للهدية وقع خاص في النفس. لغة يحبها الجميع من دون استثناء، صغاراً كانوا أم كباراً، تعيد البهجة وتضاعف الفرحة. لا يمكن أن تمر من دون أن تترك أثراً جميلاً، وسرعان ما تخلق نوعاً من المحبة والألفة في نفس المتلقي. وبصرف النظر عن ماهيتها وقيمتها، إلا أنها تظل فاقدة بريقها وجاذبيتها ولا يكتمل المغزى والهدف منها إلا بالرداء والغلاف الذي يغطيها ويحتضنها لتكتمل روح المفاجأة.
فكرة تغليف الهدايا بطريقة مبتكرة جذابة وأنيقة وغير تقليدية تعد إبداعاً وفناً من فنون الإتيكيت، الذي تنطوي عليه خاصية تقديم وعرض الهدية بأسلوب راقٍ. عن هذا الفن تتحدث كارين التي تعمل في محل لتغليف الهدايا، تقول: "إنّ عملية تغليف الهدية لا تقل قيمة عن الهدية ذاتها، إنما أحياناً تفوقها قيمة وجمالاً، فلا أنصح أبداً، بأن تقدم الهدية كما هي في أكياس المتجر التي تم شراؤها منه، فقد يعكس ذلك عدم الاهتمام وعدم المبالاة، ولذا على المرأة أن تترك بصمتها الخاصة على تغليف الهدية التي تقدمها وأن تتميز بها عن غيرها.
من الضروري أن يعكس التغليف طبيعة الحدث، فكل مناسبة لها لونها وشكلها، وبعض الإكسسوارات التي يمكن أن تنطق بها، بالإضافة إلى معرفة المرحلة العمرية لمتلقي الهدية وجنسه، حتى تتلاءم مع طبيعة العمر، وما يميل له ويحبذه صاحب الهدية أو صاحبتها، فتغليف هدايا الأطفال يختلف عن تغليف هدايا فئة المراهقين مثلاً والكبار، وهذا ينطبق أيضاً على الجنسين، فكل مرحلة لها ألوانها وكل مناسبة لها إكسسواراتها وتصميمها". وتضيف كارين: "عندما يطلب مني تغليف هدية ما فإنني أعتمد على الألوان القوية والمبهجة والمفرحة وأهمها اللون الأحمر مع التركيز على اختيار Theme للتصميم، فتكون كل قطعة من الهدايا بتصميم مختلف، ولكنها تتبع الموضوع نفسه أو تسير على وتيرة المجموعة نفسها. ويميل التغليف إلى محاكاة شخصية المحبين والعاشقين مثلاً، بينما يأخذ تغليف هدايا الرجال طابعاً كلاسيكياً بدرجات ألوان متباينة مثل الفضي والأسود والبني. وللنساء أتجه إلى الألوان الأنثوية والرومانسية مع المزج بين الألوان". من حيث الخامات، تقول كارين: "يجب تجريب كل ما هو جديد ومبتكر واستخدام كل ما هو غريب بما يخدم أفكار التغليف، بدءاً من ورق تغليف الهدايا المزخرف والأقمشة مثل الحرير والمخمل والتول والأورجنزا. ويمكن أيضاً استخدام المواد القابلة للتدوير من أجل المحافظة على البيئة أو استخدام التغليف، الذي لا يلقى في سلة المهملات، ويمكن استخدامه مرة أخرى وحفظه كذكرى مؤرخة تبقى محفورة في الذاكرة أو محفوظة في صندوق الذكريات".
وتختم بالتأكيد على نقطة مهمة "وهي أن تغليف الهدية بالعديد من الطبقات بطريقة فنية جميلة يعطي شعوراً بالحماس لدى من يتلقاها، ويبقى تأثير الهدية وطريقة تغليفها دليلاً أكيداً على ذوق صاحبها مهما كانت بسيطة، فهي صلة حب وتواصل تجمع النفوس وتأسر القلوب".
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق