• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المصادر الأساسية لتفسير القرآن الكريم

أسرة

المصادر الأساسية لتفسير القرآن الكريم
يُعرِّف السيد أبو القاسم الخوئي – رحمه الله – أحد أبرز أساطين الفقه والإجتهاد.. يعرِّف التفسير بقوله: "التفسير هو إيضاح مُراد الله تعالى من كتابه العزيز، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والإستحسان، وعلى شيء لم يثبت أنه حجّة من طريق العقل أو طريق الشرع؛ للنهي عن اتِّباع الظن، وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه.(1) إنّ مسألة فهم النص والدلالة اللغوية، هي من المسائل الأساسية والكبرى في تشكيل الفكر ومنهج التفكير والثقافة والسلوك والبناء الاجتماعي والسياسي، وغير ذلك من عناصر المنظومة المعرفية والسلوكية لدى الإنسان. فالنصّ هو الإطار المجسِّد للفكر والمعنى.. وهو الوسيط في نقلهما من صاحب النصّ (المتحدِّث والكاتب) إلى المتلقِّي.. وعندما يُخطئ المتلقِّي والمفسِّر في فهم النص.. فمعنى ذلك أن ما تكوّن لديه من فهم لا يعبِّر عن إرادة صاحب النص.. بل يُعبِّر عن فهمه الخاطئ.. ومن هنا نشأت المشكلة في فهم القرآن والمفاهيم والعقائد التي لم تكن مقصودة للقرآن. ولمّا كان القرآن هو الأساس والمنطلق الذي يُبنى عليه الفكر والثقافة والسلوك والحضارة ونظم الحياة ومنهج التفكير في الإسلام. فقد انعكس الفهم الخاطئ للقرآن في منظومة التفكير والسلوك والعلاقات لدى المسلمين. إنّ تثبيت المرتكزات الأساسية لمنهج الفهم والتفسير وبيان الضوابط والنظم لتحليل النص القرآني، هي من أسس تصحيح الفهم والتفسير، وهي المنطلق لتقويم التفكير والإعتقاد والسلوك. ولقد نشأت مذاهب وآراء تفسيرية منحرفة وخطرة على الفكر والثقافة والبناء الاجتماعي لدى المسلمين.. مثل عقائد الجبر والتجسيم والغلو والإرهاب والتحجر وتكفير المسلمين، وتحميل القرآن آراء المذاهب والفرق المنحرفة وتنسيبها إلى القرآن.. لذا فإنّ القرآن فضح أولئك المحرِّفين لمعانيه ودلالاته، ووصفهم بأنّهم منحرفون.. في قلوبهم زيغ، وحذّر منهم، ليحصِّن الإنسان المتعامل مع القرآن من فهم وتفسير أولئك المحرِّفين المخرِّبين. نقرأ من هذا البيان قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ) (آل عمران/ 7). وهكذا يُجسِّد القرآن أمامنا صورة التحريف، تحريف المعنى والدلالة وخطورتها.. أما النص القرآن فقد حفظه الله من التحريف، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/ 9). وتعاهده المسلمون جيلاً بعد جيل بالحفظ والعناية كما نقلوه عن نبيِّهم الكريم محمّد (ص).. ويوضِّح لنا القرآن خطورة هذه المؤامرة.. مؤامرة إخضاع فهم النص والمعنى والدلالة القرآنية للأهواء الذاتية.. يوضِّح القرآن الكريم ذلك بقوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ). لذا، يُحذِّر القرآن من تحريف المعنى والدلالة والتأويل المنحرف، وإدخال الأهواء والميول الذاتية والفهم غير الموضوعي في التفسير والتأويل.. كما أشارت الآية إلى ذلك. وبالإضافة إلى مشكلة التحريف المقصود.. واندساس الذاتية، وغياب الموضوعية في فهم الدلالة والمعنى القرآني.. فإنّ الثقافة تواجه مشكلة أخرى هي مشكلة الجهل والتعامل المتخلِّف مع النص القرآني؛ لذا حدّد القرآن مراجع الفهم والتفسير؛ لئلّا يكون القرآن عرضة لعبث الجهال وأدعياء العلم، ولتُصان دلالات القرآن ومعانيه، ويتمّ اكتشاف محتواه الحق عبر العصور والأجيال.. فإن آيات القرآن خزائن لا ينضب عطاؤها، ولا يجف رواؤها، وفي كل جيل يكتشف المفسِّر والمتعامل مع القرآن حاجة الإنسان ومعالجة ظروف عصره. رُوي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) قوله: "آيات القرآن خزائن، فكلّما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها"(2). ثبّت القرآن الأسس والمصادر التي يجب الرجوع إليها في فهم القرآن واكتشاف المعنى والدلالة، وبذا وضع الأسس العلمية لمنهج التفسير والتأويل وفهم القرآن.. وبالإستقراء نجدها كالآتي:   1- اللّغة: الرجوع إلى لغة العرب في فهم القرآن ومعرفة دلالاته من خلال معرفة معاني ألفاظه، وقوانين التفكير اللغوي وبنية السياق والتراكيب والقواعد اللغوية وأساليب الخطاب العربي.. فإن معرفة لغة القرآن وما تضمّنته المفردة القرآنية من دلالة وضعية واستعمالية، وصياغة التراكيب والسياقات القرآنية، تكشف لنا آفاقاً واسعةً من الفهم ووضوح الدلالة في المجالات الفكرية والنفسية والتشريعية والسلوكية... إلخ. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (إبراهيم/ 4). وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف/ 2). وقال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف/ 3). وقال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء/ 193-195). وبهذه الآيات وبآيات أخرى، يوضِّح القرآن أنّ لغة العرب هي أداة أساسية في فهم القرآن وتفسيره واكتشاف معانيه.   2- تفسير القرآن بالقرآن: والقرآن كما يقول العلماء يُفسِّر بعضه بعضاً.. فالمُحكم يُفسِّر المتشابه، والخاص يفسِّر العام، والمقيَّد يفسر المطلق، والمبيِّن يفسِّر المجمَل. والقرآن يوضح أنّ الله سبحانه يبيِّن ويفسِّر غوامض القرآن، ليكون ميسّر الفهم.. قال تعالى: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة/ 19). وقال: (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) (الفرقان/ 33). ومن الأمثلة الدالة على ذلك – كما ورد في التفاسير – هو الآتي: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (البقرة/ 255). فإن كلمة (القيّوم) مُفسِّرة بما بعدها: (لا تأخذه سِنَةٌ ولا نَوْم)، فالقيّوم هو الذي لا ينام ولا يغفل ولا تأخذه غفوة. (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا) (المعارج/ 19-21). فإن كلمة (هلوعاً) مفسّرة بما بعدها: إنّ الإنسان إذا مسّه شرّ جزع، وإذا حصل على خير منعه عن الآخرين. ومثل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام/ 159). مفسّرة بقوله تعالى: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم/ 31-32). فالآية توضِّح أنّ المقصود بالذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيَعاً وأحزاباً في دينهم هم المشركون. ومثل تفسير الآيات التي تُعرِّف بصفات الخالق.. كقوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) (البقرة/ 255)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه/ 5)، (وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر/ 67)، (غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) (الفتح/ 6). فإنّها مفسّرة بالآية: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/ 11)، وبالآية: (لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص/ 4). فيجب الالتزام في تفسير الصفات الإلهية الواردة في القرآن بتنزيه الله عن صفات المخلوقين، كالتجسيم والحلول والإنفعال وغيرها. وهكذا تكون بعض آيات القرآن مرجعاً لتفسير آيات أخرى، وبيان المقصود فيها.   3- السنّة المُطهّرة: الرجوع إلى الرسول (ص) في فهم القرآن الكريم وتفسيره، هو رجوع إلى السنة بكل تفاصيلها: (القول والفعل والتقرير). من الواضح أنّ المرجع الأوّل للفهم والتفسير فيما يشكل على الناس فهمه هو الرسول الكريم محمّد (ص)، فهو حامل الرسالة والمخاطب بالوحي والمكلّف بالبيان.. لذا يرجعنا القرآن الكريم إلى الرسول (ص) في فهم القرآن وتأويله، ويجعل بيان القرآن وتفسيره من مهام الرسول (ص). قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) (النساء/ 59). (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا) (النساء/ 83). (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل/ 43-44). والمرجع في التفسير بعد الرسول (ص) هم أهل بيت النبي (ص) وطليعة من الصحابة الذين فسروا القرآن الكريم، أمثال: عبدالله بن عباس، وعبدالله بن مسعود، وغيرهم. وينبغي التوضيح هنا أنّ المفسِّر يواجه مشكلة في اعتماد الروايات في التفسير، هي الروايات الضعيفة والمدسوسة والمكذوبة.. لذا يجب التأكّد من صحة الروايات المنسوبة إلى الرسول (ص) أو أهل البيت (ع) قبل اعتمادها في التفسير.   4- العقل: تفسير القرآن بالتأمّل والاستنتاج العقلي، على أن يتحرّك العقل في عملية الفهم والاستنباط واكتشاف المعنى وفق قوانين حركة العقل العلمي.. وضمن المبادئ والأسس الثلاثة الآنف ذكرها.. ومَن يتأمّل في العشرات من الآيات، يجد أن جهة الخطاب الأساسية التي يخاطبها القرآن هي العقل.. لذا فهو يُكرِّر دعوته إلى العقل لأن يتأمّل ويُفكِّر ويفهم ويعي ويفقه ويستنبط ليكتشف الحقيقة. ولذا أيضاً نراه يذمّ الذين صادروا عقولهم، وأقفلوا تفكيرهم ووعيهم.. قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد/ 24). وقال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف/ 105). وللمزيد من الإيضاح، فلسنتعرض عدداً من الآيات المخاطبة للعقل والداعية إلى تظيفه وإطلاق حركة التفكير والإستنتاج. قال تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (الأنعام/ 65). (كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس/ 24). (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد/ 3). (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة/ 164). (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم/ 24). (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ) (ص/ 29). وهكذا يُثبِّت لنا القرآن منهجه لفهم محتواه، وبيان فكره وتشريعه وهديه، والكشف عن دلالاته ومضامينه، وتفسير غوامضه وإيحاءات سياقاته، وتأويل ما استتر وراء حجب اللّفظ والرمزية في أعماق آياته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ - الهوامش: 1- يُراجع السيد أبو القاسم الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص398، ط8. 2- الكليني، أصول الكافي، كتاب فضل القرآن.

ارسال التعليق

Top