((خليط من الفصحى، والعامية الأحسائية))
مُقتطفات من كتابي الصادر.."عصا موسى وبحر ذكرياتي"
مشيت خطوات معدودة، وتوقفت في أزقة رفعتي الشمالية بالأحساء، وتنفست الصعداء..
فرأيت أهداب الأصالة في كل عين أراها تمر بجانبي..
عبر ومضات مصورة، ومنقوشة على صفحات الذكرى..
حينها تذكرت أبي حبيب (رحمه الله).
تذكرت مخبز أم أرشيد في براحة زكي بالفريج الشمالي بهفوف الأحساء.
تذكرت المرحوم العم الملا/ حسين جويد، وعذوبة صوته بجوار جبل القارة بالأحساء.
تذكرت الخالة أم أمير السالم، وتفننها في صنع قمع الورق للحب الشمسي، والدمامي بالفريج الشمالي بالهفوف.
تذكرت تكاتف الناس جميعاً في الأفراح والأتراح..
تذكرت بقالة المرحوم محمد العثمان في ساباط إسماعيل بالفريج الشمالي بالهفوف.
تذكرت العم الحاج/ أحمد السيحان ( أبو سعد) من قرية الفضول بالأحساء.
تذكرت بقالة العم المرحوم/ راضي البن صالح في دحدرانة الفريج الشمالي.
تذكرت المرحوم العم/ عبد الله بن علي الزاير، وإتقانه صنع البشت (المشلح) الحساوي.
تذكرت بيت العمار، والملا، والحرز، وسادة الهاشم، والمطوع، والسعيد في الكوت.
تذكرت صحن الهريسه، واللقيمات، والمضروبه، والجريش، والعيش الحساوي، والغليه، والممروس، والتشريبه، والساقو، والبلاليط، ومحمر السمچ، والمموش، وخبز المسح، وكبسة الكراعين، والمخلطه من بيت الخالة/ أم طلال البحراني.
تذكرت بقالة المرحوم الحاج/ علي بوعليو بالفريج الشمالي.
تذكرت العيدية، وطباعات (ملصقات) طرزان، وعلك بو لمبه، والچراقي من دكان الحبص بالقيصرية.
تذكرت العم الراحل/ الحاج موسى الصقر من قرية الشهارين في ترحيبه وكرمه.
تذكرت مسيد (مسجد) الغراريش جهة صاباط القريني في الفريج الشمالي.
تذكرت مصنع الثلج في الشارع الملكي بالهفوف.
تذكرت بقالة المرحوم/ حجي بن حسن الخير الله في الخر بالفريج الشمالي.
تذكرت لعبة سجن حرامي، والحجل، والتيل، وشط بط، والسكونه، والخطه..
تذكرت حملة المرحوم/ حسين شيبة من قرية الطرف، وبهاء شيبته.
تذكرت تجاهل المناصب في الطبخ، والمساعدة في الأعراس بغسيل الصحون، وتكسير الحطب.
تذكرت بيت سادة الحداد في العمران، وبقالة السيد/ طاهر حسن الحداد، وغرشة الميرندا.
تذكرت، وتأملت الحاضر الذي يتعلم من الماضي، والحاضر الذي يهمس للمستقبل تركد على روحك
في قوله: أنت حلم الطفل، وتحدي الشاب، وورع الشيخ، وخاتمة العمل.
تذكرت قرية المطيرفي، وكشتة الخميس، والجمعة بالقرب من مسيد العباس، ومسجد الزهرة.
تذكرت العم المرحوم/ أحمد ملائكة من المدينة المنورة في توزيعه الفل، والياسمين، والريحان على الزوار والحجاج.
تذكرت مساهمة المقصف في المرحلة الابتدائي والمتوسط.. حيث تشترك بعشرة ريالات، وتأخذ أرباحها نهاية العام الدراسي من قبل رائد الصف، أو إدارة المدرسة.
تذكرت بيت الخواهر، وزفة سيد عبد المجيد البراهيم من منصورة الأحساء.
تذكرت الدراجة الهوائية (السيكل 18) الهندية الصنع.
تذكرت شباب رفحاء، والرياض، والمنطقة الشرقية، والغربية..
تذكرت سيد مجيد المسلم، وأحمد العاشور بالقرب من مسيد الوطيه بسيايرة العمران بالأحساء.
تذكرت الريال المعدني، وهاتف العملة في مواسم الحج والعمرة، والزحام عليها.
تذكرت المرحوم العم الملا/ علي بن كاظم الفرج من القطيف، وابتسامته المشرقة.
تذكرت قبلة جدي المرحوم/ حمد علي حين أطبعها على جبينه وهو قاعد على دچة المجلس.
تذكرت دعاء المرحومة/ أم عبد الهادي البحراني ساعة ذهابنا إلـى مدرسة الجارود بكوت الأحساء.
تذكرت الودمة الحساوية في سطح مدرسة الجارود الابتدائية بالكوت، والعقاب بعدها!
تذكرت حملة الخميس (الكريمي) من قرية الحليلة بالأحساء.
تذكرت ( ديوانية بيت أهليه بن قرين في الفريج الشمالي).. حيث العم/ أحمد الجاسم يُدولب، وعمي موسى، ومحمد ولد عميه وآخرون ــ رحمهم الله ــ يحيكون في السدوه.
تذكرت العم المرحوم/ الشيخ عبد الله بن علي بو مرة وبهاء شيبته، وهو يخدم الحجاج والزوار دون مقابل، بل يُعطي صاحب الحملة أجرة ذهابه معهم، ويقول: "هذا واجبي، وتكليفي الشرعي لخدمة الناس"
تذكرت العم المرحوم/ السيد محمد الغدير (حملة الغدير) من قرية المطيرفي بالأحساء..
تذكرت رحلة الكشافة في صف رابع ابتدائي (عاد كنت لابس الجوتي من الليل، ونمت ابه أعزكم الله من الفرحة).
تذكرت حملة المرحوم الوالد/ حبيب بن موسى القرين، وخدمة الحجاج والزوار.
تذكرت العم المرحوم/ عبد الله بن علي السماعيل السيهاتي الأحسائي، ودعابته مع الصغير والكبير.
تذكرت أيام ثالث ابتدائي في مدرسة الجارود، واليوم المفتوح، والمسرحية الفكاهية، وأنشودة الذكريات:
"من بعد باب الچبره
مريتنا سوق الخضره
قل للبايع يالمجنون
حط أقشورك في الماعون
من بعد باب الچبره
ما ريتنا سوق الخضره".
تذكرت العم الحاج/ يوسف التريكي من قرية الدالوة بالأحساء، وشراكته مع الوالد ــ رحمه الله ــ في حملة الحج عام 1409هـ رفقة حملة المرحوم العم/ إبراهيم الهدبي (الحيز) من حوطة الأحساء.
تذكرت صيد الجراد المهاجر من بر قرية الطرف بالأحساء تقريباً عام 1406هـ مع المرحوم الوالد، والعم/ عيسى البريه (على قول أحد الشيبان بالفريج: جه الجراد يبي ياكل النخل كلناه).
تذكرت المرحوم العم الشيخ/ عبد الوهاب بن سعود الغريري في زهده، وبساطة عيشه.
تذكرت المرحوم العم الحاج/ حجي الديرم من جُبيل الأحساء، وحلقاته مع الشباب، وكبار السن في المدينة المنورة، ومكة المكرمة.
تذكرت ورشة أبي المرحوم/ حبيب بن موسى القرين ( ورشة التوفيق للنجارة والموبيليا بشارع النجاجير بالهفوف)، وتذكرت تلامذة الوالد الطموحين في ورشة النجارة (صادق المسلمي، عبد الهادي العبد اللطيف، حسين الغريري، منصور الخليفة وغيرهم)
تذكرت تكسير، وتقطيع السعف، والجذوع، والكرب في الأعراس.
تذكرت المرحوم السيد/ سلمان الحاجي الكبير من قرية التويثير، ولبسه للدقله، وحبه لساعة الجيب القديمة!
تذكرت الخر، وبراحة زكي، وساباط القريني والفهيد والعليو، وحوش بوعيد، والحوطه، وصكة غويدري في الفريج الشمالي بالأحساء.
تذكرت منافسة حملات الحج سابقاً في توزيع الاحرامات على الرجال، والعبايات على النساء، وكذلك المرطبات، وصابون الاستحمام... تقريباً عام 1405هـ.
تذكرت النقل الجماعي في دروازة الخميس، والجزء المخصص من الباص للعوائل للمستشفى، وباص أبو دورين في الحج والعمرة.
تذكرت مجلس العم المرحوم/ حبيب بن الشيخ سلمان العبد اللطيف الغريري بالفريج الشمالي، وكتابته للعقود، والخطابات الحكومية.
تذكرت ( البارقه، الكنديه، المربعه، الدهريز، الروزنه، الحوي، والأرسي).
تذكرت السباحة في عيون الأحساء، والقنوات (الثباره) مع المرحوم الوالد، وتجفيف الملابس على مراية سيارة الحوض/ العراوي (التويوتا).
تذكرت ديوانية النجار في الفريج الشمالي، وتجمع كبار السن هناك.
تذكرت بياع القاز (الكيروسين)، وهو يصول ويجول في الأزقة والطرقات قائلاً: (قاز.. قاز) تقريباً عام 1402هـ.
تذكرت العم/ جاسم بن محمد الجاسم، وتوزيعه اللحم على البيوت (ربع كيلو مصير لبن، كرشة غنم من سوق القصابيه بالكوت).
تذكرت أستاذنا القدير للغة العربية/ محمد المقيرن في متوسطة عمرو بن العاص بالكوت، وحفظه للطلاب ودرجاتهم، وكذلك حرص الأستاذ/ عبدالله الهديب (وكيل المدرسة) على النظام والمتابعة..
تذكرت الوجاغ، الوطاه، الحويش، الطاله، وبراحة السيد، وبيوت المتمتمي، والحاجي محمد، ودكان الصفافير لرباب الدلال، وصناعتها في فريج الكوت بالهفوف.
تذكرت أستاذنا المخلص بحق/ محمد بن علي الغريب في مدرسة الجارود الابتدائية بالكوت، وإخلاصه في تدريس الطلاب، وكذلك إيصالهم إلى بيوتهم كل يوم دون تذمر.
تذكرت زعتر مخبز الوفاء البحراني في الفاضلية، وذاك الطابور اللي اشطوله!
تذكرت محلات بن سبت، والمحيفيظ للحلاقة والحجامة، و (الحواويج) بالقيصرية بالهفوف.
تذكرت (الهواش) على التغذية المدرسية تقريباً عام 1400هـ اللي يجيبها أخوي توفيق.
تذكرت بقالة العم المرحوم/ فهد البدر، وجلسة الصباح، والخبز الحمر، وسوالف، ومزاح العمام: أحمد وحجي، حسين الجاسم، ومعتوق وعبد الله العايش الخليفة، والعم موسى بن قرين (أبو الشيخ يوسف) والعم علي القرين ( أبو جعفر) والوالد (أبو توفيق)، فرحم الله من رحل منهم، وأطال الله في عمر من تبقى.
تذكرت عيادة الدكتور/ محمود مقيد في عمارة السبيعي بكوت الهفوف، ومستوصف الحقباني بالفاضلية، والخوف من الإبره، والتوتينة (التطعيم)!
تذكرت ثياب (أبو غزالين)، والقحفيه (الطاقيه)، والزنجفره (الفانيلة) من بسطات سباط القريني بالفريج الشمالي، وبسطات سوق القيصرية بالهفوف.
تذكرت سوق دعيدع في بالهفوف.
تذكرت الودمة الحساويه في نخل المرحوم الحاج/ عبد الله الشويفعي أيام ذبح الذبايح للأفراح والأتراح.
تذكرت عمتي خاتون، وعمتي نجيبة، وعمتي بنت موسى زينب (رحمة الله عليهن).
تذكرت التجمهر عند جبل الطوب (المدفع) في شهر رمضان قبل أذان المغرب بدروازة الخباز، أو طريق المزرع بالهفوف.
تذكرت (التبديلة الرياضية التي توزع علينا مجاناً) في صف ثالث ورابع ابتدائي، وكذلك بدلات الكشافة في مدرسة الجارود بكوت الهفوف.
تذكرت الرحلات إلى دولة قطر الشقيقة، والتجارة في الرطب العُماني عام 1403هـ مع المرحوم الوالد، والعم عيسى البريه من قرية الفضول بالأحساء.
تذكرت كيسة شهادة النجاح من دكان أبو خضر بالقرب من بيوت المتمتمي في طريقنا إلى مدرسة الجارود بكوت الهفوف.
تذكرت ( العمَّاريَّات) في سوق الخميس القديم اللي بدروازة الخباز بالهفوف.
تذكرت مسؤول المقصف إبراهيم الدرويش في مدرسة الجارود بالكوت، وهو يقول لأخي توفيق: ترى أخوك عادل ما يصلح يبيع ويانا في المقصف!
قاله أخوي توفيق: ليش؟!
قال: أخوك عادل ياكل واجد (ههه)!
تذكرت مجلس الحاج/ علي النجار لخياطة البشوت في الفريج الشمالي بالهفوف.. عاد كنا نروح أنا مع أخويه الأكبر توفيق نتعلم الخياطة بأجرة أسبوعية (خمس ريالات) بس ناخذهم كل نهاية الأسبوع يوم الخميس تقريباً عام 1405هـ.
تذكرت سوق القيصرية القديمة، وريحة البخور تفوح منها والبهارت، وكأني جاي من جهة محل الحاج/ يوسف بو حسن لبيع (النعل الزبيري) الله يكرمكم، وتدخل أشوي، ويستقبلك الحاج/ حسين البقشي (أبو علي) لبيع الأقمشة: بهلا هلا بالحلو.. عاد كان ذاك اليوم فيه عطل بالماي اهناك، وقاعد يصلحه المرحوم/ الحاج محمد العبد الله بوهويد (أبو سلمان).. جهة دكان المرحوم العمدة السيد/ حسين الصالح، ومر علينا عمدتنا التالي العمدة/ محمد (أبو سعد) وقالي: أيش عندك أهنا يا صبي؟!
قلت له: جاي اخبن/ اقبن/ اخيط عباة أميه فاطمة!
قال لي: خلص من اهنه، ورح بيتكم طوالي.. قلت له: إن شاء الله!
تذكرت تجمع النجاجير مقابل ساباط القريني بالهفوف، وبسطات أعيال الأستاد، والحمضة، والهليل للمكسرات.
تذكرت عسكريم الخالة أم خليل، وأم باقر اللي على الصبار (التمر الهندي)، والشربت الأحمر، والأصفر...
تذكرت أيام الطبخ مع المرحوم الوالد حبيب في الهفوف، والمبرز، والقرى..
تذكرت ذبح الأغنام، والجمال، والأبقار، في نخل المرحوم/ عبد الله الشويفعي، وبستان المرحوم/ أحمد العثمان بالهفوف.
تذكرت شارع المدير بالهفوف، وتصليح الروادو..
تذكرت دزة (زفة) المعاريس، والأعراس، والسباحة في عين الجوهرية بقرية البطالية، وعين الخدود بالهفوف، وعين الحارة بالمبرز، وعين أم سبعة بقرية القرين...، والمزاح بالسنون، والطفو (الرماد)!
تذكرت سوق الخضره القديم.. اللي يم جبل الطوب، وخباز اليماني للخبز، والصمون الشعبي، ومحل الهران للكبة، والكليجة، والزلابية بالهفوف.
تذكرت شارع الحداديد، والفوارس، وسوق السمك، وشارع المدير، ودكان الحمرة للكراعين.
تذكرت بسطتي لبيع الصبار (التمر الهندي) في ثاني ابتدائي جدام بيتنا بالفاضلية.. عاد كانوا جيرانه في ذاك الوقت: بيت عباس بن حرز رحمه الله، وبيت راضي وأخوه عبد الله الليلي، وبيت عبد الوهاب الهودار، وبيت الزامل، وبيت السيد.
تذكرت امطوعات الفريج الشمالي بالهفوف لتعليم القرآن الكريم: شيخة الهودار، أم راضي الهودار، أم عباس القرين، أم عبد رب الرسول العلوي، نورة العلوي، مهرة العلوي، أم حمد العمر، أم عبد الله المسلم..
تذكرت جدتي أم علي أطال الله في عمرها، وتعبها ويانه، وسهرها علينا، وتشجيعها لنه، أيام الامتحانات.. رغم أنها كفيفة البصر، وإذا جينا من الامتحان تقول: ها يا عيال إن شاء الله جاوبتوا؟!
تذكرت "سكة سفر" مع أخوي توفيق، والترحل بسيارة الكابرس موديل 82 ما بين حديقة عين النجم، ومشروع حجز الرمال بقرية العمران، وجبل القارة في انتظار نتائج المرحلة الثانوية بالصحف والجرايد.
تذكرت أستاذنا/ حسين بن عبدالرحمن الخميس، وتعينه لي لرئاسة الإذاعة المدرسية عام 1408هـ - 1409هـ في مدرسة الجارود، وكانوا حبايب الإذاعة معاي: أنور بن حسن المطر، فوزي بن عبد الوهاب العمار، أحمد العبدلي (من مدينة القنفذة الساحلية على البحر الأحمر)، وكذلك باسم بن عبد الله أبو خمسين، ومحمد بن عبد الوهاب الحسن.
تذكرت مقولة أحد الأصدقاء أيام الاختبارات قبل ما يرن الجرس لدخول قاعة الامتحان يدعو بهذا الدعاء: "يا الله بمدرس عمي قلب، ومفتح أعيون"
تذكرت صباغ بيتنا في الفريج الشمالي بالنوره، وتشجيع أميه أم علي لنه، وكان أبويه وأميه أم توفيق مسافرين في الحملة للعمرة، والشباب اللي اهم احنه حابين نسوي البيت جديد لهم لو جاوا من العمرة.. المهم بدينا الصبغ، وكلما صبغنا صار الجدار أسود، ورطب، وما بينت النوره فيه!
قال أخوي توفيق: عز الله راح تعبنا ابلاش!
تالي قالت أمي أم علي: يمه العيال تعالوا ارتاحوا، وتغدوا، وتالي كملوا الصبغ..
المُخلاص قعدنا كلنه جميع على ذيك السفره الخوص، وعليها ذاك الرطب الحمر والاصفر، وكانت أميه أم علي طابخه مرق قرع على ذاك اللحم الحاشي اللي يحبه قلبك، وعيش ابيض مشخول، وعليه دهن أبو كرسي (امفور بتمر حتى تهاوشنه عليه).. عاد كنا متبطحين لأن كل شغلنا راح ابلاش، وما بين كل تعبنا، وجلسنا جلسة موب هينة.. چان أخويه رضا يدخل الحجره الوسطيه ويصوت: يا عيال يا عيال.. ولعت الحجره، ولعت الحجره!
كان يجينا الحماس، ونصبغ البيت كله حتى السطوح (كفووو والله)!
تذكرت المرحوم الحاج/ حبيب الشويفعي، والمرحوم الحاج/ حسين الشويفعي، وفرحة شهر رمضان المبارك، وتوديعه بالتطبيل.. وأحنا كلنا نركض وراهم من سكة إلى صكه..
بهاذي الأنشودة: "الوداع الوداع الوداع
يا رمضان يا شهر الصيام
ودعوه ودعوه ودعناه
يا رمضان يا شهر الصيام"
تذكرت بستان النعاثل الشرجي بالهفوف، وجدرانه الطينية، وهدمه، وتجذيب نخله من قبل شباب فريج النعاثل.
تذكرت القصابية لبيع اللحوم بالكوت بالقرب من المدرسة الأولى القديمة، وعمارة السبيعي، والبلدية القديمة.
تذكرت الدوغه، وصناعة المصاخن، والتنانير، والمباخر، وسوق الجت والخضره.
تذكرت سوق التمر القديم بالهفوف، وتذكرت تاجر التمور المحبوب والطيب المعروف بـالبيق رحمة الله عليه.
تذكرت الأعراس القديمة في الحوي، والسطح، والبراحة!
تذكرت حملة المرحوم الوالد حبيب القرين، وطبخ الربيان المجفف في طريق المدينة المنورة، أو مكة المكرمة، وباقي المشاعر المقدسة!
تذكرت الفنان الراحل يونس شلبي رحمه الله، ومسلسله الرمضاني:
"هلا بنت حلوة للغاية
يونس يرعاها بعناية"
تذكرت تعليم المطوع أول:
"ألف لا شيّله
باء نقطة من تحت
تاء نقطتين من فوق
ثاء ثلاث نقط من فوق"
تذكرت أناشيد طفولتنا:
"سيارة حمرة.. وراها ماطور
عجل عجل يا دختور..
دختور عادل.. لابس تراچي..."
تذكرت بعض مفردات لهجتنا الحساوية:
" لغيز، غلج، أصكك أطراق، اشرنقه، اصبر الساع، حزة القايله، قلعته، الرسته، اخدار، أهه عاد، منطول، امحق، احويجه، مقاقه، اشحقه، زهبه، ازعق له، مطيور، أبيداك، هبابك، أمهي يا ابنية، الناس مول، خرجه، قُبَل، خطاك السو، خطاك اللاش، ما جاك خبيث، تونيه قاعده ما تثاثيت، وشلون نباك، وعساك أهون، قدوع، ساد، يداغش، زنوغي، غبيب، دش، اقهر الباب، سايف الباب، امدروز، هيامه، اقحم الباب، غميضه، انتيفه، احبيبه، خرمس، كرفايه، عطني جغم، اشولا، اشعلام، شا الفنتق، دقبر، مطبخيه، زتت، استوى مول، ماصه، عطني سحه، شا المصبنه، يهبع، شالبجده، امعصقل.. كل هذا في صوب عاد هاذي يبيلك مترجم: "إذا شبت الزيزي احس بشخصه في اضلوعيه عنت الزحره"
تذكرت أساتذة البناء في الفريج الشمالي بالهفوف: أحمد وحسين المصرندة، محمد ويوسف الدخلان، صالح وعبد الله العايش الخليفة..
تذكرت وفاة أصدقاء الطفولة، والشباب إبراهيم بن عبد الله السالم عام 1407هـ، عبد الجليل بن عبد الله الخميس، وهاني بن عباس الحرز عام 1419هـ
تذكرت عرس خالتي أم يحيى، وعرس كاظم الطويل في حوي بيت الغريب بالفريج الشمالي.
تذكرت الطباخين في الفريج الشمالي.. صالح الخليفة، عبد اللطيف المكينة، محمد الدخلان، عبد الله الخليفة، الوالد حبيب القرين، يوسف الدخلان، حسين السالم، عبد الله الدخلان، وعيال السماعيل..
تذكرت عين البستان بجوار بيت أهليه، وسدرة الكنار (النبق) في بيت آمنة.
تذكرت نشيد التخرج من المطوع:
"الحمد لله الذي هدانا.. آمين
للدين والإسلام واجتبانا.. آمين"
تذكرت جلسات الشياب، ومزاحهم في ديوانية بيت أهليه بن قرين بالفريج الشمالي.. عمي علي (أبو محمد)، جمعة الشرجي، محمد الخليفة (أبو بدير)، صالح النجار (أبو خالد)، عمي أحمد بن موسى القرين ، حسين البشر، سلمان الغلام، حسين الدخلان (أبو محمد)، عمي موسى (أبو الشيخ يوسف)، وجاسم وأحمد الجاسم.، ومحمد ولد عميه (أبو عبد هادي) والكثير..
تذكرت نومة كبار السن بالفريج الشمالي بشهر الخير في حسينية الكبيرة، وبن قرين، وقراءة الدعاء، والقرآن الكريم..
تذكرت المرحوم/ عبد الحبيب، وخدمته في مسجد الفريج الشمالي بالهفوف.
تذكرت حملة المرحوم/ موسى الدباب، وحملة المرحوم/ محمد غواص، وحملة المرحوم/ صالح الدخيل، وحملة المرحوم/ عبد الله أبو قرين.
تذكرت مكتبة الفلاح، ومكتبة التعاون، ومكتبة السعادة بالكوت، وبسطات الدفاتر أمام القيصرية برفعة الهفوف..
تذكرت المرحوم حسين الفهيد (مُحدث) وإيمانه الراسخ.
تذكرت المرحوم/ أحمد بن حسن الخير الله، وهو يؤذن في مسجد الفريج الشمالي.
تذكرت خالتي أم سامي البن صالح، وتفننها في الطبخ في بيت عبد الله بن نصر، وكأني بالحريم اهناك.. (أميه أم علي، أميه أم سلمان، الخالة أم علي الغريري، الخالة أم صالح بن شمس، الخالة أم سعيد البن صالح رحمة الله عليهن جميعاً، وعلى أم السيد إبراهيم الغافلي في مجلس الشبان).
تذكرت الصحون، ومغاطي الجدور على مصفي القنوات ( السله/ الأريل) عباره يصفي قناة قطر، أو البحرين.. حق نشوف مسلسل شهر رمضان اليومي يعني يطلع التلفزيون قزاز حده، وصافي من أم أمه!
تذكرت غداء الخالة أم كاظم الطويل، والعيش الأبيض مع العدس واللحم.
تذكرت محل الفهيد لزينة السيارات بالشارع الملكي، وسوق الحراج، والورش للإصلاح، والسمكرة بالشارع نفسه بالهفوف.
تذكرت القرقيعان مع بنت عمي علي (أم مصطفى)، والدواره من فريج إلى فريج.
تذكرت العم المرحوم الحاج/ إبراهيم الحيز (حملة الهدبي) من حوطة العمران، وكرمه في الأحساء والحجاز.
تذكرت مناجر الفريج الشمالي بالهفوف: المرحوم الوالد حبيب، الخال ياسين البن صالح، محمد الحسين العبد اللطيف، سلمان بن حجي الناصر، المرحوم/ محمد العمر، المرحوم/ عايش الحرز، محمد علي الهودار، جابر الحرز، اعيال مسلم والمكينة، المرحوم/ ناصر أبو عيسى، المرحوم/ عبدالله السماعيل... وكان اللي يمونهم بالأخشاب والمسامير والغراء والفرميكا ذيك الأيام دكان المرحوم/ علي الجعفر أبو خضر، ومحل الحاج/ خليل بو زيد..
تذكرت ورشة العبيد، وتفننها في إصلاح الأجهزة الإلكترونية بداية شارع النجاجير (دحدرانة الفاضلية) بالهفوف.
تذكرت أهل البناء أيام لول، وكأنهم في فندق خمس نجوم.. الفجر عصيد، والضحى فول أو كباب، والغداء عيش حساوي أو أمفلق أو هريس.. وكانت أجرة استاذ البنايه 200ريال، والمساعد ،150 والعامل 100..
تذكرت المرحوم الحاج/ ناصر الشوارب، ومكافحته بالمبيدات للحشرات بالفريج الشمالي من قبل البلدية.. عاد كنا أحنه نلاحق دخان المبيد من صكة إلى سكة!
تذكرت السباحة في قنوات الري.. عين الحويرات بقرية المطيرفي، وعين الجوهرية بقرية البطالية مع الوالد، والحاج عبد الله بن علي الزاير، والحاج عبد الله النجار العبد العظيم رحمهم الله جميعاً.
تذكرت بقالة المرحوم/ أبو عباس العايش بقرية المطيرفي بجوار مسجد أبي الفضل العباس.
تذكرت بيع الطواقي، والغتر ماركة العطار في أسواق الأحساء الشعبية ( الهفوف، المبرز، الحليلة، الطرف، الجفر، القارة).
تذكرت سوق الهفوف الشعبي القديم في دروازة الخباز، والعماريات، وسوق البصل بجوار جبل الطوب سابقاً.
تذكرت قواري الفريج الشمالي ( بن قوطي، البخيتان، الخليفة، العبيد، الفهيد، القطيفي).
تذكرت المرحوم الحاج/ علي الجاسم، في وجاغ مجلس الكبيرة.
تذكرت بوفية المرحوم الحاج/ أحمد بن محمد الجاسم، بجوار استوديو الزهرة بدروازة الخميس بالهفوف.
تذكرت مقهى أمطير، والنقل الجماعي، في دروازة الخميس بالهفوف..
تذكرت فريق الوحدة، والعدالة، والأبيض، والأمل.. والتحدي في المباريات بالهفوف.
تذكرت سباحة الأعراس أيام أول في نخل حجي/ حسين الجاسم، بالشارع الملكي، وبساتين قرية الشعبة.
تذكرت قواطي النشوق، وما أدراك ما النشوق؟!
تذكرت نومة السطح تحت العريش (عاد كنا نرش السطح من المغرب عبارة يعني يبرد الجو)، وعلى رواية أميه أم علي علشان يسفسف الهوا!
تذكرت المرحوم العم/ حسين الهودار، وحرصه على نظافة الفريج الشمالي بالهفوف..
تذكرت المرحوم جدي محمد العبد اللطيف، وهو ( يثبر) للمطر في الفريج الشمالي، وكأني به حاط خيشه العيش البسمتي على راسه حماية من المطر، وفيه يده الثانية قوطي جبس ممكوك مع اسمنت لسد، وترميم الجدران المتأثرة!
تذكرت بقالة الحاج/ عبد الوهاب العلوي (أمد الله في عمره)، وضحكاته مع الأطفال.
تذكرت الحلاق اليمني (أبو أحمد)، وحلاقة التواليت بس (يعني أصلع أصلع)
تذكرت عنادل الفريج الشمالي، وجلوات الأعراس والمناسبات.. حسن اليحيى، أحمد المصرندة، عبد الله الخليفة، الوالد حبيب القرين، سلمان الناصر.
تذكرت بكاء أهالي الفريج الشمالي في وداع أهاليهم للسفر للحج والعمرة، وذهابهم مع حملة الوالد.
تذكرت المرحوم الشيخ/ عبد الأمير الدهنيم (الدهنين) من دولة قطر، وتوزيعه الكتيبات الثقافية علينا عام 1406هـ.
تذكرت المناسبات السعيدة في بيتنا.. عرس ولد عمي موسى المرحوم الشيخ/ يوسف القرين (أبو الشيخ مصطفى، والشيخ رضا)، عرس العم/ علي القرين، شبكة خالتي أم يحيى العبد اللطيف.
تذكرت لعبة أعجيل الملح، وشط بط، وضربتي القاضية بالرأس، والاختباء في بيت الخالة أم مسلم في فريج الكوت بلعبة سجن حرامي، بمساعدة صديقي حسن الحرز.
تذكرت أستاذنا العزيز/ فهد السعيد مدرب الكراتيه بنادي هجر الرياضي بالأحساء
" هجراوي رايح رايح..
هجراوي جاي..
هجراوي محمل سكر وچاي"..
تذكرت أنشودة نادي الاتفاق الرياضي تقريباً عام 1406هـ
"لوني ودمي واعروقي... اتفاقي
أحمر يا حبي وشوقي... اتفاقي
وياه وياه..
منساه منساه..
أتي أتي فاقي اتفاقي"
تذكرت أبوي إذا أراد أن يصرفني يقول:
عادل أدخل داخل، وقول لهم: إذا جاكم الحلو جودوه (كفوووو).
تذكرت الباصات الصفر مع حملة الوالد للحج، وكانت أجرة الحاج في المرسدس للحج 1800 ريال، والباص الأصفر 2500 ريال، والسوبر 3000 ريال، وصناديق العفش الملونة، والمراتب (الدواشق) الملفوفة بالحبال والشراشف المخططة.
تذكرت عصير الجميد الحساوي، والإسهال في المدينة المنورة عام 1407هـ، وأكل العنب حبة حبة!
تذكرت أزقة الحرم المكي، ودرج دحلة الجن، وشعب عامر، وشعب بني هاشم...
تذكرت تقطيع البصل، وتنظيف الرز بالمناسف، وتجهيز غدنة المعاريس من قبل النساء قبل حفل الزواج بأسبوع تقريباً!
تذكرت فرجان لول.. الكوت، الرفعة الشمالية، الرفعة الوسطى، الرفعة الجنوبية، الرقيات، البر، الفاضلية، التعاون، المزرع، النعاثل الجبلي، النعاثل الشرقي، النسيج، الصالحية.. وتبادلهم للأطعمة في شهر رمضان المبارك، وسائر الأيام ( الهريس، الجريش، المفلق، المخلطه، المضروبه، التشريبه، العيش الحساوي، العصيده....).
تذكرت قلة الماء في قرية الفضول بالأحساء عام 1403هـ، واللعب في ملعب نادي الفضل الرياضي بالفضول، وبيوت الأهالي اهناك.. البريه، السيحان، المطر، الوطيان، الأحمد، الشريط، العضب...
تذكرت تفنن أستاذنا المحبوب/ أحمد الدرويش في مدرسة الجارود بالكوت في طبخ وجبة الفطور.. (كبدة، كراعين، كرشه)!
تذكرت بيع الكبة بريال بمدرسة الجارود، وثلاث حبات لوز بريال من قبل منصور القطان (أبو نصرة) تقريباً عام 1406هـ.
تذكرت غدنة المعاريس أول، والمصليات (السجادات) المعلقة على الجدران، والمناظر، وعطر تيرروز، والدفدور!
تذكرت شرب رواديد الفريج الشمالي الحليب الممزوج ابياض البيض حتى يساعدهم على جمال وعذوبة الصوت!
تذكرت (طقطقة) مكينة شفط الماء أم هندل من عين أم خريسان بالشارع الملكي بالهفوف.
تذكرت قيصرية الحرم المكي، والنزول لشرب ماء زمزم داخل الحرم..
تذكرت تعاون أبناء الفريج الشمالي في عصر الليمون الحساوي، والشربت، والقطية في مجلس الكبيرة، وكذلك رش الماي في الصكيك عن الغبار قبل الترصيف والسفلتة!
تذكرت المنتو، واليغمش، وعربة البليلة المتجولة والطرشي، وطيور الحرم المدني، وتذكرت أسر محلة العزيات بالمدينة المنورة: الزير، ملائكة، العمري، حسون، الشريمي، لولو، المعيرفي، الفار، حريقة، البسطي، الهاجوج، حربي..
تذكرت أساتذتنا في مدرسة الجارود الابتدائية بكوت الأحساء: محمد علي الغريب، عبد العزيز البطاح، حسين الخميس (أبو لؤي)، عبد الله أبو خمسين (أبو منتصر)، إبراهيم الملحم، عبد اللطيف النعيم، فهد السعيد (أبو ياسر)، أحمد القصيمي، أحمد الملحم، عبد الحميد المحمد صالح، أحمد الدرويش، عبد الله النعيم، زكريا (الفلسطيني)، المرحوم/ محمد البغلي (أبو رمزي)، حمد بن حمد النعيم (مدير المدرسة)، أحمد المسلم (وكيل المدرسة)، سلمان المعيبد، المراسل الحنون المرحوم/ محمد الجعفري، مشرف المقصف/ إبراهيم الدرويش.
تذكرتكم جميعاً دون استثناء..
آآآآه.. الذكريات تحترق بداخلي..
ولكن.. هي مراحل جميلة بكل ما فيها من تعب، ومشقة..
لــتبقى ابتسامة الرضا على كل شيء..
فالحياة تجارب، ودروس..
ويكفيني منكم يا أحباب الحرف والكلمة..
دعوة صادقة بظهر الغيب لتعانق غيوم السماء، وحدائق الأرض..
وما زلت أتذكر كلام أبي حبيب ــ رحمه الله ـــ حيث يقول:
"ولدي عادل، ابن لك في كل مكان مسيد"
فسألته عن هذا المسجد؟!
فقال: "الذكر الطيب، والدعاء".
تذكرت
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق