• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فقد الصالحين تحزن له أفئدة المحبين

عادل صفر

فقد الصالحين تحزن له أفئدة المحبين

لم أجد سوى هذه الكلمات لأعبر بها عن فقدي لرجل صالح هو عمي والد زوجتي (الحاج المحسن كاظم عبدالحسين) طيب الله ثراه.

لعلي في هذه اللحظة أستذكر منه موقفا قبل أكثر من ثلاثون سنة حين سألت والدي أطال الله في عمره عن رجل لطالما تردد أسمه في مجالس الذكر والإيمان يدعى (حجي كاظم) فكان جوابه بفخر وإعتزاز (إنه رجل الخير والعطاء والإحسان).

تأملت قليلاً لأسترجع بعض أحاسيسي الفطرية والتي ترجح كفة والدي على الناس، فكان السؤال كيف إعتلى حجي كاظم هذه المكانة عند والدي وكان يجول في خاطري محاولة لحصر العوامل التي ساهمت برسوخ أسمه لدي الكثير من المؤمنين.

وشاء القدر أن أقترن بأصغر بناته الصالحات، فظلت كلمات والدي تحوم في دائرة الشوق ولهفه المعرفة عن شمائله الوفيرة لعبد صالح مخلص لله ولرسوله ولآل بيته عليهم السلام فوجدت فيه التواضع والزهد والورع والرياسة والخلق الرفيع.

كان يعامل الناس كأبنائه ناصحاً ومرشداً ومشجعاً للعمل الصالح، نال شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام على مدى أكثر من ربع قرن، يحترم الصغير والكبير ذو هيبة ووقار، يراعي الأطفال فيرسم الضحكة على وجوههم، تعلمت منه الكثير في قيادته وحكمته وتسامحه وجوده وكرمه.

ستبقى بينا حياً وأعمالك ما زالت شاخصة حيث كنت تأوي الأيتام وتساعد الفقراء والمحتاجين فهنيئا لك ما قدمت .

عشت طيباً ورحلت طيباً وستبقى ذكراك خالدة

رأيتك ياعمي نبراسا يشق طريق الخير في الظلمُ

رأيتك مجاهداً نحو العُلى فبلغت العُلى والعلمُ

لم أخدع فيك بعمل ترتجي منه وجهه الله والقيمُ

ولدت يتيماً فحملت على كاهلك صالح العمل فأشهد لك بالقسمُ

اللهم طيب ثراه واكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه

اللهم نور مرقده وعطر مشهده وطيب مضجعه

اللهم إجعل قبره روضة من رياض الجنة

ارسال التعليق

Top