• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

في ذكرى اليوم العالمي للتعاونيات.. أهميّة وأهداف

عمار كاظم

في ذكرى اليوم العالمي للتعاونيات.. أهميّة وأهداف

في الوقت الذي يزيد فيه التفاوت في الدخل في جميع أنحاء العالم، من المهم أن نتذكّر أنّ هناك حلولاً لذلك التفاوت. والنموذج التعاوني هو في المقام الأوّل من بين النماذج التي تشتمل على جوانب التنمية المستدامة في جوهرها، فضلاً عن كونه قائماً على القيم والمبادئ الأخلاقية. واليوم الدولي للتعاونيات هو احتفال سنوي بالحركة التعاونية يُقام في الأوّل من شهر تموز منذ عام 1923م. وشرّعت الأُمم المتحدة بالتعاون مع التحالف الدولي التعاوني بالاحتفال بهذا اليوم ابتداء من عام 1995م، حيث أنشأت لجنة مختصة بتعزيز مفهوم التعاونيات والنهوض بمؤسّساتها، وتعمل في إطار شراكة بين أطراف مصلحة متعدّدين من مؤسّسات عامّة وخاصّة عالمية لدعم المؤسّسات التعاونية التي ترتكز على الناس ومفهوم الاكتفاء الذاتي بوصفهما عاملان مهمان من عوامل التنمية المستدامة.. ولذا، فالهدف من هذا الاحتفال السنوي هو إذكاء الوعي بالتعاونيات، وتوكيد ذلك من خلال إبراز مساهماتها في حلِّ المشاكل، ولتعزيز الشراكات وتوسيعها بين أطراف الحركة التعاونية الدولية والجهات الفاعلة الأُخرى.

يُعرف للتعاونيات أهميّتها بوصفها رابطات ومؤسّسات، يستطيع المواطنون من خلالها تحسين حياتهم فعلاً، فيما يساهمون في النهوض بمجتمعهم وأُمّتهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً. وبات من المُسلَم به أنّها واحدة من الأطراف المؤثرة المتميزة والرئيسية في الشؤون الوطنية والدولية. كما بات من المُسلَم به كذلك أنّ الحركة التعاونية تتسم بقدر كبير من الديمقراطية، وبأنّها مستقلة محلياً ولكنّها متكاملة دولياً، وبأنّها شكل من أشكال تنظيم الرابطات والمؤسّسات يعتمد المواطنون أنفُسهم، من خلاله، على العون الذاتي وعلى مسؤوليتهم الذاتية في تحقيق غايات لا تشمل أهدافاً اقتصادية فحسب ولكن تشمل أيضاً أهدافاً اجتماعية وبيئية، من قبيل القضاء على الفقر، وكفالة العمالة المنتجة وتشجيع الاندماج الاجتماعي.

تتيح العضوية المفتوحة للتعاونيات إمكانية تكوين ثروة والقضاء على الفقر. وينتج ذلك عن المبدأ التعاون المتصل بالمشاركة الاقتصادية للأعضاء، حيث يسهم الأعضاء إسهاماً متساوياً ومنصفاً وديمقراطياً في التحكم برأس مال التعاونية. ولأنّ التعاونيات ترتكز على المحور الإنساني وليس المحور المادّي، فإنّها لا تعمد ولا تُسرع مسألة تكدس رأس المال، بل إنّها تعمد إلى توزيع الثروة توزيعاً عادلاً.

كما تعزز التعاونيات كذلك المساواة في خارج إطارها، حيث أنّها قائمة على فكرة المجتمع، فهي بالتالي ملتزمة بالتنمية المستدامة لمجتمعاتها في المجالات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويثبت هذا الالتزام نفسه في دعم الأنشطة المجتمعية، وتوفير المصادر المحلية للإمدادات، ممّا يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.

والمبدأ الإسلامي تفوق على كلِّ المصطلحات العالمية والمحلية والمجتمعية بأن رفع شعار التعاون في القرآن والسنّة، وما يحقّق من نتائج نفعية أن مادّية أو معنوية. حيث قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة/ 2). وقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا) (آل عمران/ 103). وقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «يد الله مع الجماعة».

ارسال التعليق

Top