• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

خطوات لإبعاد الطفل عن الغش

فادية عمّار

خطوات لإبعاد الطفل عن الغش
   70% من تلاميذ المدارس يحاولون ذلك في الامتحانات أكدت كافة الدراسات التربوية الحديثة على استفحال ظاهرة الغش، إذ بات الكثير من المدرسين والتربويين يشكون من تفشي هذه الظاهرة وانتشارها، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب، وإنّما تجاوزتها إلى المدارس الثانوية والجامعات. أظهرت الأبحاث انتشار ظاهرة الغش بشكل كبير خلال السنوات الخمسين الماضية، إذ كان الطلاب يغشّون في السابق من أجل التفاخر، بينما باتوا في الوقت الحاضر يغشون من أجل الحصول على درجات تؤهلهم إلى دخول الجامعات، وقد اعترف ما بين 75% إلى 98% من طلاب الجامعة بأنّهم غشّوا في امتحانات الثانوية العامة. ويعتقد الباحثون بأنّ البداية تكون في معظم الأحيان خلال مرحلة الدراسة الابتدائية، عندما يلجأ الطفل إلى الغش للفوز بالمسابقات ضد أقرانه، ويحظى بافتخار عائلته وأصدقائه. ويُحمّل خبراء علم التربية العائلة والبيئة الاجتماعية مسؤولية هذا السلوك، لسلبية الآباء في متابعة أبنائهم، وترك الإدارات المدرسية لتتحمل التربية مع التعليم، غير مدركين للخطر الحقيقي الناجم عن هذه السلبية، إلا بعد تكرار رسوب الأبناء أو انحرافهم السلوكي. ومما لا شك فيه أنّ الوسائل التكنولوجية الحديثة، مثل الحاسوب الآلي، والهواتف الجوالة وغيرها الكثير ساهمت كثيراً في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة، الأمر الذي يتطلّب مراقبة الأهل، مع الكثير من الحب والتواصل مع الآباء لمكافحة هذه الظاهرة، لاسيما مع زيادة الضغوط الدراسية في المراحل الأكاديمية المختلفة، ورغبة الطالب في الاتجاه إلى أسهل الطرق للنجاح.   - الضغوط البيئية والاجتماعية: ويقول د. مارك حياة، رئيس النزاهة الأكاديمية: "قد تندهش من وجهة نظر طفلك عند التحدث معه عن الغش، خاصة عندما يرى زميلاً له في المدرسة ينجح بامتياز عن طريق كتابة الإجابات على يده، وبالتالي يعتقد الأطفال حوله بأن ما يقوم به هذا الزميل مثير للضحك، وفي بعض الأحيان يعتبرونه جرأة وذكاء"، موضحاً أن نسبة من الغش الأكاديمي تكون في المراحل الابتدائية، لكن نقطة التحول الأساسية تكون في المراحل الإعدادية حيث يطمح الطلبة في هذه المرحلة للحصول على درجات أعلى بسهولة أكبر، ويعتقد الكثير من الأهالي أنّ الطلبة ذوي المستوى المتدني فقط هم الذين يميلون لكسر القواعد، غير أنّ الخبراء يؤكدون عدم صحة هذا الاعتقاد، حيث يؤكد د. دون ماكبي، باحث أكاديمي في مقر نيو آرك في جامعة ريتجيرز بنيوجيرسي، وجود ضغط كبير على الطلبة للحصول على درجات عالية، سواء أكان ذلك من قبل الأهل أو المعلم، لافتاً إلى أنّ الطلبة المتفوقين يكونون في العادة تحت ضغط أكبر مقارنة بزملائهم، "وما يزيد الوضع سوءاً كثافة المناهج الدراسية ابتداء من الصف الخامس، مما يضطر بعض الطلاب إلى البحث عن طرق سريعة وسهلة للحصول على الدرجات". ووفقاً للكاتبة جين بيدلي، مؤلفة كتاب "دروس للشخصية مدى الحياة"، فإنّ الضغوط الاجتماعية تعد سبباً آخر للجوء إلى الغش، حيث ينجرف الأطفال في العمر ما بين 7 و10 سنوات للأفعال الخطأ عندما يرون أنّ الجميع حولهم يقومون بها بفخر وتباه، مضيفة "ولا تقتصر الضغوط الاجتماعية على المدرسة فحسب، حيث نجد أنّ المجتمع بأكمله يقوم معظم الوقت بالتفاخر والتباهي بكسر القوانين". ويضيف خبراء التربية بالقول: "إذا كان هذا العمر هو الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بالغش، فهو في الوقت ذاته العمر الذي يستطيع فيه الأهل إبعاد الطفل عن أي فعل غير أخلاقي في المدرسة وخارجها"، مشيرين إلى بعض الخطوات البسيطة التي تساعدك على إبعاد طفلك عن الغش قبل أن يبدأ به.   - ناقشي موضوع الغش: إذا لم تفعلي هذا بعد، إذن عليك الجلوس مع طفلك والتحدث معه عن الغش، ما هو؟ ولم يعتبر فعلاً خطأ؟ يقول د. ماكبي: "على الرغم من علم العديد من الأطفال بأنّه لا يجوز نقل بحث مدرسي عن شبكة الإنترنت، كما لا يجوز نقل إجابات الآخرين خلال الامتحان، غير أنّ العديد من الناس لا يعيرون الانتباه إلى المنطقة الرمادية، مثل مشاركة أطفالهم الإجابات على الإنترنت، أو مع الزملاء خلال حلقة دراسية، أو حتى طلب المساعدة من الأشقاء الأكبر سنّاً". وينصح د. حياة الأُم بالقول: "لذلك لا تنتظري المشكلة حتى تقع لتتحدثي إلى طفلك عن الموضوع، ابحثي عن مقالة أو قصة تتعلق بالأخلاق وكيفية التعامل مع الغش، واجلسي مع طفلك لقراءتها ومناقشتها".   - تخفيف الضغط: بالطبع، لا يمكنك القيام بخفض المعايير أمام طفلك بشكل نهائي، فهو دوماً بحاجة إلى معرفة ما تتوقعينه منه، مثل النجاح في المدرسة وتحصيل الدرجات العالية، لذلك اعمدي إلى تركيز أهدافك على مدى فهم طفلك وتقبله لما يتعلمه بدلاً من طلب الدرجات العالية. وتوضح د. باقي سميث، مرشدة نفسية في مدرسة شارع بانك في مدينة نيويورك، أهمية الثناء والإشادة بالطفل عند بذله قصارى جهده، إضافة إلى تقدير جهوده في الاستماع إلى الغير والتعلم من الأخطاء السابقة، وليس فقط عند تحصيل درجة امتياز.   - علمي طفلك التخطيط بعيد المدى: عندما لا يحظى الطالب بوقتٍ كافٍ لإنهاء الواجبات المدرسية، تكبر لديه الرغبة في الغش. لذلك ساعدي طفلك في التخطيط للمشروعات الكبيرة، والتي مازال الوقت مبكراً لتسليمها، حتى لا يرجئ العمل إلى اللحظات الأخيرة، قومي بوضع جدول شهري لتحضير الواجبات والاستعداد للامتحانات. كما يمكنك سؤال طفلك، وبشكل أسبوعي، عند مدى حاجته إلى مساعدتك في تنظيم وقته، وتأكدي من كتابته لواجباته المدرسية يومياً.   - افعلي ما تطلبينه من طفلك: إذا كنتِ تقومين باختصارات أخلاقية في حياتك اليومية، مثل القتال على موقف للسيارة، الكذب فيما يتعلق بعمر طفلك لشراء تذاكر السينما، أو المراوغة أمام الصديقات حول حياتك اليومية، فمن المؤكد بأن طفلك سيتعلم أنّ الغش في بعض الأوقات أمر طبيعي يقوم به الجميع للحصول على المكاسب أو المديح. ويوضح د. حياة أن تصرفات الأطفال الأخلاقية الإيجابية والسلبية مكتسبة، فهم يتعلمون التعامل في حياتهم اليومية وفقاً لتصرفات الراشدين في حياتهم مثل المعلمين والمدربين، والأكثر أهمية: الوالدين.   - ماذا تفعلين عندما يُضبط طفلك وهو يغش؟ أكد تقرير عن الأكاديمية الأمريكية للتعليم أن أساليب التنشئة الحديثة تتراوح بين تدليل الأطفال الزائد والحماية المفرطة، وبين التسلط والتقليل من شأن الطفل. ويلفت التقرير إلى أنّ المدرسة تلعب دوراً مهماً في هذا المجال، جنباً إلى جنب مع الرعاية المنزلية، حيث يتم ضرب الطفل وتأنيبه في معظم الأحيان عند التقصير، مع ترديد كلمة (أنت غبي، ولا تفهم) مما يُسهم في رسمه لصورة سلبية عن ذاته، وفقدانه للثقة بنفسه واللجوء إلى الغش للوصول إلى الصورة المثالية المنشودة من الأهل والمدرسة. ويقول د. حياة: "القليل من الأهل يتوقعون ذلك الاتصال من المدرسة: طفلك تم ضبطه وهو يغش، إذن ما الذي يتوجب عليك فعله في هذه الحالة؟".   - لا تفزعي: يقول الخبراء إنّ الغش في هذه العمر يعدّ عقبة بسيطة، فالاحتمال الأكبر أن طفلك قام بالغش عندما أتيحت له فرصة سهلة.   - ابحثي عن أصل المشكلة: خصصي نصف ساعة يومياً للجلوس مع طفلك عند عودته من المدرسة، وراقبي تصرفاته على الدوام، هل يدرس تحت ضغط كبير للحصول على الدرجات؟ هل يعاني من بعض الصعوبات أثناء دراسته؟ هل يشعر بأن مهاراته ليست كافية، أم أنّه قد قام بالغش تحت ضغط الصداقات في المدرسة؟   - ناقشي الوضع: تشكل المرّة الأولى، التي يتم فيها ضبط الغش عند الطفل، الموقف المثالي لمناقشة موضوع الغش بعواقبه مع طفلك، حيث يمكنك التأكيد له بأنّ الأمر يبدو كطريقة سريعة وسهلة للحصول على نتائج جيِّدة، غير أن عدم تمكنه من الدراسة والفهم بشكل جيِّد في هذه المرحلة، سيؤدي بطبيعة الحال إلى مواجهته لمشاكل كبيرة عند بلوغ المرحلة الثانوية والجامعية.   - العقاب: أوضحي لطفلك أن تكراره لمحاولة الغش سيؤدي إلى عقاب صارم في المدرسة والبيت، وألفتي انتباهه إلى أن تكرار الغش سينتج عنه الرسوب في المادة أو الفصل المؤقت أو حتى الطرد.   - علامات تدل على أن طفلك يغش: كيف يمكنك التأكد من أن درجات طفلك مستحقة؟ ·      عندما يجلب إلى المنزل القليل من الواجبات المنزلية أو لا يجلب معه شيئاً منها أبداً. ·      حين يزعم أنّه قد أتم جميع واجباته ودراسته في المدرسة. ·      استخدام الإنترنت لنقل المعلومات الحصول عليها بسهولة أثناء أداء الواجبات، لذلك تحدثي مع طفلك، وأوضحي له الفرق بين جمع المعلومات لأداء الأبحاث وبين كتابتها بشكل حرفي.

ارسال التعليق

Top