• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) .. السراج المنير

عمار كاظم

النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)  .. السراج المنير

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً) (الأحزاب/ 45-46). ويقول تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) (سبأ/ 28).هو رسول الله محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أرسله الله تعالى ليكون شاهداً على الأُمّة، يعيش معها ويبلّغها رسالات ربّه، ويربّيها ويزكّيها ويعلّمها الكتاب والحكمة.

لقد أرسل الله رسوله شاهداً ومبشّراً؛ يبشّر الذين يؤمنون بالله وبرسالاته بأنّ الله سوف يجزيهم جزاء المتقين بأن يدخلهم الجنّة، ونذيراً للذين يكفرون بالله وينحرفون عن خطّه المستقيم، بأنّ النار مثواهم وبئس القرار. وقد كانت مهمّته (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدعو الناس إلى الله الذي حدّد له منهاج الدعوة، بقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ) (النحل/ 125)، وأراد له أن يكون السراج المنير الذي ينير للناس عقولهم، ويضيء لهم تفكيرهم، ويُدخل الخير إلى قلوبهم وحياتهم العامّة، لأنّ دور النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أن يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولذلك كان (صلى الله عليه وآله وسلم) نوراً في عقله فلم يكن فيه أيّة ظلمة، بل كان المعصوم في العقل الذي لا يُخطئ في التفكير، وكان نوراً في قلبه، فلم يكن قلبه ينبض إلّا بما ينير للناس إحساسهم الشعوري والعاطفي، وكان نوراً في حياته فلم تصدر منه أيّة معصية.

وقد حدّثنا الله سبحانه وتعالى عن الخلق العظيم للنبيّ، حيث كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يمثّل القمّة في أخلاقه، لأنّه كان ليّن القلب ويحبّ الناس كلّهم، سواء كانوا من أعدائه أو من أصدقائه، وكان يتألم لأعدائه ألماً عميقاً لأنّهم لم ينفتحوا على الرسالة، ولأنّهم سوف يخسرون الدنيا والآخرة، وكان قلبه ينبض بالرحمة والخير والمحبّة، وكان طيِّب اللسان ينفتح لسانه على كلّ ما ينصح الناس ويرتفع بمستواهم ويؤلّف بينهم، وهكذا ألّف (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الفئات المتخاصمة، كما بين «الأوس» و»الخزرج»، بعدما كانت الحروب بينهم تمتد إلى عشرات السنين.

وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتابع المجتمع كلّه، من أجل أن يضع له النظام الذي يجمع كلمته وينظّم حياته، وفي هذا يقول تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف/ 175).

أراد الله تعالى لنا أن نقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن نتخلّق بأخلاقه، فيكون النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أسوةً لنا: (لَقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَومَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (الأحزاب/ 21)، فإذا كان رسول الله طيِّب القلب واللسان، فعلينا أن تكون قلوبنا وألسنتنا طيِّبةً، وإذا كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يحبّ الناس ويحنو عليهم، فعلينا أن نحبّ الناس ونحنو عليهم.

تعليقات

  • 2024-02-01

    سالم

    اللهم صلِّ وسلّم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً

ارسال التعليق

Top