لتعلمَ: أنّك عندما خلقك الله تعالى لم يخلقك لتكون نسخةً كربونيّة طبق الأصل عن الآخرين، تردد أقوالهم وتعمل أعمالهم.
لهذا تجد الله تعالى قال: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود/ 118).
اختلفوا في:
- الطبائع
- الأهواء
- الأمزجة
- القُدُرات
- الميول
- القوّة
- الضعف
- الحُب
- الكُره
- العقائد.
لأنّ هذا الاختلاف سُنّةٌ ربانية يراد منها: أن يعود الناس أُمّة واحدة، يبدعُ كلّ إنسانٍ في مجالٍ أراده، وطريقٍ اختاره وانتحاه.
وهذا هو التعايش المطلوب والتكامل المرتقب، والتعاون المحبوب.
فيجب أن تفقه هذا، وتعلم علم اليقين أنّ شخصيّتك مستقلّة أنت صانعها، مختلفة عن الآخرين، وإيّاك أن تسقط في مستنقع الأنا وحبّ الذات والتقليد.
لأنّ بداية سقوطك يكون ويبدأ حينما تقلّد الآخرين، وتكون إمّعةً لهم.
وقد تحدّث بعضهم عن تجربته قائلاً:
علّمَتْني التجربة: أن أُسقط فوراً من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة.
لأنّ هذا هو التقليد والمسخ الحقيقي.
وهذا هو الانسلاخ الحقيقيُّ من الطبيعة التي يكوّنها صاحب الشخصية الحية.
وكأنّي به ذاك الإنسان الذي يلبس القناع المزيّف لا يري نفسه الشجاعة، بل يلبس لباس الزّيف والنّفاق ليُري الآخرين أنّه صاحب الشخصية الباهرة.
لهذا: نجد العظماء الذين كوّنوا شخصيتهم، أصحاب القوة والقدرة على خلق المعجزات في ذواتهم.
فإياكم أحبتي أن تئِدوا مواهبكم، وتقتلوا إرادتكم، وأن تلغوا شخصيتكم، بل كونوا متفرِّدين ومتميِّزين بما وهبكم الله به، وطوّروا من شخصيّتكم لتمتلكوا قلوب الآخرين.
مفتاحك:
إنّ التواصل مع الآخرين يُنضجُ الأفكار في فرن الدِّماغ، مما يزيد في ثراء رصيدك المعرفي، مما يؤدّي بأن يفتح لك أبواباً مشرّعة للتواصل والعطاء، حيث لا يستطيع أحدٌ الانفراد بحياته بمعزلٍ عن الآخرين.
لهذا:
يبدو أنّ الناس كالذّرات لا تظهر قيمتها إلّا في علاقتها بغيرها.
لذا:
إذا كنتم تريدون نيل العلا، فليكن قائدكم في ذلك التواصل وإجادة مهاراته.
التحفيز:
الأشخاص المتحفِّزون:
لديهم رسالةٌ قويةٌ يعيشون من أجلها، ولهم أهدافٌ يعملون لتحقيقها، وأحلامٌ يسعون لتنفيذها على أرض الواقع، وآمال تلوح في الأفق بأنّهم يستطيعون جعل العالم مكاناً أفضل لتحقيق السلام والاستمتاع بالحياة. ►
المصدر: كتاب إصنع حياتك
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق