• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

تنمية ذكاء الطفل ونشاطه بالألعاب

تنمية ذكاء الطفل ونشاطه بالألعاب

لا توجد لعبة سحرية يمكن أن تحوّل الطفل إلى شخص عبقري. ولكن، يمكن اختيار بعض الألعاب التي تُوسِّع مَدارِك الطفل في كلّ مرحلة من مراحل عمره.

يُمضي الطفل المولود حديثاً، وحتى سن الثلاثة أشهر، كلّ وقته في الأكل والنوم والقيام ببعض الحركات البسيطة. لكنه، في الوقت نفسه، يبدأ في التواصل مع المحيطين به عن طريق اللمس والسمع والشم. لذا، يمكن للأُم في هذه المرحلة إدخال بعض الألعاب التي يمكن غسلها في حياة الطفل. هذا إلى جانب الأمور الأخرى التي تقوم بها، مثل الغناء والهدهدة، اللذين يساعدان على تنمية وتطوير حواسه.

وبما أنّ الطفل لا يستطيع أن يتحرك إلّا قليلاً في هذه السن. لذا فهو يحاول اكتشاف ومعرفة الأشخاص من حوله، على الرغم من أنّ نظره يكون ضعيفاً. وللمساعَدة على تقوية عضلات العين، يمكن تقريب مرآة غير قابلة للكسر، على شكل لعبة من وجه الطفل، والقيام ببعض الحركات والإيماءات التي تحفز الطفل إلى التحديق ومتابعة الحركات.

من الألعاب الأخرى المفيدة في هذه السن، الألعاب ذات الألوان المتضاربة. فهي لا تثير انتباهه فقط، بل تُحسِّن من حركته أيضاً، فيأخذ في الرفس برجليه، ورفع يديه إلى الأعلى، محاولاً الوصول إليها والإمساك بها. لذا، عند شراء مثل هذه الألعاب، إختاروا تلك التي تجمَع بين اللونين الأبيض والأسود، وألوان أخرى زاهية، والمصنوعة من أقمشة مخملية ناعمة.

في سن ثلاثة إلى ستة شهور، يبدأ نظر الطفل في التحسُّن، بالتالي تتحسن قدراته على التركيز ومتابعة الأشياء بعينيه إضافة إلى ذلك، فإنّه يبدأ في إصدار الأصوات أثناء اللعب. لذا يجب إختيار الألعاب التي تُعتَبر رفيقه له والتي تساعد على تقوية عضلاته. من هذه الألعاب مثلاً، تلك التي تُعلّق فوق سريره، إذ إنّه يرفع رأسه ويمد ذراعيه ليطالها، وينشغل بمحاولة متابعة التناغم بين حركة يديه وعينيه أثناء محاولة الوصول إلى هذه الألعاب. ويفضل أن تحتوي هذه الألعاب على مرآة وتكون مختلفة الألوان والأشكال، وتُصدر أصواتاً، حتى يبقى الطفل في نشاط دائم.

وبما أنّ الطفل في مثل هذه السن، يكون مفتوناً بالصور. لذا يمكن إختيار الكتب الطرية، التي يسهل حملها، وذات الألوان الزاهية، التي تضم صوراً مختلفة.

 

من الكتاب:

ولتقوية مهاراته اللغوية، اختر صورة كلب مثلاً، وكرِّر الكلمة مرات عدّة، فيبدأ هو في محاولة تكرار الكلمة من بعدك. إنّ هذه الطريقة لا تساعده فقط على تقوية مهارته اللغوية، بل تحفز عنده التواصُل الاجتماعي.

في سن ستة إلى تسعة شهور، يبدأ الطفل في استعمال يديه في كلّ شيء. فهو يحب أن يصفق بهما، أو أن يضرب الأشياء ببعضها بعضاً، أو يُمسك بالأثاث محاولاً الوقوف وحده. وعندما يصبح في عمر أربعة إلى ستة شهور، يستطيع أن يُسيطر على حركة رأسه ورقبته، وبذلك يصبح قادراً على اللعب بالألعاب الثابتة، مثلاً، تلك التي ترتفع ثمّ تهبط، أو التي تهتز أو تُصدر أصواتاً عندما يضع يده عليها. مثل هذه الألعاب تساعد الطفل على التنسيق بين حركتي العين واليد، كما أنّها تقوي عضلات قدميه أثناء محاولاته المتكررة الوقوف ثمّ الجلوس على هذه الألعاب. لذا يجب ألّا تزيد مدة اللعب بمثل هذه الألعاب على عشرين دقيقة، حتى لا يفقد الطفل توازنه أثناء محاولات الوقوف ثمّ الجلوس، فيقع.

الألعاب التي تعتمد على البناء مفيدة للأطفال في عمر ستة شهور إلى سنة، مثل المكعبات والأكواب والحلقات. في البداية يضرب القطع ببعضها بعضاً، أو يهدم ما يبنيه الآخرون، ولكن يقوم هو بنفسه بعملية البناء بشكل مُتْقَن. عندما يصبح في عمر السنة، قد تبدو هذه الألعاب بسيطة، إلّا أنها تُساعد على تطوير مهارات الطفل أثناء اللعب، كأن يبدأ في انتقاء القطعة الأكبر أوّلاً، ثمّ يبني فوقها بالقطع الأخرى بالتدريج، ثمّ يتحول إلى الألوان للقيام بعملية البناء.

من الممكن السماح للطفل باللعب بالأوعية البلاستيكية في المطبخ. فبالإضافة إلى اللهو بها أثناء انشغال الأُم، فهي تساعد على تطوير مهاراته عند اكتشافه تطابُق بعض الأوعية مع بعضها بعضاً أثناء اللعب بها.

في سن تسعة شهور إلى سنة، يصبح الطفل فضولياً وفي حركة نشاط دائمة. إذ إنّه يبدأ في دفع نفسه إلى الأعلى، ليحاول الوقوف، أو إنّه يأخذ في الزحف. لذا، فإنّ الألعاب التي تشجع على الحركة والاستكشاف، تُعتبَر هي الأفضل. منها مثلاً الأدوات الموسيقية. فالأطفال يحبون الموسيقى، حتى إنّ بعضهم يأخذ في الرقص عند سماعها. ولكن، عند شراء مثل هذه الألعاب، يجب التأكّد من صوتها، حتى لا يكون عالياً جدّاً، فيُزعج الطفل، بالتالي ينفر منها.

من الألعاب المفيدة أيضاً، ألعاب الحركة، مثل تلك التي يدفعها الطفل بيديه، ويسير خلفها. فهي تساعده كثيراً عند البدء في خطوته الأُولى. كل ما هو مطلوب هو التأكد من متانتها وثباتها على الأرض، حتى لا تؤذي الطفل أثناء دفعه لها.

الكرات من الألعاب الجيِّدة للطفل. فاللعب بها يساعده على تحسين التناغُم بين حركة اليد والعين، وعلى حفظ التوازن وتقوية العضلات. علّموه التقاط الكرة من الأرض، ثمّ إلقاءها. العبوا معه بالكرة، فعندما يكبر يصبح قادراً على اللعب بها بشكل أفضل.

ارسال التعليق

Top