◄"ليس كل لعب لهواً وعبثاً، وجميل من التربية الحديثة أن تصطنع منه أساليب تعينها على تكوين الناشئة، فتضفي عليهم ثوباً من عافية البدن، ونشاط الذهن، واستقرار النفس. اُعتبر اللعب قديماً مضيعة للوقت، ومبدداً للجهد الذي يجب أن يُبذل في الدراسة والتعلُّم، ولذا فلا غرابة إن وجدنا التربية القديمة تعمل جهادة لإبعادة تلاميذها عنه، عن طريق تجاهلها له في مناهجها المدرسية أو خططها التربوية. وقد تغيّرت النظرة إلى اللعب، وتبدّلت الصورة عنه في عهد التربية الحديثة، التي أكّدت على ضرورة إدخاله ضمن المناهج التربوية في جميع مراحل التعليم، وغرسه في أكثر النشاطات التربوية والمواضيع الدراسية إعترافاً بأهميّته الملموسة في ترسيخ التعليم في الذهن"
ما يجري من تقييم حول أهميّة التعليم أوّلاً وما يجري من حوار حول وضع الطفل للإستعداد والتحصيل الأكاديمي يجب أن يدفع الأُمّهات والمعلِّمات بإعتباره عاملاً هاماً في مختلف مجالات النمو. وهناك اختلاف بين نظرة الكبار للعب ونظرة الصغار إليه، فاللعب بالنسبة للصغير هو عمل الطفولة الممتع، وبه تتم تربيته وتعليمه، وفيه متعته ومرحه.
تقول (دورثي كروس) من كلِّيّة بروكلين: "يستطيع الطفل من خلال اللعب أن يتصل بما حوله بطريقته الفريدة والخاصة به.. إنّه ليس مجرد لعب، وإنّما هو أعظم عمل يقوم به الطفل".
وتقول (لورانس فرانك): "يتعلّم الطفل باللعب ما لا يمكن أن يتعلّمه من غيره، ويصفه آخرون بأنه عمليّة نمو.. إنّ كثيراً من اللعب عند الصغار هو نشاط فسيولوجي بعضه طاقة فائضة وبه تنم المهارات العضلية واليدوية وإن كان من الصعب أن يدرك الكبار حاجة الصغار إليه، والساحات أمر ضروري لتنمية هذه المهارات والتدريب عليها".
وتقول (باربارا بيير): "يشعر المرء بالرِّضا والسرور لكل عمل ننجزه، وحين يعيد الطفل تشكيل ما في العالم من حوله من خلال اللعب إنّما يضع حجر الزاوية لشعوره عن نفسه في علاقته مع هذا العالم".
وتقول (سوزان إيزاكس): "إنّ اللعب لا يساعد الطفل على أن يفهم سلوك الناس والأشياء فحسب، وإنّما هو يترجم به دراماتيكية داخلية إلى أخرى خارجية حين يمثل دور الأب أو الأُم، أو الصياد أو الحيوان المفترس، وفي هذه الحالة يحد من حالة التوتر التي يعاني منها".
اللعب وسط يتعلّم فيه الطفل الكثير عن نفسه وعن الآخرين، بل وعن العالم من حوله، كما أنّه مصدر خصب وقوّة لصحّته العقلية وأساس هام للتنفيس عن عواطفه المكبوتة.. إنّه يبني الأجسام والعقول ويساعد على حل المشكلات، وهو يبني الوعي الإجتماعي عنده ويقوِّي من وعيه بذاته ويسمح له بالتعبير عن مشاعره وأحاسيسه وعواطفه.
إنّ اللعب هو النشاط الذي يطغى ويسيطر على المرحلة السنية للطفل مابين فترة الثلاث سنوات والخمس سنوات فيكون له تأثير ملحوظ عليه من الناحية النفسية.. إنّه الشرارة الدالة على وجود نشاط عقلي تخيلي كبير عند الطفل، أو بمعنى آخر إنّه الدليل على إنطلاقة هذا الخيال وتحرره من عالم الواقعية.
- اللعب الرمزيوهذه الشخصية تجعلنا نطلق على اللعب في هذه الفترة من العمر (اللعب الرمزي). إنّ قطعة الخشب تتحوّل في نظره إلى سيارة.. فهو لا يأخذ الأشياء على واقعها، بل يراها وفق ما يقدمها له خياله.. إنّها رموز لأشياء خاصة به.. إنّه يعيش الرمز حتى في نفسه، فقد يراها شيئاً ما يعجبه أو دمية أو حتى حيواناً الأمر الذي يجعلنا نتصوّر مدى أهميّة ظاهرة الرمز عند الطفل، وكم هو عميق في معناه مُرض له، يسمح له بأن يلمس بيديه خبراته التي عاشها، والتمزُّق أو الحرمان الذي عاناه ويحولها كلها وبخياله الخاص إلى الصورة التي يجب أن يراها فيها.
وهذه هي الصورة التي قال عنها (فرويد) إنها الحركة الأساسية للعب والتي يندمج فيها الواقع والخيال وخاصة في المرحلة السنية التي نحن بصددها، حيث تعمل فطرته على تكملة الصورة الواقعية لكي تكون بالشكل المطلوب؛ ولذلك فلو أنّنا أسقطنا النشاط التخيلي من اللعب الطفولي، نرتكب خطأً تربوياً كبيراً، ذلك أنّ ظاهرة اللعب هي النشاط التخيلي وهو المتفق مع حركة الرِّضا النفسي أكثر من الرِّضا الواقعي (الحقيقي).
وليس معنى هذا أنّ اللعب يعوق الإتصال بالواقع، بل هو يسهله ويكون حلقة الوصل معه، شأنه شأن أي نوع آخر من الخبرات ولكن بصورة مختلفة، حيث عملية التطوير التي تستلزم بعض الوقت، ولا يعيب اللعب هنا أن يكون له صفة أو سمة البدائية، حيث إنّه أوّلاً وأخيراً يقصد بأدائه الإرضاء الذاتي.
- حقيقة اللعب
إنّ اللعب إستعداد فطري وطبيعي وهو عند الطفل ضرورة من ضروريات حياته مثل الأكل والنوم.. فالطفل ليس في حاجة إلى تعلُّم اللعب بقدر ما هو في حاجة إلى توجيه هذا الميل والرغبة والإستعداد الفطري إلى ما يعود عليه بالنفع حتى يشب وهو في حالة صحّية جيِّدة وليس معنى ذلك أنّ الشخص البالغ لا يلعب، بل إنّ ميله للعب موجود ويستمر هذا الميل موجوداً لدى الأفراد في جميع مراحل نموهم. ولكن لا يفوتنا أن نشير إلى أنّ اللعب بالنسبة للكبار لا يمثل أو يعتبر عنصراً جوهرياً ومستديماً في حياتهم كما هو الحال والقوة العقلية بنسب متباينة حسب نوع اللعب.
يطلق اللعب على طائفة من الحركات الجسمية والنفسية يندفع القيام بها صغار بعض الفصائل الحيوانية تحت تأثير ميل فطري تنشأ هذه الفصائل مزوّدة به، وتختلف مدة بقاء هذا الميل بحسب إختلاف هذه الفصائل في أمد طفولتها، فكلما طالت هذه الطفولة طال الزمن الذي تستغرقه هذه النزعة، ولذلك كان أطول الحيوانات طفولة هو الإنسان وأكثرها حظاً في الألعاب، كما تختلف الألعاب في مدة بقائها تختلف كذلك أنواعها بإختلاف الحيوانات، فمن المشاهد أنّ لصغار كل طائفة حيوانية العابها، وقد يتحقق هذا الإختلاف في الفصيلة الواحدة بين ذكورها وغناثها. وكذلك تختص كل مرحلة منها بألعاب تختلف في نوعها عن العاب المراحل الأخرى.
- فوائد اللعب
ومن هنا يتبين أنّ اللعب عبارة عن استغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد، وهو الوسيلة التي يزداد بها الطفل معرفة ببيئته التي يعيش فيها يوماً بعد يوم، إذ إنّ اللعب هو عمل الطفل وهو وسيلته التي ينمو بها ويرقى بوساطتها، ويمكن أن ننظر إلى نشاط اللعب على أنّه رمز الصحّة العقلية، فإذا لم يقبل عليه الطفل كان ذلك دليلاً على عيب فطري أو مرض نفسي.
لم تكن التربية الحديثة تولي اللعب كل هذا الإهتمام، لولا أنّ هناك فوائد عديدة وثماراً تربوية جمة يقدِّمها اللعب للطفل، ومنها:
- ينفس عن التوتر الجسمي والإنفعالي عند الطفل
- يدخل الخصوبة والتنوع في حياة الطفل
- يعلم الطفل أشياء جديدة عن نفسه وعن العالم المحيط به
- يعطي للطفل مجالاً لتمرين عضلاته كما في ألعاب الحركة والمجهود الجسمي
- يعطي للطفل فرصة لإستخدام عقله وحواسه وزيادة قدرته على الفهم
- يتيح الفرصة للطفل ليعبِّر عن حاجاته التي لا يتاح لها الإشباع في حياته الواقعية
- يجذب إنتباه الطفل ويشوقه إلى التعلُّم.. فالتعليم باللعب يوفِّر للطفل جواً طليقاً يندفع فيه إلى العمل من تلقاء نفسه
- يمكن للكبار من مساعدة الطفل على حل مشكلاته وأزماته الشخصية، إذ يوقفهم على مفاتيح مهمة لمسلكه
- اللعب الجماعي تقويم لخلق الطفل، إذ يخضع فيه إلى عوامل إيجابية كالمشاركة الوجدانية والتضامن مع الأولاد
- الفعالية الشافية
لنضع أنفسنا في عالم أطفالنا: ففي مخيلتهم تتبدّل الأشياء دون حاجة لفترة إنتقال، والزمان والمكان يكون عندهم واحداً، وهم يعبرون آلاف الكيلومترات في لحظة واحدة. ولنرقب طفلاً في الثالثة من عمره أثناء اللعب لنرى كيف أنّه يصنع من قطعة خشب واحدة أميرة، ثمّ بعد دقيقتين من ذلك أميراً، وبعد برهة يجعلها طفلاً ثمّ عربة للعروسين، أو مركباً بحرياً للملاحة.
وكثير من العلماء يُقسِّمون ألعاب الأطفال حتى السنة الثالثة من العمر إلى ثلاثة أصناف، وهي (الأنسنة) أي إعطاء الشيء صفة الإنسان. فالأطفال يتحدّثون إلى أشياء لا حياة فيها (جماد) كما لو أنّهم يتحدّثون إلى إنسان. والصنف الثاني ألعاب خيالات تحول فيها الأشياء بإستمرار إلى أشياء أخرى تقبلها. والصنف الثالث تمثيل صوري لأشياء بسيطة من الحوادث اليومية في الحياة كإطفاء نار لا وجود لها، ولكن ألعاب الأطفال تتبدّل بعد السنة الثالثة.
إذ يقف الطفل الآن في مركز عالم التخيلات.. ففي السابق تبدّلت الأشياء، أمّا الآن، فإنّ الولد نفسه يتبدّل، إذ يخلق لنفسه في ألعاب دراماتيكية معقدة أدواراً من رغبات يرفض تحقيقها له عالم الكبار، وبذلك يجعل الطفل من نفسه المسيطرة على الوضع، فبينما كان يشعر أنّه (دمية) في يد الكبار أصبح الآن يعمل بنفسه، وبعض الآباء يغضبون عندما يمسكون أولادهم فجأة وهم يلعبون لعبة الأُم والأب، فيجعلون قطعة من الخشب تمثل الولد، والذي يمثِّل الأب من الأخوين يقسوا بالضرب على الولد، كما أنّ الذي يمثل الأُم منهما يقسو على الولد بسوء المعاملة والشتم، والأب والأُم الحقيقيان يقفان متعجبين أمام هذه المشاهد خصوصاً وأنّهما لم يسبق لهما أن عاملا طفليهما بغير الحب والرقة والحنان، فما هو الدافع للولدين إلى تشويه صورة الحياة العائلية في لعبهما؟
في الواقع – كما يخبرنا علماء النفس – فإنّ الأولاد يسلكون أحياناً كثيرة سلوكاً معكوساً تماماً لسلوك الوالدين، وتحكي بهذا الصدد عالمة نفسانية قصة أخوين كلاهما يبول في الفراش ليلاً، كانا يلعبان لعبة الأب والأُم، دار بينهما الحوار الآتي: "إنّني لا أسمح بمخاطبتي بهذه اللهجة، لا تصرخ في وجهي، ومَن منّا الذي يصرخ بوجه الآخر، تفضّل إذا أردت وطلِّقني". وبعد ذلك حضر والدا الطفلين واعترفا بأنّهم تجادلا أمام أطفالهما بنفس الكلام وتفهَّما مقدار ما أحدثاه من أضرار في نفوس الأطفال.
تضج مجموعة من المخاوف في نفوس الأطفال والتي لا يتحتم أن تكون مطابقة للواقع، فقد يكون الأب ظالماً والأُم رافضة للولد، وقد يدخل الذئب ليلاً إلى غرفة الأولاد إلى غير هذا.
من التخيلات المخيفة التي يمارسها الولد، يمكن أن تكون له بمثابة سياج حماية من المخاوف الداخلية، وهناك سبب آخر لضرورة مثل هذه الألعاب وهو أنّ الطفل في تفكيره يرمز بالدمية في اللعب إلى نفسه. وهذه الدمية الولد يعاقب في اللعب بشدة لأنّ المولد الحقيقي أفكاراً سيِّئة تجاه والده.
- اللعب والنمو الإجتماعي
واللعب علاوة على أنّه تعرّف متطوّر على الواقع، فإنّه يتيح أيضاً للطفل تعرّفاً على الخبرات الإجتماعية أي أنّه يسهم في تطوّر الناحية الإجتماعية عنده، ولذا فإنّ فترات تطوّر اللعب عند الأطفال يمكن أن توصف بأنّها فترات التقدُّم في علاقاتهم الإجتماعية كذلك، وقد تأتي هذه المرحلة في الفترة الثالثة لنمو الطفل، وهي رغم أنّها تشحذ في دور الحضانة، إلا أنّها تصل إلى مستوى متواضع إلى حد كبير من الأثر. فعلى سبيل المثال، إذا لاحظنا جمعاً من الأطفال يلعب مع بعضه بعضاً، فإنّنا نلاحظ أنّ كل طفل منهم يكّون مع نفسه وحدة مستقلة عن المجموعة. إنّها مناجاة فردية بشكل جامعي "إنّهم موجودون مع بعضهم بعضاً، ولكن بصورة متفرِّقة". والأمر الذي يفسِّر رفض الطفل لوجود زميل لعب معه بصورة حقيقية، إنّه يريد أن يخلق زميل لعب (متخيل) له يريده إنعكاساً لنفسه أو نابعاً من تخيله.
إنّ النشاط في اللعب هذا والذي يأخذه الطفل من الواقع ما هو إلا شاهد على أنّ الصغير يُعبِّر عن نفسه ولكن بصورة أنشطة تبدو وكأنّها ساذجة، إنّه لا يرمز لنفسه فقط بلعبه هذا ولكنه يعبِّر في هذا اللعب عن مكنون نفسه ليطلقه، الأمر الذي يجعلنا نفهم السبب الذي من أجله يمكن أن يكون اللعب في هذه الفترة من العمر عاملاً يستفاد به كأداة بالغة الخصوبة في تشخيص الأمراض، أو فرصة متاحة في فن العلاج للذين يعتريهم ببعض الإضطرابات في فترة نموهم الإنفعالي.
وعلى كل حال، إنّ اللعب الفطري هو شكل من أشكال العلاج الطبيعي الذي يحل به الطفل جزءاً من مشكلاته الشخصية، وهذا ما يجعلنا نتعرَّف بوضوح على سبب حبّ الطفل لتكرار عملية اللعب.. إنّه يجد متعة في أن يكرِّر وبلا ملل اللعب المرقم كودياً، مثل لعبة الأسرة أو الطبيب، ويكون هذا عادة في سن من 3 – 5 سنوات، ويسعد الطفل أن يكرِّر اللعبة ذاتها إلى جانب ما يخرج به منها من نتائج. والتكرار دليل على أنّ اللعبة تلقى لدى الطفل رضا يتجاوب مع إحتياجاته الفطرية أو صراعاته الداخلية أو تولد القلق لديه، وهي عناصر تتعاون كلها مع خبراته الحالية إذا ما اعتبرنا أنّ لعبة الأسرة أو الطبيب تأتي في فترة عقدة أوديب، وهذه الخبرات تتواصل فيما بعد بقواعد الواقع وصلاته الإجتماعية.
هذا فيما يتعلق باللعب كعلاج فطري وإذا ما استغله الكبار ذوالنضج الكافي وخاصة فيما يتعلق بالرموز التي يقدِّمها اللعب، فإنّه يمكنه بالتأكيد أن يحوِّل الموقف الفطري هذا إلى موقف يتحكّم فيه لصالح تشخيص العلاج المطلوب: (العلاج النفسي باللعب).
- بياجيه واللعب
ويُقسِّم العالم النفسي والتربوي (بياجيه) اللعب عند الأطفال إلى عدّة مراحل:
1- اللعب الوظيفي: وهو الذي يمارسه الطفل في مرحلة الحس حركية، ويحدث عادة إستجابة للأنشطة العضلية وللحاجة للتحرُّك والنشاط. فالطفل يقبض على الأشياء أو يرجعها لمجرد المتعة التي يجدها في ذلك في البداية، حيث يعطيه هذا الفعل الإحساس بأنّه يسيطر عليها ويخضعها لقواه.
2- اللعب الرمزي أو (الإيهامي): يظهر فيه الأطفال قدراتهم الإبداعية والجسمية ووعيهم الإجتماعي بعدّة طرق كتوهمه بتخيل نفسه شخصاً آخر (الأب والأُم والمعلِّمة)، أو يتعامل مع العصا على أنّها حصان ويتحدّث مع الجماد وكأنّ به روح وحياة، فيسكتشف بذلك البيئة من حوله ويتدرّب على كيفية التعامل معها.
3- اللعب وفقاً لقواعد: وتبدأ هذه المرحلة في حوالي السابعة أو الثامنة،حيث يستطيع الطفل في هذه السن أن يلعب ألعاباً لها قواعد وحدود ويكيف سلوكه وفقاً لذلك.
4- اللعب البنائي: ويتطوّر هذا النوع من اللعب الرمزي، ويمثِّل قدرة الطفل المتنامية للتعامل مع المشكلات وفهم حقيقة الحياة والعالم من حوله، كما يتميّز اللعب هنا بنمو الإبتكار والقدرة على ممارسة ألعاب تؤدِّي إلى نمو المعرفة عن طبيعة الأشياء في الحياة، ومن هنا ينمي المهارة، والمهارة شرط لنمو الإبتكار والإبداع.
ولا شك أنّ هناك عوامل كثيرة تؤثِّر على اللعب مثل: الصحة، فالأطفال الأصحاء يستطيعون قضاء وقت كبير في اللعب عامة واللعب الحركي خاصة. كما أنّ النمو الحركي، فيستخدم الأطفال التناسق الحركي في بعض الألعاب، ولا شك أنّ ما يقومون به من نشاط أثناء اللعب يعتمد على نموهم الحركي، كما أنّ النمو الحركي السوي الجيِّد يُمثِّل قدرة وسيطرة الأطفال على أنشطة اللعب التي تتطلب حركة ومجهوداً جسمياً متناسقاً، وتسهم بعض الألعاب في نمو العضلات الجسمية صغيرها وكبيرها بالإضافة الى تآزر اليدين مع العين.
أمّا الذكاء، فهو من العوامل الهامة في اللعب، خاصة وأنّ الطفل الذكي غالباً ما يزداد اهتمامه بالألعاب التي ترتبط بالإدراك والإستنتاج وبالألعاب الأكثر تعقيداً، مثل ألعاب الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، كما أنّ الجنس له تأثيره هنا، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ الأطفال الأولاد أكثر عنفاً في اللعب مع البنات، وأنّ البنات يملن إلى أنواع من اللعب الهادئ، وإن كان هذا يرجع إلى أساليب التنشئة الإجتماعية وتميزها بين الأولاد والبنات.
ولا يمكننا أن ننسى البيئة، فلها دور فعّال هنا. فالأطفال في البيئات الفقيرة لا تعيش وتستمتع بطفولتها، لأنّ وقت فراغهم أقل ولعدم توافر الإمكانيات والأدوات والأماكن التي يحتاجها اللعب، كما تختلف ألعاب أطفال البيئة الريفية عن الحضرية وعن الصحراوية أو الساحلية، وكذلك المناطق الباردة والمناطق المعتدلة أو الحارة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق