• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

علي الأكبر (عليه السلام).. متفرد بالسمات الجليلة

عمار كاظم

علي الأكبر (عليه السلام).. متفرد بالسمات الجليلة

وُلِد علي الأكبر (عليه السلام) في بيت يتمتع بالحضور الكامل للإيمان والتقوى بيت رحب الفكر واسع المعرفة مزدحم بالصالحين والطاهرين والذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، الذين لا يفتأون يحرصون على صيانة مبادئ رسالتهم، ويتمسكون بحرفيتها، ويرفعون ألوية العقيدة عالياً.. بيت هو العقيدة بذاتها، الأمر الذي يُفسّر دعوة الله للناس كي يحبوا ذلك البيت ويوادوه، ويحاربوا مَن يكرهه ويعادوه. السائرون على خطّ الإمام الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار علي الأكبر (عليه السلام): «لا نُبالي أن نموتَ مُحقِّينَ». والسائرون على خطّ الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار العباس (عليه السلام): «والله إن قطعتُموا يَميني انّي أُحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين»، والسائرون على خطّ الحسين (عليه السلام) هم الذين يحملون شعار القاسم بن الحسن (عليهما السلام): «الموتُ فيك يا عَم أحلى من العسل».

الحسينيون الحقيقيون لا يعرفون الانهزام، والتراجع والتخاذل، والضعف والخور، فهم الثابتون الصامدون، الذين يملكون عُنفُوَان العقيدة، وصلابة الإيمان، وإباء المبدأ، وشموخ الموقف. أن نحمل شعار الجهاد والشهادة، وأن نكون المجاهدين الصادقين في سبيل الله، نجاهد بالكلمة، ونجاهد بالمال، ونجاهد بالروح.

وهكذا، ترعرع علي الأكبر (عليه السلام) في تلك الأوساط النظيفة، حيث قضى سني حياة صباه يدرج بين صفوة الرجال وصفوة النساء، وخيرة الفتيان والصبيان، بين شخصيات جليلة القدر وشباب يسمون نحو الكمال والعزّ والإباء. نشأ وترعرع وهو ملء العين، فتخطى الزمن وتجاوز الأيام، مضى يقضي أياماً زاهرة وليالي مباركة، وأشهراً وسنيناً خالدات، متسلقاً الدهر، يعلو فوق هامة التاريخ شخصاً فريداً في مجمل خصوصياته، وشاباً خلّاقاً في ربيع حياته، فهو ذلك الشاب البطل الذي ينفرد في مميزات جمة جليلة سامية.

ارسال التعليق

Top