• ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٧ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

برنامج القبعات الست

أ. د. محمد حسن غانم

برنامج القبعات الست
قام دي بونو De Bono بتطوير برنامج القبعات الست Six Thinkihg Hats بهدف تبسيط التفكير والسماح للمفكر بتغيير نمط تفكيره وبصورة مبسطة لأنّ التبسيط هو على الضد تماماً من عملية (التعقيد) والتي تعد العدو الأكبر للتفكير وإنسيابيته، لأنّ التعقيد يقود إلى الإرباك، عكس الحال حين يتسم التفكير بالبساطة وهنا يصبح أكثر فاعلية.   - مفهوم القبعات الست: هو تقسيم التفكير إلى (6) إنماط واعتبار كل نمط عبارة عن (قبعة) يلبسها الفرد أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في هذه اللحظة، ولكي يمكن للفرد أن يوظف كل مواهبه وقدراته فإنّه بحاجة إلى (تفصيل) التفكير، ولذا فقد أعطى دي بونا لوناً مميزاً لكل قبعة أو لكل نمط من التفكير لنستطيع تمييزه بيسر وسهولة. كما أنّه بإمكان الفرد أن يستخدم هذه الطريقة في تحليل تفكير المتحدثين أمامه بناءاً على نوع القبعة التي يرتدونها. والقبعات الست هي:  

 

- أوّلاً: القبعة البيضاء أو التفكير الحيادي:

عندما يرتدي الفرد هذه القبعة يحاول أن يكون موضوعياً، وأن لا يتحدث عن المشاعر والإنفعالات التي من الممكن أن تدخله في تصنيف ما (مع أو ضد). ولعل أهم الأمور التي يتسم بها أصحاب القبعة البيضاء الآتي: ·       الحياد. ·       تحري الدقة. ·       طرح الأرقام والحقائق كما هي (دون إبداء الرأي فيها). ·       التجرد من إظهار العواطف أو إبداء الرأي. ·       الإهتمام بالوقائع والأرقام والإحصاءات. ·       الموضوعية. ·       الاهتمام بطرح الأسئلة المحددة للحصول على المعلومات أو الحقائق مثل: كم القيمة؟ عدد المرات؟ كم يستغرق من الوقت؟ ضرورة التفرقة بين الحقيقة والإحتمال. ضرورة التفرقة بين الحقيقة والعقيدة. ·       الإهتمام بالإجابات المباشرة على الأسئلة. ·       التمييز بين درجة الصحة في كل رأي يتم طرحه. ·       الإنصات والإستماع الجيِّد للرأي الآخر. ·       إستخدام المعلومات التي تم الحصول عليها عند بداية الجلسة أو الإجتماع.   - ثانياً: القبعة الحمراء أو التفكير العاطفي: عندما يرتدي الفرد هذه القبعة فإنّه يعد من المشاعر والعواطف البديهية، ويستبعد المنطق والمبررات، ويعطي أهمية أكبر لمشاعره، وهذه القبعة عكس التفكير الحيادي القائم على الموضوعية وذلك لأنّها تركز على العواطف والمشاعر غير الواعية، كما تقوم على الحدس من حيث الرؤية المفاجئة لموقف معيّن. ويركز أصحاب هذه القبعة على الأمور الآتية: ·       السرور. ·       الغيرة. ·       الغضب. ·       الحب. ·       الشك. ·       الإشمئزاز... إلخ. ·       الإهتمام بالمشاعر وفقط دون الحقائق أو المعلومات. ·       رفض الحقائق أو الآراء دون مبرر عقلي. ·       إنّ الرفض يكون متكأ وفقط على المشاعر والإنفعالات. ·       أصحاب هذا النوع من التفكير يتميزون بالتميز وخاصة في الجانب الإنساني غير العقلاني. ·       حاول أن تجعل الآخر يرتديها عندما تريد معرفة حقيقة مشاعره نحو هذا الأمر ماذا نفعل أو ما هي مشاعرك لو كنت أنت مكاني وكم هذا الموقف تحديداً؟ ·       قلل من إستعمالها في جلسات العمل.  

 

- ثالثاً: القبعة السوداء أو التفكير الحذر:

ولعل القضاة ومحكمي الرسائل العلمية والماجستير والدكتوراه، يرتدون مثل هذا الزي حيث يهتم أصحاب القبعة السوداء بالتقديرات السلبية وإظهار الأشياء الخاطئة، وطرح الأسئلة وتوخي التفكير بحذر وأساس هذه القبعة التفكير الناقد والمنطقي والحذر، مع التركيز على الأشياء والتفاصيل الفرعية الخاطئة. ويركز أصحاب هذه القبعات أو النوع من التفكير على: ·       نقد الآراء المطروحة وتمحيصها. ·       تحليل الآراء المطروحة. ·       الحذر من (تعميم) النتائج. ·       التركيز على المنطق وتوضيح الأسباب ومدى ترابطها. ·       التشاؤم وخاصة في الحالات غير الصحية أو التعميمات أو الإستنتاجات الخاطئة. ·       التركيز على العوائق والمشاكل. ·       التركيز على الجوانب السلبية. ·       حاول أن ترتديها حتى لا تبالغ في توقع النجاح أو تدخل إلى مغامرات دون توقع صحيح للنتائج. ·       عندما ترتديها اعترف بنقاط ضعفك، وضع خطة لكيفية التغلب على نقاط الضعف هذه. ·       استعملها مع القبعة الصفراء للتعرف على سلبيات وإيجابيات أي اقتراح أو فكرة مطروحة للمناقشة.   - رابعاً: القبعة الصفراء أو التفكير الإيجابي: وأصحاب هذا النوع من التفكير يعبرون عن التفكير البناء وهي عكس التفكير الحذر (أصحاب القبعة السوداء)، ولذا فإن أصحاب هذا النوع من التفكير يركزون على الأدوار الآتية: ·       التفاؤل. ·       الإستعداد للتجريب. ·       الإيجابية في القول والعقل. ·       التركيز على احتمالات النجاح وتقليل إحتمالات الفشل. ·       إيضاح نقاط القوة في الفكر والتركيز على النواحي الإيجابية. ·       تهوين المخاطر والعقبات (سليمة إن شاء الله). ·       إستعمال المنطق وإظهار الرأي الإيجابي. ·       يغلب على صاحبها حب الإنتاج والإنجاز والإبداع. ·       حاول ارتداء القبعة الصفراء قبل وبعد القبعة السوداء عند مناقشة أي موضوع. ·       يتحرى صاحبها عن المنافع والقيم والاحترام والخيال. ·       يستخدم صاحبها التعبيرات المركزة الآتية: -        ما هي الأهداف؟ -        ما هي البنى التحتية للفكرة؟ -        ما المنتفع؟ -        ما هي طرق وأدوات المساعدة؟ -        ما هي المنافع التي ستعود علينا إذا تم تنفيذ هذا المقترح؟  

 

- خامساً: القبعة الخضراء أو التفكير الإبداعي:

لعل الرمز الأخضر هنا رمزاً للتعبير عن الخروج من الأفكار القديمة والمألوفة والمتعارف عليها أي أنواع أخرى جديدة من التفكير تتسم بالإبداع والجدة وعدم المألوفية، ويتم ذلك من خلال طرح بدائل متنوعة وليس الإكتفاء بفكرة أو حل واحد، ولذا فإنّ الأفكار الإبداعية تكون دائماً في حالة تجديد وتغير ومرونة وأصالة وطرح كل ما هو مبدع وجديد، ولعل اختيار اللون الأخضر – كما أشار بونو بنفسه – أي لون أو طبيعة (النبتة الصغيرة الخضراء) والتي تنمو وتكبر وتزداد رونقاً وجمالاً مع مرور الأيام والتقدم في النمو. ويركز أصحاب هذا النوع من التفكير على: ·       الحرص على الجديد من الأفكار والآراء. ·       البحث الدائم عن البدائل وعدم الركود إلى رجل واحد أو بديل واحد مهما كانت درجة اقتناعنا به. ·       استخدام طرق متنوعة في الإبداع وتجدد وسائله. ·       محاولة تطوير الأفكار الجديدة. ·       الإستعداد لتحمل المخاطر وإستكشاف الجديد. ·       عندما تستعمل هذه القبعة اتبعها بالقبعة السوداء، ثمّ القبعة الصفراء حتى تعرف سلبيات وإيجابيات الفكرة. ·       حاول أن ترتديها قبل الاختيار بين البدائل المطروحة فربما تحصل على أفكار وبدائل جديدة. ·       عندما يرتديها الشخص حاول مساعدته في (إفراز) أو إنتاج أفكار جديدة.   - سادساً: القبعة الزرقاء أو أصحاب التفكير الموجه: وهذا النوع من التفكير يعمل على تنظيم وضبط التفكير بشكلٍ عام وصاحبها يكون له نظرة شاملة، وقد شبهها (بونو) بلون السماء نظراً لشموله الذي يراه كل من ينظر إلى السماء وهو على سطح الأرض، وهذا هو التفكير الشمولي، وكذلك لون البحر الذي يرمز للإحاطة والقوة. وما يميز أصحاب هذا النوع من التفكير الآتي: ·       الترتيب ووضع خطوات التنفيذ. ·       التركيز على محور أو صلب الموضوع. ·       أن تكون المناقشات والحوارات موجهة نحو الخروج (بتوصيات) أو نتائج عملية وليست المناقشة من أجل المناقشة فقط. ·       القدرة على تمييز أصحاب القبعات الأخرى وتوجيههم فهو بمثابة القائد لتلخيص الآراء وتجميعها. ·       القدرة على التلخيص النهائي للموضوع. ·       القدرة على تقديم إقتراحات مناسبة وفعالة. ·       يجب على الشخص أن يرتدي هذه القبعة عند نهاية الحلبة وليس عند بدايتها. ·       حاول أن تميز من يرتديها وتساعده على عدم السيطرة أو التسرع في الأحكام حتى ينضج الموضوع.   - ماذا نتعلم من برنامج القبعات الست؟ إن ورش العمل لقبعات التفكير الست تسهم في جملة من الفوائد والعوائد هي: 1- جعل الناس يفكرون بشكلٍ جيِّد وفعّال. 2- تعلّم الأفراد المشاركة والتعاون. 3- إمكانية النظر إلى المشاكل بطريقة عملية علمية. 4- إمكانية فصل الحقيقة من الفكرة. 5- تساهم في كيفية اكتشاف تحويل غموض المشاكل وتشابهها إلى فرص حقيقية للنجاح. 6- النظر إلى الأفكار السلبية والإيجابية. 7- تساعد الناس على اكتساب مهارة حل المشكلات وإتخاذ القرارات. 8- تجعل الأفراد يفكرون بطريقة معيّنة ويمكنهم التحول إلى طريقة أخرى حسب نوع المشكلة والموقف. 9- تساهم هذه الطريقة في أن تجعلنا نفهم الآخرون وكيف يفكرون ولا شك أن هذا يساعد في إمكانية التعامل معهم أو تغيير اتجاهاتهم وأفكارهم. 10-                    تساعد في التفكير دون سقف أو حاجز أو خطوط حمراء، ودون خوف ولكن كيف يمكن التغلب على بعض السلبيات أثناء الحديث أو التدريب.   المصدر: كتاب (مقدمة في سيكولوجية التفكير)

ارسال التعليق

Top