وأيضاً إجبارهم على العمل وترك الدراسة.

 

2- العنف المدرسي:

رغم أنّ المدرسة تعتبر مؤسسة تربوية قبل أن تكون تعليمية، فإن بعض الممارسات التربوية الخاطئة لاتزال تمارس ضد الأطفال ويأتي على رأسها الضرب المبرح، والعقاب القاسي الذي لا يتناسب مع حجم الخطأ الذي يرتكبه الطفل، كذلك من بين أنواع العنف المدرسي استخدام السباب والتوبيخ الحاد وممارسة جميع أشكال العنف النفسي كالتمييز بين الطلاب على أساس الأسرة التي ينتمي إليها سواء كانت بسيطة أو غنية.

 

3- العنف الجنسي:

على الرغم من حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال، فإنّها تعتبر أقل شكل من أشكال العنف الأخرى التي تمارس ضد الأطفال، فإن ذلك لا يعني قلة حدوثها لما يرتبط هذا النوع من الممارسات بالعار والفضيحة من حالات الاعتداءات الجنسية سواء على الأولاد أو البنات.

 

4- العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:

يقع العنف على هذه الفئة بصورة مضاعفة بسبب طفولتهم من جهة، وبسبب ظروفهم الخاصة من جهة أخرى، ويندرج تحت هذه الفئة الأطفال المعاقون، والأيتام والمشردون.

 

-       إحصائيات حول ظاهرة العنف ضد الأطفال في الدول العربية:

أكدت دراسة محلية تعرض 21 في المائة من الأطفال السعوديين للإيذاء بشكل كامل، كما أكدت الدراسات التي أجراها مركز مكافحة الجريمة تفشي ظاهرة الاعتداء على الأطفال. ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء تفشياً بنسبة 33.6 في المائة، يليه الإيذاء البدني بنسبة 25.3 في المائة، وفي مصر يشكل الأطفال أقل من خمس سنوات حوالي 8.14 في المائة من إجمالي السكان، وتشير تقديرات منظمة اليونيسيف إلى أن 65 في المائة من الجرائم التي ترتكب ضد الطفل أسرية، وحوادث الاعتداء الجنسي 18 في المائة، والاختطاف 21 في المائة. وتشير إحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن 87 في المائة من مرتكبي جرائم العنف الأسري ضد الأطفال والنساء في مصر هم من المتزوجين.

 

-       الحلول والعلاج للحد من هذه الظاهرة:

·      يجب وضع الأنظمة والتشريعات والأساليب التربوية الحديثة التي تضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المجتمع والمدرسة.

·      تقوية الدور الإعلامي في محاربة ظاهرة العنف ضد الأطفال.

·      محاربة ظاهرة إستغلال الأطفال في العمالة من قبل الدولة والمجتمع وتوفير الأساليب والرعاية الحديثة.

·      العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي.

·      إيجاد وتحديث وسائل الترفيه التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية للطفل.

·      إيجاد حلول مناسبة لظاهرة تسرب الأطفال من المدرسة.►

ارسال التعليق

Top