• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تربية الأطفال على القراءة المفيدة

عمار كاظم

تربية الأطفال على القراءة المفيدة

ما إن يبدأ الطفل بالنمو سوف يُقدم على اللعب والمشي والجري واكتشاف البيئة التي تحيط به، وعند البدء بتطبيق أسلوب القراءة لطفلك سوف تتعزز العلاقة بينكما بشكل أكبر ولن تبقى الحياة اليومية بالنسبة لطفلك مجرد روتين ممل، حيث أنّ القراءة ستحفز النشاط العقلي لديه وتمكنه من استكشاف الأجسام والأشكال حوله بشكل أفضل، بالإضافة إلى أنّ الطفل سيعتاد على سماع صوتك بشكل محبب. والتفوق الأكاديمي هو واحد من فوائد القراءة للأطفال ما قبل سن المدرسة، فهي تحفز الاستعداد الجيد للتعلم عند التحاق الطفل بالمدرسة، ولاسيما طريقة النطق وتركيب الجمل والكلمات. كما وأنّ قراءة القصص لطفلك سوف تطلق العنان لخياله وتصور ما يتم قراءته له، وهذا ما سيفيد الطفل في استطلاع الكلمات وفهمها والتركيز في المعنى بشكل جيد فيكون قد تعلم مهارات التعبير الأساسية. عند قضاء الطفل بعض الوقت في القراءة أو الاستماع لها، سيصبح أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، ويصبح قادراً على أن يعبّر عما يجول في ذهنه باستخدام الكلمات الجديدة التي تلقاها. اكتساب مهارات التفكير المنطقي فعند القراءة يصبح طفلك قادراً على فهم المصطلحات الجديدة والمفاهيم المجردة واستخدامها في المواقف المختلفة؛ حيث يبدأ في ربط السيناريوهات الموجودة في الكتب مع ما يحدث في عالمه الذي يحيط به. التكيف مع التجارب الجديدة من خلال القصص والروايات التي يسمعها ويتلقاها، يصبح الطفل أكثر قدرة على مواجهة التجارب الجديدة المختلفة التي قد تعترضه في المستقبل. تعزيز الانضباط فعند اعتياد الطفل على تخصيص وقت معين للقراءة؛ سوف يصبح أكثر انضباطاً وتنظيماً. سوف تشكل القراءة متعة بالنسبة لطفلك واعتياده عليها يدفعه إلى تفضيلها على مشاهدة التلفاز أو اللعب بألعاب الفيديو، فتصبح عنده وسيلة ترفيه يعتمد عليها في التسلية. ولتشجيع طفلك على القراءة حتى وإن كان صغير السن، ولكن الأهم هو كيفية تحويل القراءة إلى عادة ممتعة في التعلم والانسجام معها. اقرأ للطفل بصوت عالٍ وتحدث معه عن الكلمات والجمل واشرحها وقم بإرفاقها بالصور حتى تتجسد في عقله، حاول تبادل الأفكار حول الكتاب معه، فيتعلم الطفل طريقة النطق الصحيحة للكلمات ويزيد من قوة شخصيته. إحاطة طفلك بالكتب فبإمكانك وضع بعض الكتب في غرفته أو أخذه معك إلى المكتبة كي يختار بنفسه ما يريد أن يقرأ. اجعله يراك حين تقرأ كتبك حيث سوف يقوم طفلك بتقليدك فيلجأ إلى أخذ كتاب معين وفتحه حتى وإن كان لا يعرف القراءة، لكن ذلك حافزه للتعلم. كُن صبوراً فالقراءة للطفل أمر جدير بالاهتمام، حاول قراءة النص ببطء مع شرح الكلمات المبهمة حتى يستطيع طفلك استيعاب ما تقول. أخيراً والأهم هو أن تجعل من القراءة متعة وليس واجباً، إذ لا يهم أن تقرأ لطفلك فقط، فالأهم هو كيفية القراءة له حيث لا مانع من تقليدك لشخصيات الكتاب بأصوات مختلفة ومضحكة لأنّ الأطفال يحبون ذلك. القراءة بشكل عام توسع مدارك الطفل وتزيد من ثقافته، وبقراءة الطفل سيتحفز لديه منذ الصغر حبه لهذه العادة ليصير الكتاب رفيق الطفولة الأول له ويستمر حبّه له من المهد إلى اللحد، فنحصل على جيل من القرّاء المثقفين. للقراءة منذ الصغر التأثير الأكبر على الطفل في معرفة مكارم الأخلاق وطريقة لغرس القيم ، فالأخلاق هي الطريق القويم ليبدأ عليها حياته، وبقراءة القصص التي تركز على جانب المكارم فسيمتلك الطفل الوازع الأخلاقي ليبدأ به حياته، ليتعلم منها كيفية التعامل في الحياة مع الناس وليكون فرداً صالحاً. تنمية قدرتهم على التعبيرفلن تجد قارئاً غير قادرٍ على التعبير بأريحية عن كلّ أفكاره التي تعمل في رأسه، فالقراءة خزين من المعاني والكلمات والمفردات والصيغ المنمّقة للتعبير عن مختلف الأفكار، وبالقراءة سيحصل الطفل والبالغ بعد ذلك على أفضل النتائج لينتج شخصاً قادراً على التعبير والحوار والاقناع بلغة طلقة صحيحة.

ارسال التعليق

Top