• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ثلاثة مفاتيح للإقتناع بضرورة التغيير

وحيد مهدي

ثلاثة مفاتيح للإقتناع بضرورة التغيير
- الأمل: "إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة.. وإن فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة.. أمّا إذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء". غاندي إذا كنت ترغب حقاً في التغيير فإن أكبر عامل سيساعدك على ما عزمت هو الأمل، ولا أعنى بالأمل الطموح أو الأهداف، ولكني أرمى لما هو أبعد من ذلك، فما أقصده هو اليقين بأن ما هو قادم أفضل مما نحن عليه اليوم. لذلك فأنا أدعوك لأن تكون من أصدقاء الأمل ولكي تكون واحداً من هؤلاء عليك أن تعاهد نفسك على أن لا يجد اليأس أو التفكير السلبي طريقاً إلى عقلك أو قلبك أو لسانك! نعم لسانك فهو الطريق إلى العقل والقلب، أو قل هو المقياس لما يدور فيهما، فإذا تحرك لسانك بالكلام الطيب عن الغد كنت من أنصار الأمل، ولن يتوقف تأثير تمسكك بالأمل عليك فقط بل سيفتح الباب للآخرين أيضاً لينضموا إليك فيتبادل كل منكم التأثير في الآخر وتوجيهه صوب الجهة الإيجابية. فيقوى صوت الأمل ويصبح لأصحابه الكلمة العليا للتحكم في زمام الحياة ومقاليد الزمن القادم، ويكون ذلك من مآثر العصر الحديث. ولعل "أوسكار هامر شتين" يغير رأيه القائل: "لعل من مآسي العصر الحديث أن يجد اليأس كثيراً من الناطقين باسمه، على حين لا يجد الأمل شيئاً من ذلك لأن صوت الأمل ضعيف، والناطقون باسمه قليلون". ولو أردت تحقيق أكبر استفادة من قراءتك لهذا الموضوع عليك باستنشاق نسيم الأمل قبل استرسالك في قراءته. -       وصية الرسول (ص): التمسك بالأمل يعني التفاؤل وهو ما حثنا عليه الرسول (ص) بقوله: "لا عدوة ولا طيرة ويعجبني الفأل" وبشرنا أيضاً (ص) أن هناك سبعين ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب أو ذكر لنا عدداً من علاماتهم، منها: أنهم (لا يتطيرون)، أي: لا يتشائمون، وبما أنهم ليسوا من دعاة التشاؤم فمن الأجدر أن يكونوا من أهل التفاؤل. تأمل الحديث السابق وتفكر في رحمة ربنا الذي جعل التمسك بغد أفضل سبباً لدخول الجنة بلا حساب.. فحمدا لله. إنّ من مزايا الحياة بالأمل مقاطعة اليأس بل والثورة عليه، وعن ذلك يقول "انيس منصور": "الثورة الحقيقية هي الانقلاب على اليأس" إنّ الحياة تتعارض مع اليأس وتتناغم مع التفاؤل كما قال "مصطفى كامل": "لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة" فإذا كنت تريد الحياة فاستبدل ما بداخلك من يأس أو تشاؤم – ولو كان مثقال ذرة – بجرعة كبيرة من التفاؤل المتزن ولا تخش منها؛ فنفعها دائماً سيكون أكبر من ضررها وأستمع لقول "سلفادور دالى" في هذا الموضع حيث يقول: "أحياناً أشعر أنني سأموت نتيجة جرعة زائدة من الرضا والتفاؤل وأحياناً أتمنى أن يحدث ذلك بالفعل"   - هل وضعك أسوء من هيلين كيلر؟ وأنا أقول لك: اطمئن فالتفاؤل المتزن المدروس لن يقتلك ولكن التشاؤم واليأس قتلاك لا محالة، وأن لم يفتكا بك ففي أحسن الأحوال سيفيدان حركتك ويمنعانك من التغيير والتقدم، ويساهمان في توسيع الفجوة بينك وبين النجاح. إنّ الأمل هو الذي جعل من امرأة مثل "هيلين كيلر" مهمشة يرثى لحالها الناس مصابة بالعمى والصمم والخرس تتحول إلى نموذج يحتذى به في النجاح والشهرة ويحسدها الناس على ما هي فيه، بينما النجمة المشهورة "مارلين مونرو" كان يتمنى الآلاف بل الملايين أن تلوح لهم بيديها من على بعد، دفعها اليأس إلى تجاهل المتع التي تعيش فيها من أموال وأضواء وعلاقات بكبار القوم، لتنهى حياتها بيديها عن طريق الانتحار. نحن نتحدث عن الأمل الذي عاش به "نلسون مانديلا" خلف قضبان سجون جنوب أفريقيا لثمانية وعشرين عاماً حالماً بمستقبل أفضل لنفسه وبلاده، وتمر السنون، ويوماً وراء يوم يتقدم "مانديلا" في العمر ومع ذلك يكبر داخله الأمل وبينما كانت أقصى أماني المقربين منه والمحبين له أن لا يلقى حتفه داخل المعتقلات وأن يموت في منزله، فاجأهم بخروجه من السجن أكثر قوة وعزيمة عن ما كان قبل دخوله؛ مما أهله لرئاسة البلاد ليغلق صفحة العنصرية التي أدمت شعبه، ويا لها من نهاية صنعها الأمل الذي انتصر على زنازين المستعمر وقوانين العنصرية وتواطؤ القوى الدولية، وقبل كل هذا انتصر على اليأس.   - حسن الظن بالله: وإذا كنت من هواة قراءة الإحصائيات المتعلقة بالانتحار فأخبرنا كم ممن ينتحرون أو يحاولون الانتحار من مرضى السرطان أو فاقدي البصر أو من يعانون من مرض عضال؟ أنا شخصياً لا أعرف ولم أسمع أو أقرأ عن شخص واحد من هؤلاء حاول أو فكَّر في التخلص من حياته؛ لأن إيمانهم برحمة ربنا منحهم الأمل فعاشوا حياتهم وتأقلموا مع المجتمع فأفادوا واستفادوا؛ لأنّ الأمل معناه أنك تحسن الظن بالله. وفي المقابل نجد أن أغلب المنتحرين من ذوي المستويات المرموقة بعضهم يملكون مالاً أعمالاً، وبعضهم من أصحاب المناصب، والكثير منهم من أهل الشهرة، ولكنهم على الرغم من كل هذا تركوا اليأس يتمكن من عقولهم ويتحكم في مصيرهم ويقتل الأمل، فلما مات الأمل عندهم لم يعد لديهم ما يحيون من أجله وصدقت فيهم مقولة الزعيم الهندي غاندي: "إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة.. وإن فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة.. أما إذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء"   الخطوات العملية.. -       توقف عن قراءة صحف الحوادث والفضائح نهائياً. -       تحدث عن الغد الأفضل مع نفسك ومع من حولك وادفعهم لذلك. -       اقرأ قصص الناجحين لتعرف كم عانوا، لكنهم لم يفقدوا أبداً الأمل في أنّ الله قادر على تبديل الأحوال.   - نتيجة.. لا تفقد الأمل أبداً يا صديقي، فطالما امتلكت الأمل فأنت لا تزال تمتلك كل شيء.   المصدر: كتاب متعة التغيير.. كيف تغير حياتك إلى الأفضل

ارسال التعليق

Top