التّجارة مع الله، أيّها الأحبّة، أمر سهل ويسير، والأبواب مشرّعة، هذا إذا فهمنا منطق الله، فالله لا يقبل إلا أن نخاطبه بلغة الصّدق، ولا يهمّه الظَّاهر بل الباطن، ولا يهمّه القول بل الفعل، ولا المعرفة بل التَّطبيق.
والله سبحانه وتعالى، كما يريدنا كأفراد أن نرفع شعار التّقوى هذا وأن نطبّقه، يريد أيضاً لمجتمعنا أن يرفع شعار التّقوى ويطبّقه، وهناك الكثير الكثير من الظّواهر السلبيّة الّتي ينبغي أن نفكّر فيها بشكل جمعيّ، والبدء يكون من ظاهرة تزايد حجم الأكل الّذي يُرمى ويذهب إلى حاويات النفايات، هذه ظاهرة ينبغي أن تستثير المهتمّين، ليتصدّوا لتقديم أفكار مدروسة حولها، في الإعلام وبين النّاس، ولا سيّما ربّات البيوت، لتصبح نسبة النّفايات من الطعام صفراً.
وتقوى المجتمعات تُعرف أيضاً من مشهد فقرائها ومساكينها وأيتامها، فإن لم يُروا يبذلون ماء الوجه ويمدّون الأيدي، فهذا يعني أنَّ المجتمع أيضاً يسير باتجاه التّقوى. والحمد لله أنَّ مجتمعنا بات يعي هذه المسألة أكثر من ذي قبل، والمبادرات الفرديّة الّتي تقبل بكلّ شوق على تفطير الأيتام والفقراء، هي سند للعمل المؤسَّساتي.
وتقوى المجتمعات تُعرف أيضاً من صلة رحم أفرادها بعضهم لبعض، ومن تواصلهم وتآزرهم.
وأخيراً، يريد الله لأمَّته أن ترفع شعار التّقوى وتطبّقه، أن تتَّقي الله فيما بينها، أن ترحم بعضها بعضاً، لتكون الأمَّة المرحومة، والأمّة المغفور لها، الأمَّة الّتي تعتصم بحبل الله ولا تتفرّق، وألا تكون الأمّة المتقاتلة، الأمّة المشتّتة، والأمّة المشرذمة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق