• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

بذرَ البذور فأينعت الزهور

بذرَ البذور فأينعت الزهور

يُحكى أنّ رجلاً أخلصَ لأهل مدينته إخلاصاً كبيراً، فأحبّوه لإخلاصه وصدقه وأمانته، وخدماته الجليلة التي قدّمها إبّان حياته، حتى أنّ المدينة ازدهرت في عهده، لأنّه كان أمين البلدية فيها، فكانت المدينة إضافةً للخدمات الأخرى، قد اُنشئت فيها الحدائق الزاهرة، فكنتَ تُشاهدُ الزّهورَ حيثما تمشي وتدور.

إلى أن وافتهُ المنيّةُ، فدُفِنَ في مقبرةِ المدينة، التي أقبلَ أهلُها حاملين أكاليلَ الزّهور ليضعوها على ضريحه.

أحد المُعزِّينَ التفتَ إلى ابن الفقيد الرّاحل، وقال: هذه الزّهور كان أبوكَ قد أهداها لأهل المدينة بما فعلهُ من خيرٍ معهم، وها هي تحفّ قبره كجُنينةٍ، فاعلم يا بُنيّ أنّ مَنْ يبذرُ البذور، ستزهرُ حول قبرهِ الزّهور!

 

الدّروس المُستخلَصة:

1-  إنّها (دورةُ الحبّ) أيضاً.. أعطى الخيرَ فقُوبِلَ بالخير، وزرعَ الزّهورَ فحفّ قبرهُ بها، وكما تزرع وتغرس تجني وتحصد.

2-  وحتى لو لم يجن الإنسان شكراً أو مكافأةً أو عطاءً ممّن بذلَ وأعطى لهم، فإنّ روحيّة البذل والعطاء هي بحدِّ ذاتها مكافأةٌ لشخص ونفس صاحبها، وهي مع ذلك وديعةٌ عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع، فإذا لم يُكرمكَ النّاس فإنّ الله سيُكرمك.

ارسال التعليق

Top