◄تعد فرق العمل إحدى أهم وسائل نجاح العملية الإدارية، ومن أبرز ملامح الإدارة الناجحة التي تحرص على الإنجاز وتحترم التخصص وتسعى إلى المزيد من المشاركة بينها وبين أفراد الإدارات الأخرى.
"الفرق" على شتى أنواعها: فرق التطوير، وفرق حل المشكلات، وفرق العمل الذاتي، وهناك شواهد لا حصر لها على الفائدة التي تعود على المؤسسات التي تتبع أسلوب "الفرق" من حيث الإنتاجية، والربحية، والجودة. ويؤدي العمل داخل فريق إلى فوائد لكلٍّ من أعضاء الفريق، والمؤسسات التي يعملون فيها. والتعاون هو الفائدة الأساسية، حيث يرغب الأعضاء في العمل معاً وفي مساندة أحدهم الآخر؛ لأنّهم يتوحدون مع الفريق ويريدون له أن يكون لامعاً وناجحاً، وبذلك تقل المنافسة الفردية، حيث يريد الأعضاء ما هو أكثر من التعاون مع بعضهم من أجل مصلحة الفريق؛ لذلك فهم يشتركون مع بعضهم البعض، ويغمسون أنفسهم بإرادتهم داخل الجهود التي يبذلونها. فرق العمل.. وفوائد أخرى: فرق العمل استخدام أكثر فعالية للموارد والمواهب والقوى، والذي يقوم به الأعضاء بحرية تامة بمشاركة أعضاء آخرين بالفريق، فعندما يوجد خلل ما في معلومة محددة، أو مهارة خاصة لدى أحد الأعضاء، فهناك آخر لسد هذه الثغرة. ومن فوائد فرق العمل أيضاً: اتخاذ القرارات والحلول في وقت واحد، حيث إن كل عضو يستخلص ويقيم اختيارات أكثر مما يستطيع أن يقوم به فرد واحد. هل يقلّ بذلك الوقت المطلوب لإنجاز العمل؟ طبعا لأنّ الأعضاء يتخذون قراراتهم في آن واحد، وليس بالتتابع كما يحدث غالباً، وتتخذ القرارات بإجماع الأعضاء، وعادة ما تكون أفضل من قرار منفرد، حتى وإن جاء به أكثر أعضاء الفريق تألُّقاً. إنّ من يملكون المسؤولية عن القرارات والحلول يشعرون بالتبعية بالتزامهم بتنفيذ تلك القرارات والحلول بنجاح أعضاء الفريق الآخرون، ويشعرون أيضاً بالتزام قوي نحو الفريق وبالرغبة في عدم خذلانه. والفائدة الأخيرة هي: الجودة، حيث يوجد الاهتمام بتحقيق الجودة والدقة؛ لأنّ العاملين يشعرون أنهم جزء من نشاط الفريق، ويرغبون أن يظهر فريقهم بصورة جيدة قدر الإمكان، بالإضافة إلى ذلك يطمئن أعضاء الفريق إلى حصول كل واحد منهم على حاجته من الفريق لإنجاز أفضل عمل ممكن، وذلك نتيجة تعاون الأعضاء مع بعضهم البعض. وبصفة عامة يتفق الخبراء على أن استخدام "الفريق" ينتج عنه الفوائد التالية: - تحسن في أساليب العمل. - زيادة المرونة. - تحسن في السلامة في بيئة العمل. - تحسن في الجودة والخدمة. - تقليل عدد العاملين في الخدمات المساندة والإشراف. - تقليل نسبة الشكاوى. - تحسن مهارة اتخاذ القرار. - ارتفاع ملحوظ في المهارات. وحتى ينجح الفريق لابدّ أن تكون أهدافه واضحة لجميع أعضائه، فهو بمثابة محطة توليد للطاقات الكامنة. وتبنى فرق العمل لمزايا عدة منها: 1- الاستفادة من المواهب المتعددة للأفراد. 2- زيادة الاتصال بين الأعضاء. 3- تنمية الشعور بالاتحاد والصداقة. 4- إيجاد جو من التعاون لزيادة الإنتاج. 5- الوصول إلى حلول جماعية. 6- تخفيف الأعباء وتوزيع الأدوار. 7- تبادل المعلومات والتجارب. 8- الفاعلية في حل المشكلات لتوفر الخبرة. 9- تحقيق التوازن بين إنتاجية الفرد واحتياجات الأعضاء. 10- تقديم أحدث وأدق المعلومات. 11- إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل مسؤولية تنفيذه. وهنا يجب التوقف للتذكير بنقطة، وهي أن نجاح الفريق هو نجاح يرتبط بكل عضو من أعضائه، وفشله هو فشل لكل عضو أيضاً. مضار فرق العمل: لكن هذه الفوائد التي تجنيها الإدارة من تكوين فريق العمل لها ثمن، فالمؤسسات التي تنتهج أسلوب "الفريق" قد تجد نفسها على المدى القصير وقد زادت الرواتب فيها، وارتفعت تكاليف التدريب، واستغرق الوقت في الاجتماعات، ولذلك فهناك بعض المخاوف من الأضرار التي قد يسببها أسلوب فريق العمل، ومنها: 1- قد تكون مضيعة للوقت، وقد لا تدع وقتاً للأعضاء لأداء العمل الروتيني اليومي. 2- قد تخرج أحياناً عن السيطرة وتبدو عليها مظاهر الفوضى وعدم الانضباط. 3- قد تسبب خلطاً بين عمل عضو الفريق اليومي وعمله مع الفريق. 4- تحتاج وقتاً طويلاً حتى تحقق نتائج ملموسة.► *مدرب ومستشار إداري المصدر: كتاب متعة العمل معاً.. (دروس في العمل الجماعي)مقالات ذات صلة
ارسال التعليق