• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف أتعامل مع طفلة عنيفة عمرها سنتين؟

أسرة البلاغ

كيف أتعامل مع طفلة عنيفة عمرها سنتين؟

 

"السلام عليكم.. لدي طفلة في الثانية من عمرها عنيفة وعصبية وثقتها بنفسها كبيرة جدّاً، كيف أتعامل معها؟".   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة وبعد.. ورد في الأثر: "الولد أمير سبع وعبد سبع ووزير سبع". كما ورد أيضاً: "اتركه سبعاً وأدِّبه سبعاً ورافقه سبعاً...". وذلك لأنّ الولد في صغره يريد أن يمارس حرّيته بأكبر قدر ممكن ولذا فإنّ الحدّ من حريّته ومحاسبته الشديدة – كما يفعل بعض الآباء – لا يجعله مطيعاً وهادئاً، بل العكس من ذلك يزيد من عناده واصراره على اكتساب ما افتقده من حقوق وحريات، وأفضل طريقة للتعامل معه هو أن يترك على سجيته وطبيعته – فيما لا يضر – وأن تهيئ له أجواءً في غرفته وكذلك في الطبيعة، كالحديقة مثلاً، ليلعب ويمرح، وحتى ليعبث بالتراب، أو بألعابه، ومن ثمّ سنجد هذا الطفل يهدأ تدريجياً وتتحسن طباعه. وقد دلّت بعض البحوث على أن لعب الطفل بالتراب له أثر على تحسن سلوك الطفل وتعديل شخصيته، لذا نجد في بعض الدول الأوربية، يهيئون مساحة داخل الحدائق من الرمل والتراب، ويتركون الأطفال يلعبون فيها كما يشاءون، على عينٍ من الأُمّهات أو الآباء الذين يجلسون على جنب ويراقبون الأطفال بهدوء، دون إحساسهم بالمراقبة أو المحاسبة. وكلما كثر لعب الطفل ولهوه في فترة الطفولة الأولى كلما كان الطفل أكثر هدوءاً وسعادة في بقية عمره. وعلينا أن ندرك أنّ الطفل طفلاً وليس رجلاً أو امرأة، وأنّ عليه أن يعيش مرحلة طفولته كما هي، لا أن يتصرف كما يحلو لنا أو كما نحن عليه. الأمر الآخر: إنّ التعليم والتأديب لا ينفع كثيراً في سني الطفولة المبكرة، بل الذي يؤثر فيه سلوك الوالدين والآخرين من حوله، فهو مقلّد من الدرجة الأولى، ولذا فإنّ على الوالدين أن يكونا حذرين في التعامل أمامه ومعه، لأنّه سيكتسب منهما الأساليب وطرق السلوك، من دون وعي أو إدراك، وستؤثر فيه نمط علاقتهما ببعضهما وكذلك مع الأطفال. ولعل عصبية الطفل وغضبه يعود إلى السببين معاً، وهو تحديد حريّته والتشدد في معاملته، ومن ثمّ عصبية أحد الوالدين أو كلاهما في التعامل داخل البيت، فإذا أردنا هدوء الولد وحسن سلوكه، علينا أن نحسن سلوكنا ونهدأ أعصابنا أوّلاً، ولا نغضب أو نصرخ أمامه لأنّه يعتبرنا قدوة له، وقد يعتبر التصرف الخاطئ الصادر عن والديه طبيعياً أو حسناً، لأنّهما كل ما لديه ومعلميه، ويحبهما ويحبّ كل ما يصدر عنهما. ولما كان وقوع بعض المشاكل ممكناً بين الوالدين، فإنّ عليهما أن يحلا مشاكلهما في غرفة مفرغة بعيداً عن أعين الأطفال وسمعهم، وأن يظهرا – أو يتظاهرا – أمام الأطفال بالهدوء والانسجام، حتى لا يضطرب الطفل وينعم بالأمن والاستقرار، فإنّ البيت بالنسبة له عالمه ودولته وأسرته وكل مايملك في الحياة. لنجرِّب التعامل بهدوء مع الأطفال، بل مع كل شيء، وسنجد أنفسنا أكثر سعادة ونجاحاً، في حياتنا، ومع الآخرين، وبالأخص أولادنا وأكبادنا.

ارسال التعليق

Top