• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

حقيقة غزوة حُنين

عمار كاظم

حقيقة غزوة حُنين

«حُنين» منطقة قريبة من الطائف، وبما أنّ الغزوة وقعت هناك فقد سمّيت باسم المنطقة ذاتها، وقد عُبّر عنها في القرآن بـ«يوم حُنين» ولها من الأسماء ـ غزوة أوطاس، وغزوة هوازن أيضاً. أمّا تسميتها بأوطاس، فلأنّ «أوطاس» أرض قريبة من مكان الغزوة ـ وأمّا تسميتها بهوازن، فلأن إحدى القبائل التي شاركت في غزوة حُنين تُدعى بهوازن.

أمّا كيف حدثت هذه العزوة، أنّ هوازن لمّا علمت بفتح مكّة، جمع القبيلة رئيسها مالك بن عوف وقال لمن حوله: من الممكن أن يغزونا محمّد بعد فتح مكّة، فقالوا: من الأحسن أن نبدأه قبل أن يغزونا. فلما بلغ ذلك النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر المسلمين أن يتوجهوا إلى أرض هوازن.

فعقد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءَه، وسلمّه عليّاً (عليه السلام) وأمر حَمَلة الرايات الذين ساهموا في فتح مكّة أن يتوجهوا براياتهم ذاتها معه (عليه السلام)  إلى حُنين. فلما صلّى النبيّ صلاة الغداة «الصبح» بأصحابه أمر أن ينزلوا إلى حُنين، ففوجئوا بهجوم هوازن عليهم من كلِّ جانب وصوب، وأصبح المسلمون مرمى لسهامهم، ففرّت طائفة من المقاتلين جديدي الإسلام (بمكّة) من مقدّمة الجيش.

إلّا أنّ عليّاً حامل لواء النبيّ بقي يقاتل في عدّة قليلة معه، وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في (قلب) الجيش وحوله بنو هاشم، وفيهم عمّه العباس، وكانوا لا يتجاوزون تسعة أشخاص عاشرهم أيمن ابن أم أيمن.

أمر النبيّ عمّه العباس ـ وكان جهير الصوت ـ أن يصعد على تل قريب وينادي فوراً: يا معشر المهاجرين والأنصار، يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، إِلى أين تفرّون؟ هذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). فلّما سمع المسلمون صوت العباس رجعوا وقالوا: لبيّك لبيّك، إذ عادوا مسرعين وحملوا على العدوّ من كلِّ جانب حملة شديدة، وتقدّموا بأذن الله ونصره، بحيث تفرقت هوازن، والمسلمون ما زالوا يحملون عليها.

ونقرأ في نهاية هذه الحادثة التاريخية أنّ ممثلي هوازن جاءوا النبيّ وأعلنوا إسلامهم، وأبدى لهم النبيّ صفحه وحبّه، كما أسلم مالك بن عوف رئيس القبيلة، وصيره رئيس المسلمين في قبيلته.

ارسال التعليق

Top