• ٢٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ذكر الله.. طريق الكمال

أ. الشيخ محمد علي التسخيري*

ذكر الله.. طريق الكمال
◄ذكر الله جل جلاله نغم المؤمنين ونداء القلوب ولهفة الفطرة الوهلى. ذكر الله: حقيقة العارفين، وزاد السائرين، وانابة المستغفرين. ذكر الله: هو العمل الأكبر، وهو خير ما يجمعون، ويعدون ويبنون. ذكر الله: حقيقة العبادة، ومخ الدعاء، ومسيرة الكمال، مسيرة كل شيء. ذكر الله: تسبيحة الكائنات، وحقيقة الوجود. إنّه الروح التي تصبغ المسيرة المؤمنة فتنتج الإطمئنان، والسير الحكيم المتوازن، والتضحية ونكران الذات الضيقة، والإنفتاح على الذات المتسعة إتساع المطلق الذي تنشد به. إنّه ينسجم تماماً مع ميول الإنسان وطموحاته ويحقق للإنسان خلال مسيرته الحضارية أعظم إشباع وأعظم ضمان في نفس الوقت من الطغيان. فلنقف قليلاً مع واقعنا الوجداني، ولنسبر تأملاتنا في الذات لنكتشف هذه الحقيقة الناصعة. إنّ الإنسان يقع موضوعاً لدراسات لا تحصى، لإختلاف الجوانب وتعددها، إلا إن أهم دراسة إنسانية – كما يبدو – هي تلك التي تتناوله ككائن إرادي متكامل.. وهي – الدراسة – تستهدف التعرف على معرفة الكمال الإنساني وسبل الوصول إليه من خلال التأمل الداخلي للوصول إلى معرفة جيدة لمتطلباته وعناصر الجذب المتوفرة في أعماقه والتي تسير به نحو الكمال، والعوامل التي تساعده في ذلك، والظروف المناسبة لمسيرة كهذه. وسواء سرنا مع النصوص التي تنتسب إلى خالق الذات لنكتشف منها حقيقة الذات وأهداف خلقتها وسبل وصولها إلى كمالها، أو تعمقنا في تأملاتنا لهذه الذات، نستجلي معالمها ونستقرئ جوانبها استقراء حضورياً شهودياً، ونحس عن كثب بطاقاتها وميولها وإرادتها ومساحاتها الفطرية، فإنّ النتيجة واحدة وان اختلفت في التفاصيل بين منهج ومنهج، ولكن الا ينبغي أن نجمع بين المنهجين؟ إنّ النصوص الإسلامية تدعو إلى إستكناه النفس بوضوح حتى إشتهر أن (من عَرَفَ نفسه فقد عَرفَ ربه) لأنّ النفس أقرب الحقائق إلى الإنسان، يعيشها واحداً، ويستقرئها متعمقاً في وجوده هو، مستذكراً قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات/ 21)، ومنتظراً الآيات الإلهية الموعودة عبر (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت/ 53). إنّه يخشى أن يغترب عن ذاته، لأنّ الاغتراب عنها يعني الانعدام الإنساني (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) (الحشر/ 19). وانّه يحب ذاته، ولا يريد أن يكون الحب أعمى، فينكفىء على هدفه وهو لا يشعر، كمن زين له سوء عمله. وانّه يريد أن ينسجم مع ميوله ونزعاته، الا انّه يراها متضاربة متناقضة حينما يطلق عقالها، فلابدّ إذن من تقييدها والسيطرة عليها وكبح جماحها. وحينئذ فمن الطبيعي له أن يعرف هذه الميول، ويكتشف درجات الجموح، وبالتالي يتوصل إلى عملية تنسيق في الاشباع، هي بين الكبت القاتل والجموح المهدم، وحينئذ يستطيع أيضاً أن يحقق الهدف من خلقة هذه الميول، فهي لم تخلق عبثاً. نعم ان كل ميل في الوجود الإنساني في أصله ضروري لتحقيق هدف الخلقة وهذا ما يشهد به الوجدان، وحتى الميول التي يبدو إنها سلبية الآثار هي في الواقع ومن حيث الأصل ضرورية الحصول لتحقيق الكمال المطلوب، فالميل الغضبي، وحس الإستفادة من الآخرين، وقبل ذلك حب الذات، وطلب القدرة والتسلط وغيرها، هي ظواهر في أصلها إيجابية ما لم تتحول إلى حالات جامحة. والكمال الإنساني المستهدف ليس نقطة معينة محددة رغم كون الكائن البشري محدوداً، ورغم تصور نقاط معينة للكمال في المخلوقات الأخرى. وبتعبير أدق: فقد اعتبر كمال أي موجود عبارة عما تقتضيه آخر فعليّة له، فكمال شجرة الكمثرى مثلا هو ما تقتضيه آخر فعلية لها من الانتاج النباتي، أما الإنسان فإنّ التأمل في حاله يفسح المجال للإطلاق في تصور حالاته الفعلية ومقتضياتها، فلا يمكن، أو فلنقل لا يمكننا أن نقف على حد نتصور معه آخر كمال، ونعتبر الكمالات الأخرى مقدمة لها. ومن هنا لا نجد العبارات المذكورة في النصوص الإسلامية تعين هذه الدرجة، بل نجدها تفسح المجال الواسع للإمتداد بعملية الكمال. إنّ القرآن الكريم يركز هدف الخلقة الإنساني في العبودية فيقول: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56)، في حين تركز نصوص أخرى على معرفة الله وهما أمران متلازمان إلى حد التناسب التام في المستوى، وهما مفهومان متسعان لا يقفان عند حد، فمهما قرب الإنسان من ربه انفتحت أمامه آفاق ارحب من القرب الإلهي فهو يكدح إذن دائماً للوصول إلى ربه، وتحقيق لقائه الكريم، ويبقى الرب لا محدوداً، ويبقى الكدح معه متواصلاً متواصلاً. (يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ) (الإنشقاق/ 6). وهكذا نلاحظ انّ العبودية الإنسانية لله تعالى هي سر كمال الإنسان، وانّ التصور الإسلامي بعد أن يشخص نقطة الكمال المطلق في الله تعالى يرى ان درجة العبودية كلما ارتفعت فإن ذلك يعني ارتفاع درجات الكمال بنفس المستوى. أليس الكمال هو القرب من أكمل الحقائق؟ ثمّ إن هذا القرب يتناسب طردياً مع مستوى المعرفة الإنسانية للحقيقة الكبرى. هذا وقد إحتوت الفطرة على الميول الكبرى التي تؤمّن سير الإنسان نحو هذا الهدف، فهناك الميل الذي لا يتوقف نحو المعرفة، وهناك الميل العام نحو التكامل، وهناك ميل التدين الأصيل في النفس الإنسانية، وهو ما تشهد له كل مراحل التاريخ الإنساني، وإن إختلفت التطبيقات. وإذا كانت الميول الثلاثة الكبرى الماضية، بالإضافة إلى غريزة حب الذات، قد ركزت في الفطرة لتحقيق السير المنظم نحو الهدف، فإنّ الرحمة الإلهية منحت هذه الفطرة هدايتين آخريين لتحقيق الانسجام بين هذه الميول العمياء، وهما الهداية العقلية والهداية التشريعية. أما الأولى فيسيطر بها على غرائزه، ويحد من تأثيراتها ويهذبها، كما يتخلص بها من سجن الأطر المادية، ويتعالى بها على الواقع بهدف تغييره. وأما الثانية فتعني ما اعطاه الوحي الإلهي من تعاليم تفتح السبيل أمام البصيرة، وهي بدورها تنمي العقل وتقويه، وترسم السبل التي يجب أن يسلكها العقل في مختلف المجالات، وتعطي بالتفصيل أسلوب تنظيم الميول الإنسانية واشباعها بشكل متوازن حكيم. فمجال السبق في تأثير أنماط الهداية نحو الهدف يتجلى – إذن – في وجود دوافع ذاتية نحو التكامل، ودوافع ذاتية لحفظ الفرد والنوع الإنساني إلى مدى طويل يتناسب مع عظمة هدف خلقة الإنسان، ووجود الإرادة الإنسانية، كصمام أمان، ووجود العقل الذي يستفيد من كل شيء، وكذلك العطاء التشريعي الهادي من قبل منبع محيط عالم قدير. ولنركّز الآن على ميل التدين الذي قلنا عنه انّه أصيل في حياة الإنسان.. انّه في الواقع ميل الإيمان بالمطلق، والتعبير عن هذا الإيمان بكل ما يمكن. انّه يولد مع الإنسان، ويتعاظم ويبقى يشده بشكل مبهم إلى القدرة الكبرى في الكون، لينقذه من أعظم سلبية حضارية إبتلي بها التاريخ الإنساني، وهي سلبية اللاإنتماء، وعدم الإيمان والإلحاد، الا انّ هذه السلبية المحطمة تواجه سلبية أضخم منها، وهي مشكلة الغلو في الإنتماء، يتحويل النسبي إلى مطلق، حيث يجرد الذهن البشري، المؤثر النسبي من ظروفه ويحوله إلى مطلق، وإلى إله يقف عقبة في طريق تطور الإنسان بشكل طبيعي: (لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا) (الإسراء/ 22). ويضيف "فكل محدود ونسبي إذا نسج الإنسان منه في مرحلة ما مطلقاً يرتبط به على هذا الأساس، يصبح في مرحلة رشد ذهني جديد قيداً على الذهن الذي صنعه بحكم كونه محدوداً ونسبياً". والإيمان بالله هو العلاج الأكيد، لأنّه يرفض مشكلة اللاإنتماء من جهة، كما يرفض مشكلة الغلو في الإنتماء من جهة أخرى. (يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ) (الإنشقاق/ 6). (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر/ 13). ونظام العبادات – ومنه الدعاء ومضمونه – هداية تشريعية لهذا الميل، تؤكد من جهة على عنصر الارتباط، وتنظم هذه العلاقة دونما سماح للعناصر الوهمية كي تنسج آلهة وهمية تنحرف بالإنتماء إلى الشرك، وهكذا يتم التنسيق في عمل أنواع الهداية. ميل أصيل نحو التدين ينفي مشكلة الضياع. وعقل متدبر يقود للإيمان بالواحد المطلق الخالق، ورسله المكرمين. وهداية تشريعية تنظم أسلوب إشباع هذا الميل، ليحقق هدف التكامل ويسير به متوازناً نحو الكمال المطلوب. وأجمل وأشمل ما يركز عليه نظام العبادات ذكر الله تعالى: انّه الحل الأصيل الأصيل، والإشباع الجميل الشامل، إنّه كما قلنا تسبيحة الكائنات، وترنيمة العشق الأزلي التي لا ينضب معينها، وانّه مخ العبادة، وأغنية الروح المتعبدة، تنطق به كل حقيقة في الكون الكبير. وتعجن به كل جارحة في كون الوجود الإنساني الصغير والكبير معاً، وتطهر به النفوس ويبقى مصباح الهداية في كل منعرج مظلم. انّه الحياة الحقيقية إذ يقول (ص): "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر، مثل الحي والميت". ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الهشيم. ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الفارين. انّ الإيمان بالله تعالى – من خلال ذكر الله – يتنامى في الوجود الإنساني، حتى يتحول المعقول المطلق إلى محسوس مطلق، يملأ وجود الإنسان بهجة ما بعدها بهجة، ويشد هذا الوجود الصغير إلى العالم الكبير الكبير، بل ويفنيه فيه ليصل إلى مرحلة ينسى فيها ذاته المحدودة، ويعيش مع ذاته المتسعة لكل الوجود، وميوله المنسجمة مع كل ما يريده الحبيب، حتى لينطلق نداء تلميذ رسول الله (ص) علي (ع) "إلهي كفى بي عزاً ان أكون لك عبداً، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب". إنّ المؤمن يعيش مع الله ويعيش الله معه وما ألذّ هذه المعية يقول (ص): "إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير ملئه". وعنه (ص): "إنّ الله يقول أنا مع عبدي إن هو ذكرني وتحركت بي شفتاه". إنها إذن تربية القرآن للمؤمنين كي يعيشوا مع الذكر. (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا) (آل عمران/ 41)، وفي كل حالة يكون الزاد هو ذكر الله: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً) (الأعراف/ 205). وقد قلنا إن ذكر الله تعالى يعني وصل الذات المحدودة بالحقيقة المطلقة وبالتالي توسعة الذات نفسها إلى كل ما يرضاه الحبيب الحبيب. كما أن ذكره تعالى عصمة للمرء من الانحراف. إنّه الطمأنينة الكاملة والعطاء الفياض بالأمان. (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلا الْمُصَلِّينَ) (المعارج/ 19-22). فلماذا لا يعيش الإنسان ذكر الله في كل حالة؟ يقول (ص): "من أكثر ذكر الله أحبه الله ومن ذكر الله كثيراً كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق". ويطلب إلى أصحابه أن يستعينوا بالله ليرزقهم الاجتهاد في الدعاء فيقول: "أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: قولوا اللّهمّ أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". ولكن الحقيقة الناصعة تبعد عن هذا التصور البسيط، ذلك أنّ الذكر إتصال دائم بالله، وسياحة دائمة في آفاق الله، ومسجد يتسع ليشمل الحياة كلها، بدل أن يتلخص في حيطان مسجد قديم، أو يترك المسجد لحاله، نلجأ إليه عندما يموت لنا ميت، أو نعمل على عقد قران، كلا فالحياة كلها مصلى والآفاق كلها سياحة، والعمل كله ركوع وسجود، والجهاد نفسه عبادة روحها ذكر الله، وهدفها تحقيق رضا الله، وسبيلها سبيل الله. يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (التوبة/ 111-112). ويقول تعالى: (مُحمَّدٌ رَّسُول اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ...) (الفتح/ 29). ويقول تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (هود/ 112-115). وهكذا كان سيد الخلق محمد (ص) لا يقوم ولا يجلس الا على ذكر الله، يتفرغ عند الدعاء حتى يكاد يسقط رداؤه، ويبكي حتى يبتل مصلاه من خشية الله عزّ وجلّ فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: "أفلا أكون عبداً شكوراً". وكان يدعو إلى حياة الذاكرين ومجالسهم فيقول (ص) : "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر". وفقنا الله جميعاً للقيام بحقه ونيل نوائله وفواضله وتلاوة كتابه والعمل بتعليماته واذاقنا حلاوة ذكره لتمرع به القلوب وتحيى به النفوس انّه السميع المجيب.► المصدر: مجلة رسالة التقريب

ارسال التعليق

Top