◄"أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم من خير وشر في السنة المقبلة تُقدر في ليلة القدر".
هكذا قال المفسرون في تفسير الآية بسورة الدخان: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان/ 4)، وقوله تعالى بسورة القدر: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر/ 4).
أفلا ينبغي للمسلمين عامة وأبناء الحركة الإسلامية خاصة أن يحرصوا كل الحرص على إحياء هذه الليلة.
إن ليلة القدر لها صفات وخصائص عدة نذكر منها:
1- فضلها: قال الله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر/ 2-3).
وقال رسولنا (ص): "من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، فقيامها يغفر الذنوب ويعدل عبادة 83 سنة وأكثر.
2- وقتها: دلنا رسولنا العظيم على أن ليلة القدر في العشر الأواخر، وأكد أنها في ليالي الوتر منها (ليالي: 21، 23، 25، 27، 29)، وأقسم الصحابي الجليل أبي بن كعب بالله إنها ليلة (27)، وحثنا رسولنا على أن نكثر فيها من قول: "اللّهمّ إنك عفو تحب العفو فاعف عنِّي"، ومن كرم الله أنها طوال الليل يقول تعالى: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر/ 5).
- الاعتكاف... والدعاء:
فلنحرص على هذه الليلة التي فيها يُحدد مستقبلنا للسنة المقبلة، ورحم الله الإمام الشهيد حسن البنا إذ يقول: "وليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، بل العشر هي من ليالي التجلي فرّوضوا فيها أنفسكم وجردوها من علائق الدنيا وأقبلوا على الله بالصلاة والمناجاة والإلحاح في الدعاء، فإنّ الله يحب الملحين في الدعاء ومن كان في فراغ فليعتكف في العشر الأواخر بالمسجد ولا يخرج إلا لحاجة ملحة فهي سنة رسول الله، وقد أخذ بها الصالحون، أما المشغول فلا أقل من أن يعتكف فيها بالليل وكان (ص) إذا أقبل العشر الأواخر من رمضان شد المئزر وقام الليل وأيقظ أهله".
فلنجتهد في أن نرفع كل ما نريد إلى الله جلّ وعلا القائل: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ) (فاطر/ 44).►
ارسال التعليق