• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

قبل وأثناء وبعد المقابلة الشخصية

أوسكار أدلر

قبل وأثناء وبعد المقابلة الشخصية
ليس هناك أسرار للنجاح. بل هو حصيلة الاستعداد والعمل الجاد والتعلم من العثرات. (كولين باول).   - قبل المقابلة الشخصية: تبدأ عملية البحث عن وظيفة بوضع السيرة الذاتية التي يجب أن تكون في صورة متميزة. استخدم صيغ الأفعال المناسبة والإحصائيات الواقعية. وكلما ازدادت إنجازاتك، ازداد تأهلك للحصول على الوظيفة المطلوبة. قم بإعداد سيرة ذاتية واضحة ومحكمة واعرضها على العديد من الأشخاص لمراجعتها قبل أن تقوم بإرسالها. تأكد من أنها معدة بصورة جيِّدة ومفهومة وخالية من الأخطاء. فمن الحقائق الثابتة أنّ السير الذاتية التي تحتوي على أخطاء (حتى تلك الأخطاء المطبعية البسيطة) ينتهي بها الحال إلى سلة المهملات. فأصحاب الأعمال لا يمكن أن يضيعوا أوقاتهم من أجل شخص لا يهتم كثيراً بالحصول على انطباع جيِّد من أوّل مرّة. وقد تبدو هذه الاقتراحات وكأنها نصائح أساسية هامة ولكن لن تصدق كم من السير الذاتية الخاصة بأشخاص أذكياء ومثقفين التي تمتلئ بالعديد من الأخطاء الرهيبة – وهم يعتقدون أنها على أفضل حال! ومن الأفضل عادة أن يكون لديك أكثر من سيرة ذاتية بنصوص مختلفة. فإذا كنت تبحث في أكثر من مجال (مثلاً: منظمات ربحية وغير ربحية) أو أكثر من مهنة، فمن الضروري أن تجهز سيرة ذاتية وفقاً لمتطلبات كل تصنيف على حدة، مع الاحتفاظ في كل منها بنفس الخبرات والمهارات ولكن عليك أن تعرضها بصورة مختلفة مركزاً على المعلومات ذات الصلة الوثيقة بطلب الوظيفة وتوجيه ما لديك من منافع لتتلاءم مع احتياجات جهة العمل المستهدفة. الهدف من السيرة الذاتية أن تجعلك تجتاز المراحل الأولية من الفحص والاختيار وأن تقترب من الترشح للمقابلة الشخصية. وبمجرد أن تحصل على موعد بمقابلة شخصية للمرّة الأولى فهذا يعني أن سيرتك الذاتية قد أدت مهمتها على أكمل وجه – وأن باقي الإجراءات تحت تصرفك وسيطرتك. وبناء عليه فإنني أقترح أن تعرض في سيرتك الذاتية للمزايا (وهي المهارات والخبرات) بإيجاز في نقاط مرتبة ترتيباً تسلسلياً، ثمّ بعد ذلك تضع المنافع المناسبة لكل ميزة على حدة. استخدم المعلومات التي عرفتها عن الوظيفة والشركة عند كتابة الخطاب المرفق بالسيرة الذاتية. وبمجرد تحديد نص السيرة الذاتية التي سوف ترسلها، اكتب الخطاب المرفق بالسيرة الذاتية وفقاً لها موضحاً به المزايا والمنافع المرتبطة بالوظيفة. وهذا الخطاب يعد في الغالب فرصتك الأولى لكي تركز على المنافع المهمة وبالتالي تتفوق على الآخرين.   - أهمية البحث والتقصي عن الشركة المعنية بالمقابلة الشخصية: إذا كنت تعرف أنك لا تعرف فهذا في حد ذاته معرفة. وعندما تدرك أنك لا تعرف كل شيء عن الشركة عليك القيام بالتالي: ·        قم بإجراء البحث والتقصي اللازم عن الشركة قبل المقابلة الشخصية. ·        تدرب على الإنصات الجيِّد. ·        اطرح الأسئلة الهامة. أنت تعرف أهمية إجراء البحوث عن الشركة والممتحنين الذين سوف تلتقي بهم. ولكن ما الداعي لمثل هذا البحث؟ أليس من المفروض والأولى أن يعرفوا هم عنك؟ إذا كنت لا تزال على هذا الرأي، فارجع وراجع السابق وابدأ من جديد. (لن تحصل على الثمرة إذا لم تراجع السابق) ولا تتقدم للأمام إلا إذا أعدت مراجعة هذا الموضوع. يوفر لك مثل هذا البحث عن الشركة معلومات معيّنة يمكنك استغلالها للحديث عن المنافع التي تهم الشركة خلال المقابلة الشخصية. فمثلاً، إذا كنت تعلم تصنيف الشركة في مجال عملها، يمكنك أن تتناول خبراتك من منظور الحفاظ على هذا المستوى أو تطويره للأفضل. وعليك أن تثير دهشة الممتحن بما لديك من معلومات عن مهنتك، وكيف يمكنك أن تكون شخصياً مصدر عون كبير للشركة. وإذا كنت تعرف ما حققه الممتحن من نجاحات معينة، فسوف تجعله يشعر بالإطراء إذا أوضحت له ما تعرفه من هذه المعلومات كما سوف يكون بإمكانك أن تعرض خبراتك من منظور المنافع التي تتلاءم مع الاهتمامات الخاصة بالشركة. وهذا البحث يساعدك على الشعور بالثقة والتركيز في أمور محددة. فيمكنك أن تقول للممتحن مثلاً: "لقد قرأت أنك تلقيت مؤخراً جائزة ويلكس التذكارية من رابطة الإحصائيين الأميركية. ولا شك في أن هذا تكريم رائع. لقد التحقت بفرع الطلبة بالرابطة قبل تخرجي كما حضرت عدة ندوات ممتازة في لقاءات الإحصائيين العام الماضي. وعلاوة على إطلاعي على مجلة الرابطة بشكل منتظم فهذه الندوات تجعلني وثيق الصلة بأحدث المستجدات في هذا المجال". ففي هذا المثال، توضح للممتحن أنه من خلال بحثك تبين لك الجائزة التي حصل عليها. وقد ساعدتك خلفية المعلومات التي حصلت عليها على عرض معلوماتك عن الجائزة وما تمثله من قيمة كبيرة وأثنيت على الممتحن بما حققه من إنجاز وأظهرت ارتباطك بهذه المنظمة (والتي من الواضح أنها تهم الممتحن) واختتمت أقوالك بما يمكن أن تحققه من منفعة للشركة المعنية بالمقابلة الشخصية. وهذا يعد مزجاً قوياً للمزايا والمنافع والذي تم ذكره في بضعة جمل بصورة جذابة. وسوف تستمر بحوثك حتى وأنت تصعد مبنى الشركة وداخل مكتب الممتحن. انتبه لكل ما يحيط من حولك. لاحظ الأغراض والصور الشخصية والتي يمكن أن تعطيك لمحة عما يهم الممتحن. فإذا كانت الشركة ترعى مثلاً فريق رابطة الناشئين لكرة البيسبور فسوف ترى بالتأكيد لوحات تذكارية في البهو، وإذا رأيت مكتب الممتحن مزيناً بإعلانات الحفلات المسرحية، فقد اكتشفت اهتمامه بفنون الإلقاء والأدوار المسرحية. ولكن لا يجب أن تضع أي افتراضات حتى الآن، فقد تكون هذه الأغراض ملكاً لأحد الموظفين السابقين. لذا استغل مهارات الأسئلة لمزيد من التقصي والحصول على معلومات عما يهم الممتحن قبل أن تستطرد في أمور خارج السياق. فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام عبارة إيحائية مثل: "لا شك في أن لديك مجموعة مثيرة من إعلانات الحفلات المسرحية". فإذا تدارك الممتحن الموقف بقوله إنّ هذه الصور تم وضعها من قبل مصمم الديكور فقد تبين لك أنّ الممتحن لا يلقي بالاً لهذه الأمور. وبالمقابل، قد يقول لك: "شكراً إنني من أشد المعجبين بالفنون المسرحية وأقوم بجمع هذه الإعلانات منذ أن كنت صغيراً. وهذه إحدى هواياتي". لقد تبين لك الآن مدى اهتمام الممتحن بالمسرح، وقد يكون من المفيد أن تشير إلى خبراتك كممثل بالمسرح الصيفي إذا رأيت أن هذه المعلومة يمكن استغلالها لعرض المنافع المناسبة والمرتبطة بالوظيفة التي أنت بصددها. وهكذا يتبين لك أنّ البحث الذي تجريه يوفر لك إشارة مرجعية قوية تجعلك تبدع وتتفوق في طرح المنافع وثيقة الصلة بالموضوع. كما أنك بحاجة لأن تكون مرناً وتفكر بشكل فعال لتوضيح أفكارك بصورة مقنعة. ومع استغلال ما توصلت إليه من معلومات خلال بحثك سوف تثير إعجاب الممتحن ولكن عليك أن تتجنب الميل إلى الاستعراض والتباهي بالمعلومات التي جمعتها. وتأكد أنّ الإجابات "المقولبة" لن تفيدك في الحصول على الوظيفة، وما تحتاج إليه في الواقع هو عرض المنافع الصحيحة في التوقيت المناسب والتعبير عنها بشكل سليم للحصول على الوظيفة التي ترغبها.   - استغلال التكنولوجيا لمزيد من الترويج لنفسك ولمهاراتك: لقد أثّرت التكنولوجيا الحديثة في جميع جوانب عملية البحث عن الوظيفة، فأغلب الشركات الآن تفضل أن ترسل إليها سيرتك الذاتية عبر البريد الإلكتروني بدلاً من إرسال نسخة ورقية. ويمكن إرفاق مقاطع مرئية (الفيديو) إلى رسائل السير الذاتية الإلكترونية، مما يضيف بعداً جديداً لعملية البحث عن الوظيفة. لقد أصبحت المقابلات الشخصية عبر الهاتف أمراً شائعاً ومألوفاً ويتم من خلاله عملية الاختيار المبدئي. ويستخدم البريد الإلكتروني في جدولة المواعيد وتأكيد الاجتماعات وتوفير المعلومات اللازمة. وتعتبر الهواتف الخلوية والبريد الصوتي والرسائل النصية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية بما في ذلك أمورنا العملية. لا تغتر بمعرفتك بهذه الأساليب المختلفة من التكنولوجيا إلى أن تركن لحالة من السكون والهدوء الزائف، فكل تفاعل ورد فعل تجريه مع الشركة سوف يتم تقييمه خلال عملية التوظيف. ومن الأهمية أن تواصل عرض مهارات المزايا والمنافع باستخدام هذه الأساليب التكنولوجية لضمان النجاح في مهمة البحث عن الوظيفة. وطريقة الترويج لنفسك إلكترونياً يتساوى في نفس الأهمية مع الطريقة التقليدية. وإليك نصيحة حول التعامل الإلكتروني: لقد أصبح البريد الإلكتروني لكثير من الشركات من الوسائل الأساسية للتواصل الإلكتروني. فالمزايا التي يتسم بها البريد الإلكتروني من التعامل بشكل غير رسمي وبصورة فورية وهذه المزايا يمكن أن تكون لها قيمة كبيرة خلال الترتيب لإجراءات المقابلة الشخصية. ومع ذلك لا يجب أن تتهاون في استخدام هذه الوسيلة لأن رسائل البريد الإلكتروني سوف يتم تقييمها من منظور مدى المهنية والحرفية. عليك أن تختار عباراتك بدقة – وليس من المناسب استخدام طريقة الاختزال في مثل هذه الرسائل. ضع عبارات كاملة باستخدام القواعد اللغوية والتهجئة وعلامات الترقيم الصحيحة بشكل سليم – واختتم عباراتك بتوضيح المنفعة التي يمكنك أن تقدمها للشركة. وانتبه إلى أن استخدام أسلوب المزح والتهكم لا يلقى قبولاً في رسائل البريد الإلكتروني. كما لا يمكنك إبراز المعنى الذي تقصده من خلال نبرة الصوت أو الإيماءة بالرأس أو لغة العيون مثلما هو الحال بالنسبة للتخاطب وجهاً لوجه. وقد يساء فهم رسالتك المكتوبة لعدة أسباب مختلفة: ·        أنّ القارئ لم يركز كثيراً في رسالتك لأن شيئاً ما آخر يدور في الغرفة. ·        أنّ القارئ ربّما انشغل في الرد على شيء ما حدث قبل قراءة خطابك أو رسالتك عبر البريد الإلكتروني. ·        قد يتغير تفسير القارئ لرسالتك نتيجة انفعالات وجدانية ليس لك سبيل إلى معرفتها. إذا كنت قد سجلت رسالة صوتية طويلة غير مناسبة،قم بتغييرها الآن إلى رسالة أكثر احترافية بحيث تكون موجزة ومباشرة. وإذا كان عنوان بريدك الإلكتروني بإسم مستعار غير مهني مثلاً "إيتاباكيج"، عليك أن تغيره فوراً باسم آخر مناسب. ويجب أن تعرف أنّ الشركات تقوم بالبحث في الشبكة الإلكترونية عن معلومات تخص المرشحين الواعدين. وكثيراً ما يخسر الباحثون عن وظائف عروضاً مجزية بسبب نشر أمور غير لائقة على الصفحات الشخصية بالشبكة العالمية ومواقع المنتديات. وطالما أن هذه المعلومات منشورة على شبكة الإنترنت فهي ملك مشاع للجميع. عليك أن تحمي اسمك وسمعتك بالتدبر فيما تفعله أو تقوله على مواقع الشبكة العالمية. ويمكن للمدونات المهنية والمواقع الشخصية على الإنترنت والسير الذاتية المنشورة على هذه المواقع والتي يصاحبها لقطات سمعية أو مرئية أن تكون أدوات فعالة في عملية البحث عن الوظيفة المناسبة. ويمكن تحديثها بصفة مستمرة وتضع بها روابط تشير إلى الجوائز التي حصلت عليها أو المقالات التي كتبتها. تأكد من الحفاظ على أعلى مستوى من الحرفية والمهنية في مثل هذه الأمور والصيغ التقليدية في عملات التواصل. وتأكد أيضاً من إدراج المزايا والمنافع للتركيز على ما يمكنه أن تقدمه.   - يوم المقابلة.. بعض النصائح في اللحظات الأخيرة: إن أي شيء تقوم به كي يساعدك على الحد من الشعور بالتوتر قبل المقابلة الشخصية سوف يحسن من وضعك الجسماني والذهني. وفي يوم المقابلة الشخصية أو مساء ما قبل المقابلة الشخصية راجع مرة أخرى كل ما تحتاجه أو ترغب في إرفاقه. خذ قسطاً وافراً من النوم ليلاً وتناول وجبة إفطار مناسبة. وإذا كانت مقابلتك الشخصية في وقت متأخر آخر النهار، تأكد من تناول وجبة غداء صحية قبل الذهاب للمقابلة الشخصية.   - ماذا عليك إحضاره: يجب أن يكون لديك إسم الممتحن ورقم هاتفه. اكتب اسمه وتدرب على قراءته. وإذا كنت غير متأكد من طريقة نطقه، اتصل بالشركة مسبقاً واستفسر عن النطق السليم للإسم. ولأنّ الناس يحبون سماع أسمائهم، اذكر إسم الممتحن بصورة متكررة أثناء المقابلة الشخصية. كما يجب عليك إحضار حقيبة أو حافظة أوراق بها: ·        مذكرة. ·        قلمين على الأقل. ·        غلاف جلدي يحوي أي شهادات تقدير أو خطابات توصية. ·        نسخ إضافية عن سيرتك الذاتية وقائمة بالمراجع. ·        بطاقات التعريف.   - الوصول مبكراً: يجب أن تخطط للوصول مبكراً قبل الموعد المحدد للمقابلة بثلاثين دقيقة على الأقل. فهذا يساعدك على تعبئة أي نماذج أو طلبات، علاوة على استجماع أفكارك واستخدام دورة المياه. تعلم أفضل السبل للوصول إلى موقع المقابلة، واستعلم عن مواقع مواقف السيارات. وإذا كنت تستخدم المواصلات العامة، تأكد من معرفة محطة الوصول بدقة والزمن الذي سوف تستغرقه للوصول للموقع ثمّ أضف على وقت الوصول ثلاثين دقيقة على الأقل. وإذا كان ممكناً، عليك أن تتدرب على الوصول إلى الموقع قبل يوم المقابلة الشخصية، على أن تختار نفس التوقيت الذي من المتوقع أن تصل فيه إلى نفس الموقع في يوم المقابلة الشخصية وذلك للتعرف على أي ظروف أو عوائق مرورية. وإذا وصلت مبكراً في يوم المقابلة الشخصية، تأكد من اختيارك المكان المناسب واذهب إلى مكان قريب للاسترخاء أو الجلوس في سيارتك لمراجعة المعلومات التي لديك. وعند الدخول لمكان المقابلة، قدم نفسك إلى موظف الاستقبال ولاحظ اسمه، فموظف الاستقبال هو بمثابة بوابة العبور للشركة وهو في العادة يعرف كل شخص وكل صغيرة وكبيرة. وعليك أن تعطي انطباعاً جيِّداً عن نفسك. استفسر عن المكان الذي يمكنك أن تضع فيه معطفك إذا كنت ترتديه واسأل عن دورة المياه إذا كنت في حاجة إليها. وإذا تبين لك أن موظف الاستقبال ليس مشغولاً يمكنك أن تجري معه حواراً بسيطاً غير مباشر مثل: "يبدو أنه مكان عمل رائع". تأكد أن تجري الحوار مع موظف الاستقبال بصورة مهذبة وأن تشكره في الختام. عليك أن تركز اهتمامك فيما حولك أثناء الانتظار فإذا تبين أن موظف الاستقبال لديه الرغبة في الحديث، إستغل مهارات الأسئلة للتعرف على مزيد من المعلومات عن الشركة. ولكن تأكد من أنك لا تقاطعه ولا تعيقه عن أداء عمله.   - اللقاء مع الممتحن: احمل حقيبتك في يدك اليسرى حتى تستطيع أن تصافحه بسهولة بيدك اليمنى. إذا لم يذكر الممتحن اسمك أثناء التحية، قدم له نفسك عند مصافحته (أشدد على يده من دون عنف). انظر إلى الممتحن في عينيه عند السلام عليه وانتظر إلى أن يطلب منك الجلوس.   - إجراء محادثة قصيرة عابرة: وهو عبارة عن حوار بسيط غير هام، كما أنّه بمثابة ملاذ سهل لتخفيف ما تشعر به من توتر تجاه المقابلة الشخصية والحديث دون قيود. ولكن تجنب الخوض في حديث خارج عن الموضوع لأنك لا تعرف كيف سيتم تفسيره من قبل الممتحن. وربّما يكون الممتحن مشغولاً ويفضل إتمام مهمته بدلاً من إضاعة الوقت في النقاش حول الطقس أو الأحاديث الجانبية. وإذا سنحت لك الفرصة لبدء الحوار، فإن أفضل ما يجب أن تقوم به هو أن تبتسم في وجه الممتحن بلا تصنع وأن تشكره على الوقت الذي منحه إياك. حاول الحديث عن شيء ما يرتبط بالممتحن مثل موقع الشركة الرائع والمكاتب الجميلة ومشاعر المودة لدى الموظفين والعون الذي أبداه موظف الاستقبال. كن مجاملاً وأظهر اهتمامك بالشركة منذ بداية الحوار. وإذا بدأ الممتحن في محادثة عابرة، عليك أن تكون مهذباً وواصل معه الحوار على أن تستغله لصالحك. ركز اهتمامك فيما حولك وأنصت بانتباه لما يقوله الممتحن للحصول على إراشات توضح لك الأمور التي يهتم بها. تذكر أن هدفك هو الكشف عما يمكن أن تقدمه من منافع لها قيمتها بالنسبة للممتحن. فكر في علامة وهمية على مكتبه تسألك: "ماذا يمكن أن تقدمه لي؟".   - نهاية المقابلة: الانصراف: عندما تقترب المقابلة الشخصية لنهايتها، قد يتراءى لك أن تسأل: "ما هو موقفي؟" أو "ما هي الخطوة التالية؟" وكما تعلمت، فهذه الأسئلة المباشرة لن تحصل منها على إجابات واقعية. وبدلاً من ذلك فإن طرح سؤال من قبيل: "ما هي الإجراءات المتبعة؟" يمكن أن تحصل منه على معلومات قيمة ويعطيك فكرة عن شعور الممتحن تجاهك. تأكد من أن تتوقف قليلاً وتعطي الممتحن الفرصة للإجابة، مع الانتباه والتركيز بشدة. وإذا طلب منك الممتحن أن تعطيه مزيداً من المعلومات، يجب أن تعرف متى وكيف تتابع معه ذلك. ويمكن أن يختبر الممتحن مدى التزامك بتنفيذ التعليمات والوفاء بالمواعيد المحددة وذلك بأن يطلب منك مثلاً أن ترسل إليه عينة من أعمالك عبر الفاكس أو رسالة عبر البريد الإلكتروني عند الساعة العاشرة صباحاً. ويجب أن تستجيب بإرسال المعلومات المطلوبة في الوقت المحدد وبالصيغة المطلوبة. ثمّ صافحه مرّة أخرى واشكره على الوقت الذي قضاه معك. وعند هذه المرحلة، فإن كثير من الكتب الإرشادية الأخرى تقترح أن تختتم المقابلة بطرح العبارات التالية: ·        "إنني أرغب في العمل معكم". ·        "يبدو أن هذا المكان مناسب للعمل فيه". ·        "أتصور أنني سوف أسعد بالعمل هنا". غير أنني لا أتفق مع هذه المقترحات. ففي المقابلة الشخصية يكون مدير التوظيف هو العميل وأنت تمثل كلاً من رجل المبيعات والمادة المعروضة للبيع. ولتوضيح هذا الأمر، فكر كيف يمكن أن يكون رد فعلك واستجابتك في المواقف التالية: مثلاً إذا كنت تشتري سيارة وقال لك رجل المبيعات: "أنا أريد في الواقع أن أبيعك هذه السيارة"، أو إذا كان عليك أن تختار إحدى الشركات لإصلاح سقف منزلك أو إجراء بعض أعمال السباكة وقال لك الفني المختص: "أنا أريد في الواقع القيام بهذا العمل". وبالطبع فإن مثل هؤلاء الأشخاص يريدون إتمام الصفقة أو القيام بالعمل المطلوب مثلما تريد أنت الحصول على عرض العمل. ولكن ما يريدونه لا يهمك في شيء ما لا يهم الممتحن ما تريده في شيء. وفي كلا المثالين السابقين أخفق المتحدثان في إبراز ما يمكن أن يقدمانه من منافع. حتى إذا تحدثا عن الأسعار أو مدى دقة وصلابة المنتجات وخبراتهم السابقة وعملائهم السابقين إلا أنهم لم يعرضوا للمنافع التي يمكن أن يقدموها. وبالمثل فإنّ العبارات المذكورة أعلاه المقترحة في الكتب الإرشادية أو أي جمل أخرى مماثلة لا تعرض للمنافع التي تهم الممتحن. فما الذي يجب عليك قوله عند الاستئذان في الانصراف؟ عليك أن تبدأ بذكر بعض العبارات مثل: "وكما تناقشنا من قبل، فإن مهاراتي وخبراتي السابقة يمكن أن يحققوا شراكة مفيدة لكل منا". ثمّ عليك أن تذكر جزءاً محدداً من المقابلة الشخصية وتعيد التركيز على المنافع التي يمكنك أن تقدمها للشركة. ويمكن للمعلومات التي عرفت من خلالها ما يهم الممتحن أن تساعدك على أن تختتم الاجتماع بذكر المنفعة ذات الأهمية القصوى. وعند خروجك، يجب عليك أن تتأكد من توجيه الشكر لموظف الاستقبال مرّة أخرى.   - بعد المقابلة الشخصية: تقييم مدى حسن الأداء من وجهة نظرك: وبعد المقابلة، قد ينتابك بعض المشاعر المختلطة. فقد تشعر بأنّك قد أبليت بلاء حسناً في بعض المواقف وأخفقت في البعض الآخر منها. وقد تشعر كما لو أنّ الفرصة أصبحت سانحة أمامك للحصول على عرض العمل أو قد تشعر بأنك قد أهدرت هذه الفرصة تماماً. وأسهل طريقة هي أن تتجنب التفكير في المقابلة الشخصية برمتها، وتنتقل إلى المهمة التالية أو أن تبدأ بالتفكير في المقابلة الشخصية القادمة. ولكن الخبرات (سواء الجيِّدة منها أو السيئة) هي في الواقع أفضل فرصة لاكتساب المهارات. والحقيقة أنك قد تفشل في المقابلات الشخصية لعدة مرات على الأرجح قبل أن تحقق النجاح المطلوب. وحتى لاعبي كرة البيسبول يضربون الكرة أكثر من مرة قبل وصولهم إلى القاعدة. وعندما يفشل ضارب الكرة في إحراز الرمية الناجحة يتعين عليه أن يراجع أداءه حتى يدرك السبب في هذا الإخفاق وأن يستعد بصورة أفضل لمواجهة رامي الكرة في المرة القادمة. ومن المهم أن تستغرق بعضاً من الوقت بعد كل مقابلة شخصية لتحليل أدائك بالتفصيل تماماً كما يفعل لاعب الكرة. والجدول 8/1 هو "نموذج مراجعة المقابلة الشخصية" والذي يساعدك على تقييم خبراتك في المقابلة الشخصية. وسوف تكون هذه المراجعة فعالة بشكل كبير إذا تمت في أقرب فرصة ممكنة بعد المقابلة الشخصية حيث لا تزال المعلومات قريبة في ذهنك. ومن الناحية المثالية، يجب عليك تعبئة النموذج فوراً بعد المقابلة الشخصية، وإلا خلا تقييمك من الأمانة والدقة في حال التأخر في اتخاذ هذا الإجراء بشكل سريع. اطبع نسخاً من هذا النموذج واستخمها بعد كل مقابلة شخصية. عليك أن تدرسه وتتعلم منه وتستعد بشكل أفضل للنجاح في المقابلة التالية. وإذا كنت قد أجريت مقابلة شخصية ناجحة وتلقيت عرضاً للعمل فإنّ التقييم الذي يعقب هذه المقابلة الشخصية سوف يساعدك على توثيق وإثبات نقاط القوة وحسن الأداء ويجعلك مستعداً للمقابلات الشخصية في المستقبل. وإذا كان أداؤك ضعيفاً في إحدى المقابلات الشخصية فإن تقييمك لها سوف يساعدك على تحسين أدائك في المرة القادمة. وكما يقول مالكولم فوربس: "الفشل هو النجاح إذا تعلمنا منه".   الجدول 8/1 التقييم الذاتي: نموذج مراجعة المقابلة الشخصية الهدف: مراجعة نقاط حسن الأداء والنقاط التي بحاجة للتطوير في المقابلة الشخصية التالية. سجِّل شعورك العام حول المقابلة الشخصية. كن أميناً وضع أمثلة على كلامك.   هل واجهتك أي مشقة وشعرت بعدم الإرتياح؟ ومتى؟ ولماذا؟   أي النقاط أديتها بصورة جيِّدة؟ صنفها حسب أهميتها بالنسبة للمقابلة الناجحة.   ماذا كان بإمكانك أن تؤديه بصورة أفضل؟   ماذا أدهشك؟   ما هي المعلومات التي تمنيت معرفتها قبل المقابلة الشخصية؟   كيف يمكنك الحصول على هذه المعلومات قبل المقابلة التالية؟   ماذا تعلمت؟   ماذا سوف تتجنبه في المقابلة التالية؟   ما الذي سوف تكرره مرة أخرى؟   إذا تكررت هذه التجربة مرة أخرى، ما الذي سوف تؤديه بصورة مختلفة في المرّة القادمة؟     المصدر: كتاب (كيف تنجح في مقابلات العمل)

ارسال التعليق

Top