• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

حاجتنا إلى وعي الإمام الحسين (ع) وقيمه

عمار كاظم

حاجتنا إلى وعي الإمام الحسين (ع) وقيمه

ما أحوجنا إلى الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يطال السماء شموخاً، لا سيّما انّه من النوع الإنساني «المشع» الذي يعطي النور لمن حوله وليس من النوع الآخر الذي يستغل كلّ شيء لمآربه وأحلامه. فذكر الإمام الحسين (عليه السلام) هو مفتاح لكلّ صلاح، وله القدرة السحرية على استقطاب العواطف وتحشيد الأحاسيس النبيلة التي تحتاجها البشرية في سيرها التكاملي نحو المطلق.. إذن فليس غريباً أن يصبح «حب» الإمام الحسين (عليه السلام) واجباً إنسانياً بعد أن حمل أكمل الصفات وتقلد بأسمى النعوت وقدم أفضل العطاء، وما زال شمعة كبيرة في مشكاة الوجود تبقى تتأجج وتتلألأ على مرّ الدهور، وبعد انّه – بحقّ – رجل كلّ العصور.

إنّنا اليوم بحاجة إلى وعي هادف يجعل حياتنا بعيدة عن عوامل الضعف والتوجيه، فلنتخذ من ثورة الحسين (عليه السلام) دروساً في العمل والجهاد، نحن الآن نعيش في ضعف وتأخر وتراجع واعتراف بالعدو والتسليم له. وأخذ بعضنا يجبن البعض الآخر، ويخوفه بالقوة التي يمتلكها العدو، ونسي المسلمون قول الله: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة/ 249). نسوا تلك الآية، فعقدوا الثقة في أنفسهم، وفقدوا الثقة في أصالتهم، وجذورهم التي ضربت أعماق التأريخ، فعبرت على جماجم الشهداء وآلام الجرحى والأسرى في المعارك المصيرية التي خاضها المسلمون مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الأئمة من بعده.

ارسال التعليق

Top