• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كثيـر الكـذب

أسرة

كثيـر الكـذب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أنا من يعاني من المشكلة التي أنا أريد منكم أن تجدوا لي حلاً لها ولكن المعني هو أخي الذي يصغرني بحوالي سنتين هو ذكي ولكن كثير الكذب والذي لا يعرف صفته يعتقد انه صادق حتى نحن بالمنزل نعرف هذه العلة التي فيه ولكن نصدقه. وما أريده هو كيف يمكنني أن أساعده لانني أراه يضيع امام عيني فهو قام بالتدخين وأعتقد إنه اتجه للحشيش أي انه سيضيع من بين ايدينا وقد جرب به أبي كل شيء منعه من الخروج، ضربه ضرباً مبرحاً وعامله كصديق ولكن لاجدوى معه العلم انه يخاف جدا من ابي
وشكرا واتمنى ان اجد حلاً منكم.

الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
لا يُخلق الإنسان كاذباً بالفطرة، بل يخلق ونفسه كصحيفة بيضاء ولكن يبدأ باكتساب العادات الحسنة أو السيئة في الطفولة من محيطه.
فالكذب يتعلمه الطفل ممن حوله في الأسرة أو المجتمع، أو قد يلجأ إليه إذا يواجه بالعنف والتخويف فيكذب ليخلص نفسه من العقوبة المحتملة.
إذن أخوك الصغير ضحية المجتمع والظروف التي عاشها، ورغم أن الكذب من الذنوب العظام إلا أننا يجب أن نتعامل معه بلطف وحكمة حتى تتخلص من تلك العادة.
وأول الخطوات أن يزول الخوف منه لكي لا يكذب ... وحتى لو أخطأ فيجب أن لا يعنف حتى يستطيع الانفتاح عليكم لكي تساعدوه من جل مشاكله.
يجب أن يعيش الإنسان الثقة والطمأنينة في بيته حتى يستطيع الانطلاق منه إلى المجتمع بأمن وسلامة.
نعم، يواجه إذا أخطأ باللوم وربما بمعاقبته بمنع بعض الامتيازات عنه وحرمانه من بعض الفوائد .. أما الضرب فهو من أساليب العهود البائدة وكثيراً ما يجلد الإنسان الآخرين بدل أن يجلد نفسه.
نعم، لكل شيء استثناء، ولكنه ليست قاعدة ولا يوحى به تربوياً.
إذن حاولوا أن تجعلوا البيت مسالماً له حتى لا يكذب أولاً في البيت، ولا تعنفوه لأي خطأ يرتكبه ولو كان بسيطاً كالتدخين الضار ولكن يمكن معالجة ذلك بالتفاهم والحوار.
وحاولوا أيضاً أن تكونوا له أهلاً وأصدقاء ... خذوه معكم إلى المجالس العامة وعرفوه ببعض الأصدقاء الشرفاء ممن تثقون بهم ... وسيضطر ابتداءً لمجاراتهم في الخلق، وبالاستمرار سيصبح الخلق الحسن له عادة.
ومن المهم لأخيك أن يشعر أنكم كما تحبوه تحترموه وتثقون به ـ رغم بعض أخطائه ـ ولكنكم تحبون له وتودون لو لم تكن تلك الأخطاء لتزدادوا منه قرباً.
على أي حال يجب أن تتقبل أن لكل انسان عيوبه وأخطائه، وأن (أكثر الناس إيماناً أعذرهم للناس) بمعنى أن تكون متسامحين معهم فلربما أنهم يخطؤون من حيث لا يعلمون، أو لا يفهمون.
نتمنى لكم التوفيق في رحلتكم الإيمانية المباركة لمساعدة أخيكم على الخلاص من تلك العادة والله ولي التوفيق ومنه نطلب العون والتسديد.

ارسال التعليق

Top